في بيان الإدانة الامريكي لمقتل ( 13 ) تركياً على يدّ عناصر من حزب العمال الكردستاني في جبال سنجار كان لافتاً عبارة ( ندين هذا العمل إن كان قد وقع بالفعل ) ..
تركيا اعتبرت هذا البيان تشكيكا بماجرى واحتجت على البيان الامريكي وسارعت باستدعاء السفير الامريكي لديها وإبلاغه باحتجاجها الشديد على البيان ...
الملفت كان مسارعة وزير الخارجية الامريكي للإتصال بنظيره التركي لتصحيح الموقف وإدانة العملية بشكل واضح ووصفها بالإرهابية !! الوزير الامريكي لم يفوت في اتصاله تذكير نظيره التركي بضرورة التخلي عن منظومة S400 الروسية ..
من الواضح ان هناك اتصالات بين الطرفين على اعلى المستويات للتخلي عن المنظومة الروسية مقابل امتيازات تقدمها الولايات المتحدة لتركيا ، هذه الامتيازات لن تتوقف على الملف الكردي ، بل قد تتعداه إلى الدور التركي في المنطقة ككل ..
ويبدو ان بريطانيا دخلت على الخط مؤخرا ، فبعد الزيارة المفاجئة التي قام بها مؤخرا رئيس جهاز المخابرات البريطاني إلى تركيا وعقده اجتماعات هامة استمرت لساعات مع كبار المسؤولين الاتراك ، كان لافتا حديث الاتراك عن اتفاقيات مع بريطانيا في مجال الطاقة المتجددة وصناعة الفضاء بما يضمن تطوير برنامج فضائي تركي ، فيما يبدو وكأنه أحد العروض الغربية السخيّة لإعادة تركيا إلى موقعها كحليف اساسي وعضو بارز في الناتو ..
التصعيد التركي ضد الاكراد في العراق عسكريا وإعلاميا ، هو أيضا رسالة تركية للغرب تسعى تركيا من خلالها لطرح هذه القضية على طاولة التفاوض ، وسبق ان تقدمت تركيا بعرض للولايات المتحدة يتضمن مقايضة تشمل تخلي الولايات المتحدة عن الاكراد في مقابل ربط منظومة الصواريخ الروسية التي تمتلكها تركيا عسكريا بحلف الناتو ، وقوبل هذا الاقتراح بالرفض الامريكي ..
كان لافتاً في هذا التوقيت أيضاً ما تم تداوله في الإعلام التركي نقلاً عن باحث امريكي بخصوص خريطة النفوذ التركية والتي شملت مناطق تمتد من كازخستان الى اليونان ، ومن الجنوب الروسي إلى الخليج العربي وصولا الى مصر وليبيا ؟!
والسؤال : هل سيختار اردوغان التملص من الروسي ؟ أم أنه يفضل التملّص من الأمريكي ؟ في ظلّ إصرار الاخير على عدم قبول أية حلول وسط فيما يخص صفقة S400...؟؟؟ محلليين ونواب روس بداوا بالحديث والتحذير من خطورة خيارات اردوغان بلهجة لم تخلو من التهديد .. أردوغان المعروف بالكذب والغدر في وضع لا يحسد عليه ، وعليه ان يتحمل تبعات خياره الذي لا مفر له منه ، فاللعب على حبال الطرفين أوشك على النهاية ...