ما يحصل في فلسطين و المنطقة هو ثورة حقيقية و شاملة.
يحاول وكر جواسيس رام الله و بكامل هيئة أركانه المؤلفة من قيادات دكاكين فصائلية عديدة الإستثمار في الانتصارات الفلسطينية العديدة و بالجملة و على كافة جبهات حياتنا بكافة أبعادها المادية و المعنوية و بشكل و مسار يتعاظم و يتسارع إيجابياً و بحدود كبيرة تبشر بالخير و النهوض و تؤسس لما بعدها و لربيع عربي حقيقي و أصيل من الكرامة و العزة.
قادة فصائل رام الله إياهم جميعهم و دون إستثناء كانوا و مازالوا منخرطين بكافة مندرجات أوسلو و مضامينها العلنية و السرية و خصوصاً التنسيق الأمني.
و هنا لا يهم أبداً هذا الكم الهائل من الكذب و النفاق و الخداع و التسميات و حرب المصطلحات التي يستعملها قادة تلك الفصائل تجاه كوادرهم الحزبية و شعبهم من شعارات حزبية و تنظيمية داعشية و بنكهة يسارية تقدس الذل و المهانة و الخنوع و الإستسلام و خدمة للقيادة العرفاتية و العباسية و التي بدورها، علناً و طوعاً، دون مواربة تخدم الكيان الصهيوني و مشاريعه، بوصفها أحد أهم أذرعه و التي بدورها تستخدم تلك القيادات اليسارية المتكلسة عقائدياً و وطنياً و التي بدورها أيضاً تستخدم شعاراً ساماً و قاتلاً من الإنكفاء و الهزيمة و الخنوع لسياسة كبير الخونة و العملاء في وكر رام الله، و حيث أطلقت على السم الزعاف تسمية "الحفاظ على الوحدة الوطنية و منظمة التحرير" التي مسخوها تماماً و حولوها لعاهرة الإحتلال و محظية نزواته المدمرة لشعبنا و وحدته.
عشرات السنين من حوارات الوحدة الوطنية اللاوطنية تلك و بنتيجة واحدة وحيدة و جلية و هي إنخراط جميع قادة فصائل رام الله في خدمة التنسيق الأمني المقدس و لا يوجد أي عذر لها على الإطلاق و خصوصاً أنه و خلال عشرين عام كاملة لم يقم أي فصيل من رام الله بعملية عسكرية واحدة ضد الإحتلال.
و أما بعض العمليات النادرة، فقد كانت فردية تماماً و دون قرار قيادي بذلك و لكن توجد آلاف من الأكاذيب و الأوهام و التنظير الأجوف عن مبادئ حزبية هدفها الأوحد هو الحفاظ على مصالح قادة اليسار في حضن عباس الدافئ بدولارات كازيات الخليج و الإتحاد الأوروبي بحيث تحولوا لأبناء تيمية و محمدات أبناء عبد الوهاب و عراعير اليسار و بحيث أن تهمة الخيانة و العمالة و الكفر الوطني جاهزة فوراً لكل من يعارض سياستهم أو يكتب ما نكتبه الآن !! .
و مما سهل عمل علماء أهل اليسار هؤلاء هم الصهاينة الذين كانوا يعتقلون أو يغتالون كل ثوري شريف و يعارضهم و يستشعرون منه الخطر بحيث خلى الميدان إلا منهم (القادة إياهم) و لبعض منافقيهم أو بعض المسحوقين مادياً و إجتماعياً، الذين إختاروا السكوت من أجل إعالة أسرهم كما يقولون .
و ما يثير الإشمئزاز هو أن مشايخ اليسار يستثمرون بدماء الشهداء العظماء و الأسرى و يسرقون نضالاتهم و يبيعونها و يسوقونها أمام الشعب لإظهار عظمتهم الشخصية و بأن حزبهم تحديداً مستهدف بشكل خاص كتأكيد على وطنية الحزب الذي وضعوا مصلحته بقيادتهم أمام مصلحة الشعب و الوطن.
نذكر هذه الأمور الآن و عن هذه الفئة الخطرة تحديداً لأنها تقوم بدور العراب و الخادم لعباس من جديد و بتكرار عالي النبرة بضرورة توحيد الصفوف لقيادة الإنتفاضة...
الوحدة الوطنية هنا يقصدون بها وضع الإنتفاضة تحت قيادة كبير الخونة عباس الذي يخاطبوه بسيدي الرئيس!، وكي يتم إستغلالها و تعهيرها و إجهاضها كما حصل مع إنتفاضات و نضالات شعبنا سابقاً و دائماً و حيث كان يقوم أحبار اليسار بإصدار الفتاوى المشوهة التي تحلل الخضوع و الخنوع للحاكم العميل في رام الله و قبلها تونس و الفاكهاني و لو كان يزني و يلوط بالوطن و شعب الوطن مادام لا يشرك بالوحدة الوطنية و التي لا تقوم إلا معه و به و بأمره.
كان الأجدر بأشباه اليسار الفلسطيني الخروج من وكر جواسيس رام الله و فك التحالف مع عباس و خصوصاً أنهم يدعون أنهم ضد أوسلو و ذلك بدلاً من مواصلة درب الشقاق و النفاق و تدمير أحزابهم و تاريخها، ناهيك عن الشيء الأساسي و هو إستدخال العجز و الهزيمة و تدمير الروح الثورية بين أبناء الشعب الواحد.