عندما تتلف اغصان الشجره , يلجأ المزارعون الى قص الشجره الى الجذور , بحيث لا يبقى من الشجره الا الجذر , فتنبت من تلك الجذور شجرة جديده يافعه , خضراء ونضره , فلماذا لا نتعلم من المزارعين ونطبق ذلك سياسيا فى الساحه الفلسطينيه , لا شىء مقدس الا الوطن بكامل التراب الوطنى , وقد قالها قمر الشهداء ابو على مصطفى ( لا قدسيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه الا بقدر ما تقربنا من هدف التحرير ) . الحوارات فى الساحه الفلسطينيه تدور فى حلقة مفرغه , وخلال هذا الدوران طرحت العديد من المبادرات والاتفاقات , الا ان جميع هذه المبادرات وللاسف كانت تبتعد عن السؤال الاهم , وهو السؤال الاول الذى يجب ان يطرح , سؤال ماذا نريد , نعم ماذا نريد , هل نريد المشروع الوطنى الفلسطينى كما اقر وعبر عنه فى الميثاق القومى التاسيسى لعام 64 , ام نريد مشروع الدويله القزم الذى جائت به اوسلو , اذا اجبنا على هذا السؤال , سؤال ماذا نريد , فاننا على ضوء الاجابه نستطيع البناء .
منذ بدء الحديث عن ما يسمى بانتخابات الرئاسه والتشريعى , وبعد بيان القاهره الاجوف , واقول الاجوف لان النصوص التى جاء بها البيان لا تساوى قيمة الحبر الذى كتبت به , فقد علمتنا التجارب ان لا قيمه للنصوص والقرارات فى الساحه الفلسطينيه , فمثلا فى عام 2015 صدر عن المجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينيه قرار بوقف التنسيق الامنى , وفى عام 2017 صدر عن ما سمى فى حينه بالمجلس الوطنى الفلسطينى فى رام الله ,صدر قرارا بوقف التنسيق الامنى , فاين اصبحت هذه القرارات , قلنا ان النصوص والقرارات فى الساحه الفلسطينيه , لا تعنى شيئا وتبقى حبرا على ورق .
المهم انه ومنذ بدء الحديث عن هذه الانتخابات , اخد البعض وكمحاوله لتبرير مشاركته فى انتخابات سلطة الذل والعار اوسلو , اخد هذا البعض يشعرنا وكاننا امام نظام سياسى فلسطينى مؤسساتى , وان التغيير ممكن ديمقراطيا عن طريق الانتخابات , هذا البعض اما هو يكذب على نفسه او هو يريد الكذب علينا وخداعنا , فالنظام السياسى الفلسطينى ليس بالنظام المؤسساتى , بل هو نظام الفرد الدكتاتور , نظام الفرد الديكتاتور منذ ان فرض عرفات سيطرته على المنظمه والى يومنا هذا , بل ازداد ديكتاتوريه وهيمنه وتفرد مع مجىء عباس على راس هذا النظام .
نحن فى الساحه الفلسطينيه امام فريق يهيمن ويتفرد بالقرار الفلسطينى تحت غطاء الشرعيه ووحدانية التمثيل , وتجربة اكثر من ربع قرن من الحوارات والاتفاقات تؤكد ان هذا الفريق ليس فى وارد التخلى عن هيمنته وتفرده بالقرار , وانه لن يقبل ولا باى شكل من الاشكال بالشراكه وجماعية القياده , هذا الفريق لا يمكن ان يتخلى عن هيمنته وتفرده بالقرار الا فى حالة واحده فقط , فقط اذا قمنا بنزع غطاء الشرعيه عنه , فى اللحظه التى يشعر فيها هذا الفريق ان شرعيته قد اصبحت مهدده وان هناك من ينازعه على الشرعيه ووحدانية التمثيل فى الساحه الفلسطينيه , فقط فى هذه اللحظه سيقبل هذا الفريق بمبداء الشراكه فى القرار وفق جماعية القياده , واى حديث اخر ما هو الا كلام ليل يمحوه النهار .
ما تقدم يؤكد ان السبيل الوحيد لتحقيق ذلك , هو الاسراع فى تشكيل الجبهه الوطنيه العريضه , كاطار قيادى مؤقت للشعب الفلسطينى , وطرح شعار – نعم لمنظمة التحرير الفلسطينيه ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطينى , ولكن القياده الحاليه , هى قياده غير شرعيه ولا تمثل المنظمه او الشعب الفلسطينى