ان اسرائيل بالتحديد آخر طرف في الدنيا يحق له يتحدث عن" الإرهاب الفلسطيني " فذلك الإرهاب يأخذ أصحابه الى آخر الحياة . واما في الحالة الاسرائيلية فان "الارهاب الصهيوني" ياخذ الذين يقومون به الى رئاسة الوزارة ولن أشير هنا الى " ديفيد بن جوريون " وما خطط له وأمر به من مذابح . لان الرجل كانت لديه ذريعة اقامة الدولة اليهودية لكن من جاءوا بعده ومن دون استثناء تقريبا وصلوا الى رئاسة الوزارة عن طريق " عمليات ارهابية " لم تكن بالتأكيد عسكرية لكنها استهدفت مدنيين
" مناحم بيغن " وصل الى رئاسة الوزارة عن طريق مذبحة " دير ياسين "
و " اسحق رابين " وصل الى رئاسة الوزارة عن طريق ذبح مئات وتهجير عشرات الوف من اهالي " اللد " و " الرملة "
و " اسحاق شامير " وصل الى رئاسة الوزارة عن طريق اغتيال وسيط الامم المتحدة الاول الكونت " فولك برنادوت "
و " ايهود باراك " وصل الى رئاسة الوزارة عن طريق عمليات اغتيال قتل فيها وخنق باصابع يديه في شوارع بيروت
و " ارييل شارون " وصل الى رئاسة الوزارة عن طريق مذبحة صبرا وشاتيلا وعشرات من المذابح غيرها لم يضبط فيها متلبسا والدم يلطخ يديه لكنه بالتأكيد كان هناك
و " حمامة السلام " الحالية " شيمون بيريز " لم يجد فرصة يعزز فيها بقائه في رئاسة الوزارة إلا عن طريق مذبحة " قانا "
الى جانب ذلك نماذج مدهشة
فالرجل الذي قتل خمسين من المصلين المسلمين في الحرم الإبراهيمي له الان في الخليل مشهد ومزار
والرجل الذي امر بقتل ثلاثمائة أسير مصري في العريش ووقف يتفرج على دائرة نيران تحاصرهم بإطلاق النار عليهم ثم امر بدفن بعضهم احياء هو الان وزير الدفاع في الحكومة الراهنة " بنيامين بن اليعازر "
واكثر من ذلك هكذا خطر لي في هدأة الليل فان جائزة نوبل للسلام لخمسة رجال ارهابيين كل منهم امر بعملية قتل او شارك فيها
" مناحم بيغن " و " انور السادات " اولهما قتل والثاني اغتال ومع ذلك تقاسما جائزة نوبل للسلام
" رابين " و " بيريز " و " عرفات " شاركوا او امروا بعمليات سلاح لكن حكماء السلام في لجنة نوبل اخذوا في اعتبارهم ان هؤلاء جميعا قتلوا او شاركوا بالقتل " تحت دوافع وطنية " او هكذا تصوروها
ومن المفارقات ان اسرائيل لم تتنصل من اي عمل ارهابي قام به رجالها ونساؤها بل ان حتى الشابين اللذين قتلا وزير الدولة البريطاني اللورد " موين " في القاهرة سنة 1945 ( قبل قيام الدولة اليهودية ) وجرى شنقهما بعد حكم قضائي في مصر سنة 1946 - أصرت إسرائيل على أن تضع ضمن بنود اتفاقية فك الارتباط مع مصر سنة 1973 شرطا يقضي بإعادة رفاتهما .وفي القدس جرت للاكفان مراسم " تحية البطولة " لكن بعض العرب الذين يريدون ان يمنحهم الغرب نياشين التحضر والتمدين على استعداد للشجب والاستنكار والإدانة وتسمية رجالهم ب " المنتحرين " وليس " الفدائيين " برغم ما قاموا به في البداية والنهاية كان اعمالا قدم اصحابها حياتهم مقابل معتقداتهم وبغير دافع آخر فغواية المال لم تكن مطروحة وغواية الشهرة لم تكن لديها فرصة . ثم ان رئاسة الوزارة لم تكن في انتظار أي منهم