شكل لقاء الفصائل الفلسطينية مع الرئيس السوري بشار الأسد محطةً أساسيةً في ظل التطورات التي جرت في فلسطين، والانتفاضة التي شكلت منعطفاً حاسماً في الصراع العربي الصهيوني...فهل تعود العلاقات بين حماس ودمشق؟
وماذا عن التهدئة التي تم التوصل إليها في قطاع غزة بعد الضربات القوية والموجعة التي ألحقتها صواريخ المقاومة بالعدو الإسرائيلي ؟ كيف تقيم فصائل المقاومة في دمشق الهدنة ومضامينها خاصة وأن ممارسات الإحتلال والاعتقالات لا تزال مستمرة؟
أمين عام جبهة النضال الشعبي، الأستاذ خالد عبد المجيد، وفي تصريح خاص لموقع اضاءات، قال إن الرئيس الأسد قدم التهاني لفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني بإسمه شخصياً وباسم الشعب السوري على النصر الذي حققته المقاومة وماقامت به من مواجهة بطولية كبيرة في وجه الاحتلال.
واضاف عبد المجيد، " أبلغنا الرئيس الأسد موقفا عظيما أن القيادة السورية لن تنظر إلى الوراء, وأنها عندما اختلفت مع حماس اختلفت بسبب انحياز حماس الى مشروع الإخوان المسلمين، لذلك بلغنا أنه في الوقت الذي نحيي فيه الشعب الفلسطيني نحيي فصائل المقاومة بما في ذلك حماس لأنها قامت بدور عظيم في التصدي للعدو الاسرائيلي"، لذلك تعتقد أن هذا الموقف وهذه الحرب التي حصلت ستفتح آفاق جديدة لبناء علاقات بين حماس والقيادة السورية ، بالتالي فإن عودة هذه العلاقة وإعادتها بشكل إيجابي يعزز دور محور المقاومة ويعزز الترابط القومي والوطني بين الشعب الفلسطيني ومقاومته وبين سوريا وكل أطراف محور المقاومة، مشيرا إلى أن هناك جهود ستبذل من أطراف عدة سواء كانت فلسطينية أو إيرانية أو حزب الله لعودة العلاقات.
"ونحن كفصائل فلسطينية موجودة في دمشق شكرنا السيد الرئيس على هذا الموقف وعلى التعالي على الجراح واكدنا له أن الشعب الفلسطيني ومقاومته ستبقى وفية لسوريا وللجيش العربي السوري وللقيادة الحكيمة برئاسة الدكتور بشار الأسد واكدنا كذلك أن المصلحة القومية والوطنية في مواجهة الاحتلال تتطلب تعزيز هذا الترابط مع كل أطراف محور المقاومة".
وحول الهدنة التي تم التوصل إليها بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في قطاع غزة، قال أمين جبهة النضال الشعبي إن الهدنة بالشكل هدنة متوازنة لأنها جاءت بمبادرة من جمهورية مصر العربية ولم تكن من أي طرف من الطرفين بل بالعكس عرضت أولا على الاحتلال ووافق عليها وبعد ذلك وافقت قيادة فصائل المقاومة على هذا الهدنة"، مصر أبلغت بشروط المقاومة وخاصة فيما يتعلق بالقدس لان هذه المعركة حصلت من أجل القدس ومن أجل وقف هدم المنازل وتهجير أهالي الشيخ جراح واستباحة الاقصى من قبل المستوطنين، بالتالي هذه الهدنة هي هدنة مؤقتة لفترة بعد ذلك سيتم اتصالات من قبل مصر ومفاوضات غير مباشرة عبرها من أجل تأكيد هذه التهدئة لفترة أطول لكن فصائل المقاومة مصرة على الالتزام بشروطها التي تتعلق بمدينة القدس ووقف الإجراءات الصهيونية في المدينة والشيخ جراح والعيسوية ودخول المصلين وخروجهم بحرية".
وأكمل عبد المجيد، "أعتقد أن الوضع الذي يتعلق بغزة كذلك حسب المعلومات المتوفرة لدينا أن شروط المقاومة هي تأكيد على التفاهمات السابقة التي لم ينفذها العدو وهي فك الحصار عن قطاع غزة والسماح بفتح المعابر وإدخال المواد الطبية وإعادة الإعمار ماهدمته قوات الاحتلال و الانفراجات الحياتية والاقتصادية للقطاع هذه التفاهمات تفاهمات سابقة لم يلتزم بها العدو الإسرائيلي أبلغت مصر من قبل فصائل المقاومة بضرورة تنفيذها، على كل حال هذه الهدنة هي هدنة تتعلق بالحرب العسكرية على غزة والقصف والعدوان الوحشي على القطاع إذا التزمت إسرائيل بها".
المقاومة حددت خلال اليومين الماضيين رأيها وموقفها مما تقوم به سلطات الاحتلال من استمرار لمضايقة أهالي الشيخ جراح ومحاصرتهم ووصول بعض المستوطنين لباحات المسجد الاقصى والإجراءات والاعتقالات التي تقوم بها سلطات الاحتلال وإذا لم يلتزم الاحتلال فهذه الهدنة ستكون هشة وربما تتجدد هذه الحرب واطلاق الصواريخ مرة أخرى لأن هذه المعركة كان عنوانها القدس اذا لم تلتزم اسرائيل فإن التوتر سيعود
وفيما يخص معركة سيف القدس ومدلولاتها وكيف وحدت الشعل الفلسطيني، أوضح عبد المجيد، أن هذه "المعركة وحدت الشعب الفلسطيني لان قضية الأقصى والقدس هي قضية مركزية وجوهر الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى جانب حق العودة لذلك لاحظنا أن الهدبة التي حصلت في باب العامود تحولت إلى انتفاضة في مدينة القدس وتفاعل معها أهلنا 1948 وفي الضفة الغربية ولبت المقاومة في غزة نداء اهلنا في القدس دفاعا عن الأقصى والقدس والشيخ جراح وبالتالي هذه القضية المقدسة هي قضية المركزية في نضال الشعب الفلسطيني كما هي القضية المركزية للأمة ولكل قوى المقاومة في المنطقة، ليس فقط الموقف والشعب الفلسطيني في الميدان بمقاومته بشتى الأشكال بالصواريخ والحجر والسكين والمسيرات في كل أرجاء فلسطين ولأول مرة يواجه الاحتلال هذا الاختراق الاستراتيجي الميداني ويتوحد الشعب الفلسطيني في كل أرجاء فلسطين والمخيمات الفلسطينية والمهجر أضف إلى ذلك التفاعل العربي والإسلامي والدولي حيث شاهدنا المسيرات والتفاعل في عدد من الدول الغربية في الولايات المتحده وفي أوربا واستراليا وفي القارات الخمس تفاعل احرار العالم والجاليات العربية والإسلامية تفاعل كبير مع هذه الانتفاضة والمقاومة وشكلت بذلك درعا لحماية الشعب الفلسطيني ستتواصل هذه المعركة ضد الاحتلال بأشكال مختلفة وخاصة أنه لو تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار ستستمر الانتفاضة في الداخل وسيستمر الحراك الشعبي في الداخل والخارج من أجل الحفاظ على الاقصى والمقدسات وعلى مدينة القدس".
