عندما غزت الولايات المتحدة العراق ، وأصبحت بغداد تحت الاحتلال الأمريكي في عام 2003 . كانت تظن امريكا أنها استطاعت من الانقضاض على العراق وإقصاءه من الساحة الدولية ومن انها صرعته بجغرافيته وبايدي دكتاتورية نظام البعث السابق، الذي وفر الغطاء القانوني امام العالم لهذا الانقضاض .
غزو امبريالي، ودكتاتورية حكمت العراق لأربعين عاما ، تناغم في المسار والتوجهات والأهداف من جعل العراق ساحة حرب مفتوحة الأولى قطف ثمار مشروع الطائفية بواجهة السلفية الجهادية ،والثانية تفتيت محور المقاومة.
وكانت تظن الولايات المتحدة ، من ان كل الداخلين معها سواء كانوا عرب او أكراد ،مسلمين و مسيحين، إسلاميين و علمانيين من انهم الممثل الوحيد للعراق ، وأنهم داخلين تحت عبائة الاحتلال. الاهم من ذلك انها كانت تظن أن الحالة الإسلامية الداخلة معها ستنضوي مع الجميع حالها حال اي قوى أخرى، و في اي تغيير يطرأ على الساحة العراقية ، فأن الجميع في خندق واحد وعلى جغرافية العراق المحكومة من قبل أمريكا، ضد العدو المشترك، بقايا النظام البعثي السابق، الذي تحالف مع الوهابية الجهادية ، لبسوا باب فتوى الجهاد وسرابيل القطران مهددين الجمع المقابل بالقتل .
في الحقيقة ، يتحتم علينا قبل الدخول في موضوع الحشد الشعبي ، كقوى كبرى استطاعت إعادة العراق إلى مكانته الطبيعية في المعادلات والأبعاد الإقليمية والدولية ، مضيفا إليه مركزية موقعه في محور المقاومة ،ودوره في التأثير المتبادل مع القوى الصاعدة في العالم في تطويع الإمبريالية والتصدي لاجنداتها الداخلة معها للعراق . ولنعد إلى الماضي ، وإلى بدايات استخدام فتوى الجهاد امبرياليا في العراق، ان نعود إلى إشارة جورج بوش الاب عندما ربط بين القاعده وصدام حسين ، في وقتها كان العراق ضمن محور الشر كما وصفته أمريكا، والعالم بأسره استغرب من طرح جورج بوش الابن كيف توصل إلى خلق الرابط بين نظام البعث العراقي الاشتراكي العلماني ، والقاعدة وتحالفها مع حركة طالبان وهم مختلفين أيديولوجيا.
تذكر وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، في احد جلسات استجوابها ، مشيرة الى دور الولايات المتحدة - تعترف صراحة- ان للولايات المتحدة دور كبير ، في تكوين القاعدة والتعاون معهم ، لضرورات حتمتها وحركتها واقع العداء مع الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الذي كان محتلا لأفغانستان.
كان الكيان الاسلامي في ساحةدولية موزع: - بين عالم إسلامي يفتقر إلى رؤية توحيدية-تكاملية شاملة ، وتفضيل الاكتفاء الإقليمي والانكفاء فيه بعيدا عن الاطار الإسلامي، ومجتمع عربي مرهون بإرادة القطب الواحد باعتباره مجالا حيويا للولايات المتحدة، وتفضيل الاكتفاء الدولي والانكفاء فيه بعيدا عن محيطه العربي .
- دوليامجتمع عالمي منقسم بين معسكرين، رأسمالي و ماركسي اشتراكي ،اما اسلامي فكان مفهوما ضبابيا و تجربة بعيدة عن التطبيق . لكن ما قض مضاجع المجتمع الدولي قيام تجربة اسلامية -الثورة الإسلامية في إيران- واخذت موضع التطبيق من الأسس الى الهيكلية والتشريع ، والى المنحى الفكري الذي يقود الشعب -في الساحة العالمية .
ثورة ١٩٧٩ التي قلبت نظام الحكم في إيران، أعلن عن منهجا ثالثا إلى جانب الرأسمالي والاشتراكي في قيادة الدولة . الا وهو المنهج الإسلامي. وكل الحركات والتنظيمات الإسلامية الأخرى لا تعدوا عن كونها قوى طارئة، تنشأ وفقا لضرورات المرحلة . إذن القاعدة أنشأت في أفغانستان، قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة لإخراج السوفيت منها ، لتدخل تلك الجغرافيا مرحلة الجمود الفكري الإسلامي لصالح التصاعد المضطرد للقطب الواحد، في الفترة 1990-1991,لينهار الاتحاد السوفيتي بعد عدة اشهر من حرب الولايات المتحدة-عاصفة الصحراء- ضد العراق، ويسقط المنهج الماركسي الاشتراكي في اوراسيا ، وتتبعه دول المعسكر الاشتراكي في أوربا الشرقية فتسقط تباعا ، وتنظم إلى المعسكر الرأسمالي ، اتحدت الالمانيتين الشرقية الاشتراكية الشيوعية ، بالغربية الرأسمالية.
تفرد أمريكي الا انه لم يدوم. الأدوات التي تعتمدها الإمبريالية أثناء تحركها توقفت على عدة إشكاليات منها :
(امن الكيان الصهيوني ، مصطلح الإرهاب، وفرق تسد =الطائفية)، كل هذه الإشكاليات تعرضت للتصدي، فقيام ثورة اسلامية في إيران جعل من القدس بوصلة ،فأصبحت فلسطين من ضمن مرتكزات الثورة الإسلامية الإيرانية وتدفع نحو القدس ، اما مفهوم الإرهاب فمن خلال الحرب الطائفية 2006 الى تحرير العراق من عصابات داعش 2014 بالتعاون بين العراق بجيشه وحشده والقائد ابو مهدي المهندس وإيران ومستشاريها بقيادة القائد قاسم سليماني ،برز مفهوم الإرهاب غير المفهوم الأمريكي وبرز ذراع امبريالي لتطبيق مشروع فرق تسد من خلال داعش ، وتصدوا قادتنا لهذا المشروع فوق ارض العراق ودحروا الاذرع الامبريالية داعش واخواتها من العراق وسوريا .
إذن كانت القاعدة هي الأداة المفعلة و المطبقة لجعل تعريف مفهوم الإرهاب في النصاب الأمريكي ولصالحه ،فكما قاتلت في أفغانستان تحت ظل الدين إلى جانب الولايات المتحدة، عن طريق تثوير الشعب والمجتمع الافغاني ضد السوفييت من جهة، وبنفس الوقت ترسخ لشريعة القاعدة في الذبح والقتل فيه من جهة أخرى.
تبرز اهمية ذلك بالنسبة للقاعدة ، ان فكر القاعدة الذي تغذى على القضايا الطائفية في التاريخ الإسلامي، وجد الجغرافيا المناسبة له ، في أكثر المناطق توترا وأكثر المناطق مزقتها الإمبريالية، وهي شبه القارة الهندية. أصبح تحت ظل القاعدة ، افغان مختطف، وشعب كان مصيره رهن لتجربة الظلام القاعدة، وشريعتها في القتل والذبح ، وبدم بارد وأمام مرأى العالم كانت شريعة القاعدة وحركة طالبان تقود هذا البلد .
وهكذا دواليك، اينما تكون السعودية تكون الولايات المتحدة ، فالسعودي بن لا دن - ذو الأصول اليمنية- تلاحقه أمريكا، في افغانستان. والدواعش اغلب قادتها سعوديون وتلاحقهم أمريكا في العراق.
عالم متعدد الأقطاب
صعود الصين كقوة اقتصادية وبكتلة جغرافية وسكانية ضخمة ، خلق تغير في ميزان القوى ، ليكون منهجا ناجحا إلى درجة ينافس المنهج الرأسمالي اكتسبت الصين نسب نجاح أعلى من الولايات المتحدة في العالم ، من خلال محاولة عبور الأمراض الأيديولوجية المحركة للسياسة الخارجية الأمريكية مع دول العالم، واعتمادها- الصين- التنمية بديل عن الأيديولوجية والعقيدة كلغة للوصول إلى عالم متعدد الأقطاب.
المنهج الذي يحمل بذرة الشيوع تواجد في الاسلام من خلال العديد من الاحكام والقوانين والتشريعات ، التي توكد على ان الانسان مستخلف على الأرض، التي تعود ملكيتها لله. فمن المؤكد أن يكون هناك توافق صيني - إسلامي من خلال الجمهورية الإسلامية في إيران من خلال هذه الزاوية .
استطرادا على ما سبق ، تقودنا اشكالية العراق ، كيفية خلق جورج بوش الابن علاقة صدام مع القاعدة ، ومسارعة ايمن الظواهري إلى الاعتراف بتنظيمات القاعدة في أرض الرافدين بعد 2003, الى القول :لم تكن أمريكا داخلة بمفردها أرض الرافدين ، من دون تنظيمات القاعدة، التي كانت اول الداخلين .
مراحل انهيار الدولة العراقية
كان إسقاط العراق وإعلان الاحتلال الأمريكي للعراق الهجوم الأول، الذي ادخل العراق في عزلة بالكامل عربية وإسلامية، وأدخل في إعادة انتاج بنمط ديمقراطي وليبرالي عنيف كبديل عن الدكتاتورية والحصار ، اما الهجوم الثاني زرع نقائض في جسم هذا النموذج ، باعتبار أن الحالة الإسلامية في العراق تبدأ من الصراع ، الكل الإسلامي في صراع مع الكل الباقي ، وتم بناء أنساق وقوى سياسية تجعل من هذه الانساق أمر واقع ومكون لهذا النموذج الديمقراطي العراقي ، وفي واقع الامر من دون ذلك فإن النموذج القادم مع الولايات المتحدة لارض الرافدين، يسقط لا محاله فكان زراعة هذه التنظيمات كمنهج للصراع ضد المسلم الاخر وليس ضد الاحتلال للهجوم الثاني .
اما الخوف-الامبريالي- من الفشل في العراق ، كان التنازل عن الصف الاول المطالب لأمريكا بالتدخل في العراق ، والعمل على فتح امتدادات الانساق المتناقضة وإدخالها العملية السياسية، كان ذلك يمثل مرحلة الارهاق والوهن ، وإلى أي فترة تصمد ، تعتبر هذه المرحلة الثالثة. وكان من المفروض ان يكون هناك محاولة إسقاط العملية السياسية برمتها ، للتخلص من بعض العالقين والمتشبثين بالمنصب ، لإعادة انتاج رأس سياسي جديد يقود العراق، هذا الرأس تناط به مهمة العمل لخلق توتر او حرب ضد إيران، مثلما فعل النظام السابق. تلكأ الثالث والرابع ، على الرغم من محاولات تشرين لانجاحه، لكنه جاء باهتا ، لا يملك رؤية حول المرتكزات التي تقوم عليها الدولة العراقية.
ولأن كل الداخلين مع الولايات المتحدة ،كانوا فئة ضئيلة، بالنسبة لشعب العراق وحشده الشعبي. ميزت فتوى الجهاد الكفائي التي أعلنها السيد علي السيستاني، قوى وطنية مارست عملية تحديث كبرى للعملية السياسية برمتها ، وقفت بوجه الجهد الأمريكي الأنف الذكر، وأسقطت ادواته ومفاهيمه -الارهاب والطائفية- الذي يغذي الحلف الصهيوامبريالي سلفي.
العراق بمرجعيته وشعبه والحشد الشعبي الذي انبثق بفتوى ، طالبت الشعب بالتصدي للمعتدي ، ضعفت المنظومة السياسية التي تشكلت وفق مفاهيم التناقض بمراحلها الان فى الذكر ، ليكشف ذلك ان الساحة العراقية منقسمة إلى جزئين لا ثالث لهما ، الأول قوى وطنية مسار يمشي بالموازة والتكافوء نابعة من المصلحة العراقية الوطنية مع منظومة إقليمية مقاومة ضد الحلف الصهيوامبريالي وإرادة دولية ترفع شعار انتهى الوقت الذي تتحكم فيه دول معدودة بمصير العالم .
من خلال هذا الجزء هناك تجانس بين القيمة الإقليمية والدولية المستندة على ما تمثله قيمة ثقل العراق ، وبين القوى الوطنية المتفاعلة معها التي تحاول إبراز هذا الثقل بابعاده الدولية المختلفة ، مسار يحمل بثباته بذور نجاحه و يوما بعد يوم يصبح التجانس الدولي معه أكثر عمقا ورسوخا، تحميه عيون الجيش والحشد . والقسم الآخر أدوات أمريكية داخلية( قوى وشخصيات متنوعة الاتجاهات ) طارئة تفرض على الساحة العراقية لخلق حالة من الارباك للتوازن الداخلي الذي صنعه الجيش والحشد ، ومنها إطلاق الشعارات مزدوجة المعايير من قبل هذه الشخصيات الطارئة-هنا يتم تفسير تصريحات الحلبوسي في المناطق الغربية عندما يقول "اكسر ظهر من يتلاعب بأمن المناطق الغربية "من دون أن يسمى داعش صراحة ، أو تصريحات وزير الدفاع العراقي أو أن تقوم بعض الشخصيات الطارئة مثل السفير الأمريكي أو البريطاني بزيارة إلى النجف وغيرها من الاماكن في هذا الجزء رقعة شطرنج يتحرك شخوصها ، ويقفزون في المربعات عبثا ، تحاول تفكيك النسيج المعنوي الذي كونه انتصار الجيش والحشد على داعش .
أما ومنظومتة إلاقليمية تدعم هذه الأدوات، وهذه المنظومة المطبعة مع الكيان الصهيوني، أصبحت تبتلع كل الكيانات والقوى السياسية العاملة معها في هذا الجزء ، وتسلخها عن كل مقوماتها ومرتكزاتها الشعبية ،و تقوم بدفعها نحو تمييع الدولة العراقية بما يتناسب واستمرارية الكيان الصهيوني ، وما حراك ما يعرف بالتحالف الكردي السني الا وجه من أوجه هذا التمييع.
اما الإرادة الدولية التي تقف خلفه الولايات المتحدة فإنها عملت على :
- قادت الضغط السياسي ومدته بسبل استمراريته من جهة،وطابع التناقض الطائفي الذي طبع العملية السياسية واستمراريته من جهة ثانية .
-والضغط المالي الذي أفرز نظاما ماليا فاسدا يغذي ويضخم القوى المكونة للعملية السياسية ، وهنا يجب أن نشير إلى مسار اخذ ينمو من قبل هذه الأدوات سواء الكردي أو السني باندفاعهم والرغبة لمن يمثلهم في جنوب العراق، وهذا ما لا يستطيع أن تقدم عليه القوى السياسية الشيعية في مناطق غرب العراق وشماله.
هذا الأمر في حقيقته ومن خلال العودة إلى اصل الدستور العراقي ومسودته أمر مشروع ، الا انه عطل بحكم الضغط الأمريكي الذي أشرنا إليه. وعدم وجود الإرادة المتصدية لهذا الضغط السياسي من قبل القوى الفائزة، بان تأخذ حقها بأغلبية الحكومة وفي كل مناطق العراق ،وغياب الفكر التجديدي في برامجها السياسية كان مساهما في العمل برؤى جاء بها بول بريمر فقط.
إذن مساران تمخضا عن سقوط بغداد إلى الان ، أحدهما حمل الرؤى الرأسمالية اليبرالية ، ومسار قطع الطريق وحمل الرؤى العراقية بأبعادها الدولية. بمعنى أن محاولة الولايات المتحدة بخرق المكتسبات التي ترتبت على فتوى الجهاد الكفائي، ومنها الانتصار على ماكنة الإرهاب الأمريكية التي تفقس افراخ القاعدة وافراخ داعش قد ضربت في العراق ، من خلال حشد شعبنا و اهلنا وابناءنا ، انكفأت وتراجعت الى منبعها الاصلي أفغانستان-وهنا يتم تفسير الصلح والتفاهم بين حركة طالبان والولايات المتحدة التي انسحبت وسلمت مناطق عديدة لهذه الحركة مجددا، للحفاظ على ما تبقى من هذه الماكنة التي اسقطها الحشد الشعبي.
ما تحقق على يد الحشد الشعبي
1-انتصاره على اعتدى اجرام وارهاب عالمي صرخ منه العالم باكمله في القرن الواحد والعشرين رفع من مكانة العراق وسمعة جيش العراق ، بعدما وضعهما النظام البعثي العراقي السابق على المحك بيد أمريكا.
*ولغرض الحفاظ على مكتسبات الدولة العراقية بعد انتصار الحشد الشعبي والجيش العراقي على داعش*:
ا- يجب اعتبار الحشد الشعبي ضرورة من ضرورات وحدة الارض العراقية ، وضرورة من ضرورات رفع مكانة العراق اقليميا ودوليا ، وخاصة بعد تزعزع مفهوم القطب الواحد .
ب- العراق تحت ظل الجيش والحشد قوة تجعل من التواجد الحلف الصهيوامبريالي -سلفي مردوعا في العراق وخاصة سفيري أمريكا وبريطانيا .
ج - هذه القوة - الحشد الشعبي- تفتح بوابه العراق الإقليمية والدولية وتجعل منه -العراق-نبضا اقتصاديا صاعدا في العالم يزيد من منسوب عالم متعدد الاقطاب .
د- انفتاح العراق على دول العالم وخاصة روسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية، *وعدم الاقتصار على منظومة متهالكة ومتاكلة بتحالفاتها الغير متكافئة مثل دول الخليج والأردن ومصر أو أمريكا*. لأن الساحة العالمية تغيرت فلا يقبل العراق ان يبقى جامدا يتحرك ضمن ثلاثية ضيقة ( تتغذى عليه دول أكل الصدأ عجلتها وخاصة الكيان الصهيوني والاردن، والإمارات والسعودية).
ذ- كبح جماح تحركات السفير البريطاني والأمريكي، فهم سفراء لدولهم في الارض العراقية فقط لا غير .
ر- والأهم، ان تكون القوى الفائزة بالانتخابات من القوة ان تؤلف حكومة أغلبية، وتفتح الباب أمام تمثيل للمعارضة، لان التقسيم الطائفي في العراق يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما إدخال مجاميع وعوائل والدواعش الا لضخ الحياة فيه، وتغيير البيئة الديموغرافية ، فالتجدد مطلوب من قبل القوى الوطنية التي تنادي بعراق موحد ذو ثقل إقليمي دولي ان تكون ذات تواجد في مختلف اماكن العراق ، مع بناء القاعدة الجغرافية و الشعبية التي ينطلق منها . دكتور عامر الربيعي رئيس مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية العربية الاوربية في باريس .