محمد مشرف الفقهاء/ مصر وسد النهضة
مقالات
محمد مشرف الفقهاء/ مصر وسد النهضة
13 آذار 2021 , 07:28 ص
مصر وسد النهضة

 

 

منذ القدم قال الإغريق ( مصر هبة النيل ) بمعنى أن مصر ما كانت لولا النيل .

بقي النيل روح مصر حتى عقدت بريطانيا بصفتها الدولة المحتلة لمصر اتفاقية عام 1929 مع عدد من دول حوض النيل وهي اوغندا وكينيا وتنزانيا واثيوبيا أقرت هذه الدول بموجبها حق مصر بمياه النيل وتمتعها بحق الفيتو على أي مشروع مائي تقيمه هذه الدول على روافد النهر ، وفي عام 1955 تم عقد اتفاقية بين مصر والسودان تحصل بموجبها السودان على 18.5 مليار مترا مكعبا وتحصل مصر على 55.5 مليار مترا مكعبا حين لم يكن عدد سكان مصر يتجاوز عشرين مليونا لكنه الآن تجاوز المئة وخمسة ملايين نسمة.

يجب أن نعرف 14 ٪ من مياه نهر النيل تأتي من هضبة البحيرات الإفريقية وأهمها بحيرة فكتورية بينما يتغذى النهر ب 86 ٪ من اثيوبيا من روافد سوباط والنيل الأزرق وعطبرة لأن أمطار الهضبة الأثيوبية موسمية صيفية وكان الكثير من هذه المياه يذهب هدرا في موسم الفيضان إلى أن قرر الزعيم المصري جمال عبد الناصر عام 1955 بناء السد العالي لتخزين هذه المياه المهدرة بحيث حجز خلفه بحيرة ناصر التي تبلغ مساحتها 150 كم بسعة 150 مليار متر مكعب .

 

وفي نهاية عام 2010 بدأ بناء سد النهضة في أثيوبيا بسعة 74 مليار م3 وهذا ما يعادل حصة كل من مصر والسودان مشكلا بحيرة مساحتها 250 كم مربعا وتنوي اثيوبيا البدء بتخزين المياه مع بداية تموز المقبل حين تبدأ امطار الهضبة بالتساقط دون اتفاق مع كل من السودان ومصر على فترات ملء السد مما سيؤدي الى تجويع ملايين الأسر الزراعية في البلدين وهجرتهم إلى المدن مع ما تولده هذه الهجرة من كوارث مع ما يرافق ذلك من نقص حاد في الأمن الغذائي وتوليد الطاقة وبهذا تصبح المسالة مسألة حياة او موت ..

في تقديري أن مصر والسودان قد اعدتا الخطة العسكرية لمنع خطوة اثيوبيا الانفرادية مستندة لاتفاقية ( إدارة وحماية السد ) مع كل من إسرائيل وتركيا ولكن مصر ستوجه ضربة تحذيرية للسد ڤإذا لم يتراجع أبي احمد عن تعنته وإصراره على التحدي فإن مصر ستدمر السد وهي بالتأكيد قادرة على ذلك ..

 

المصدر: وكالة سبوتنك + اضاءات