ويسألونَك َ عنّي
قُلْ في القدسِ ولدتُ
نجيعُ الآهِ سبعونَ عاما ً
من الحريقِ أهمدتُ
و طارَ رمادُ الصّمودِ
و من ركونهِ انتفضتُ
فكيفَ أصبرُ على جَلدي
و كيفَ أُ ُسامحُ جلاّدي
و كيف لا يعلو صوتي
فوق العدوّ أنادي
هيهات هيهات من عنادي
و كيف لا أستلّ ُ سكّيني
و أطعنُ جوف سجّاني
و أقضمُ لحمَه ُ نيّا ً
و أرميهِ طعاماً لجرذانِ
و أحمي بيتي وأرضي
بصدرِ عاريٍ صادي
و أمشي على مهج قلبي
و معي جموع جيراني
الى الأقصى لأرتل قرآني
يطالعني وجه القدس محزونة
و تنسلّ مخبأة في جِلدي
الدامي
و تضرمُ في صدري عنفواني
و أثور لطهر مريم المقدسية
و صليبِ مسيحٍ كان يرعاني
وملكُ سليمانَ تجمّع فينا
من أنسٍ و من جانِ
ألفّ ُ نعشيَ على روحي
فإمّا حرّيتي و إمّا أصفادَ أغلالي
بكلّ ما جمّعتُ من قهرٍ
بكفّي أصفعُ وجه ظلاّمي
و لو نكّلو بجسدي الشّامخ
و حطّمو رأس جمجتي
و لو أثقلوا كاهلي قيداً
مغمّضَ العينينِ لمعتقلي
ستثور الدّموعُ في عيون
كل طفلِ
و تنتفضُ الماجداتِ عنّي
و يملأن الشّوارعَ غضبا
و تهتفُ حجارةَ الجدران
بالدّم ِالأحمرِ القاني
انا من قدسي لن أبرحَ
هنا مغروسٌ من غابر الازمانِ
فلسطينيّ ٌ منذ أزلي
سيرفع الآذان على جثماني
و سنصلي صلاة النصر
معا يا حبيبةَ الرّب
و هذا وعدي لذلك الداني