الخاطره الاولى , عند الحديث عن مواقف الحليف الروسى , يذهب الكثيرون الى مقولة ان روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفيتى , للدلاله على غياب البعد الايديولوجى عن مواقف روسيا , وهذه المقوله صحيحه نسبيا , لكن يغيب عن ذهن هذا البعض ان روسيا اليوم هى وريثة الامبراطوريه الروسيه ممثله الكنيسه الارثدوكسيه المشرقيه , بمعنى ان اختفاء البعد الايديولوجى للخلاف مع الغرب , حل محله وعاد للواجهه البعد الدينى للخلاف مع الغرب الكاثوليكى , وهذا يفسر لماذا لم يسعى الغرب الكاثوليكى لضم روسيا الى حلف الناتو , ولماذا بقى الخلاف مع روسيا قائما بالرغم من اختفاء البعد الايديولوجى , وهنا تجدر الاشاره الى ارتباط الكنيسه الارثدوكسيه المشرقيه الروسيه مع المشرق العربى وخصوصا بلاد الشام ارتباطا وثيقا , وذلك يعود الى ان مصدر الكنيسه الارثدوكسيه يعود لبلاد الشام وخصوصا بطرياركية انطاكيه والتى يقع مركزها اليوم فى مدينة حلب السوريه , وقد راينا وفود الكنيسه والبطرياركيه الروسيه تؤم وتتوافد الى دمشق وتعلن الوقوف مع دمشق , اخيرا لا يمكن فهم السياسه الروسيه ما لم نفهم لماذا او من اين جائت التسميه بالدب الروسى , تسمية الدب الروسى جائت من الصبر والتانى , لاحظوا مثلا فى الحرب العالميه الثانيه لم تقم روسيا بالهجوم المضاد فورا , وانما استدرجت الالمان الى حدود موسكو ثم كان الهجوم المضاد الذى لم يتوقف الا بسقوط برلين , اذا فهمنا هذه المعادله نستطيع ان نفهم الروس الذين لا يتعاملون باسلوب ردات الفعل .
الخاطره الثانيه وتقع فى اطار الحقائق الجدليه , عند الحديث عن انظمة الاستبداد ,يجب الاخد بعين الاعتبار واقع المجتمعات العربيه التى تعيش التخلف الفكرى والثقافى , والذى بدوره لا ينتج الا سلطة شيخ العشيره وكبير العائله ورجل الدين , وتجربة مصر وتونس بعد همروجة ما سمى بالربيع العربى والانظمه التى انتجها هذا الربيع , هى خير دليل على صحة ما نقول , واقع التخلف الفكرى والثقافى للمجتمعات العربيه يؤكد ضرورة الثوره الثقافيه قبل الحديث عن التغيير الديمقراطى لهذه المجتمعات , ثوره ثقافيه تعيد انتاج منظومة المفاهيم الفكريه لهذه المجتمعات , من هنا يصبح الاخد بمعادلة النظام الوطنى والنظام العميل هو الانسب للواقع العربى , دون ان يعنى ذلك الالغاء الكلى لمفهوم الاستبداد , وتاكدوا انه لولا الثوره الثقافيه لماوتسى تونغ والذى اتهمه البعض بالاستبداد والديكتاتوريه خلال تلك الثوره , لولا تلك الثوره الثقافيه ما كنا لنرى صين اليوم العملاق الاقتصادى ,, ولولا حزم ستالين الذى اتهمه البعض ايضا بالاستبداد لما انتصر الاتحاد السوفيتى فى الحرب العالميه الثانيه , ولما استطاع اعادة البناء وبمجهود ذاتى وبفتره زمنيه قياسيه رغم كل الحصار الذى كان مفروضا على الاتحاد السوفيتى .
الخاطره الثالثه , النضال الديمقراطى , او كما يقول البعض النضال ديمقراطيا من داخل المؤسسات , المقوله كمقوله صحيحه ولكن ضمن شروط , فمثلا هذه المقوله لا يمكن ان تصلح للشعوب التى تمر فى مرحلة التحرر الوطنى , فمرحلة التحرر الوطنى لها نظريتها الثوريه القائمه على الكفاح المسلح وحرب الشعب , وفى حالتنا الفلسطينيه اى نضال ديمقراطى هذا الذى يجرى الحديث عنه , واى مؤسسات هذه التى يجرى الحديث عنها , وباى منطق تريدون النضال ديمقراطيا فى اروقة سلطه خادمه للاحتلال امنيا ,,هذا لا يمكن ان يطلق عليه نضال ديمقراطى , هذا اسمه سقوط وطنى واخلاقى , وبدون فذلكات هل تعتقدون لو ان الفيتناميين طرحوا مثل هذا الشعار مع سلطة سايغون , هل كنا لنشاهد فيتنام حره اليوم