كتب الأستاذ حليم خاتون:
من يستمع إلى مواقع محور المقاومة عن إيجابية اللقاء غير المباشر في عُمان، يجعل المرء يضع يده على قلبه خوفا من دبلوماسية حياكة السجاد التي أدت إلى كوارث في لبنان، وهناك من لا يزال يتغنى بها في مسقط...
يشكر المرء ربه أن إيران ليست بلدا عربيا ولا نسبة العرب في شعوب إيران مرتفعة لكي ينتشر الذل والتخاذل كما هو حال معظم بلاد العرب...
تاريخ العرب منذ أكثر من ألف عام هو تاريخ تخاذل وذل وموت حضاري وفق نظريات إبن خلدون في حياة الشعوب وموتها...
لكن القيادة في إيران منذ كلمة الإمام الخميني عن تجرع كأس السم في إيقاف الحرب مع صدام حسين قبل تصدير الثورة إلى كل العالم الإسلامي لا تزال تعيش حالة محاولة إيجاد مكان تحت الشمس في عالم لن يسمح لنا ابدا بمكان تحت هذه الشمس...
هناك خلل ما...
"في شي ناقص في محور المقاومة..."!!!
كيف استطاعت مجموعات مثل الدكتور وديع حداد رؤية أهمية سلاح الفقير والضعيف، بينما لا تزال القيادة في إيران تتجاهل هذا السلاح...
كان السيد محمد حسين فضل الله يكرردائما نظرية تخريب الديكور أمام المناضلين بشكل عام، وأمام الفلسطينيين بشكل خاص...
لطالما ردد جمال عبد الناصر نفس النظرية حين دعا إلى المقاومة ولو باشعال عود ثقاب...
لكن حين أمتلك عبد الناصر القوة الكافية لتخريب العالم عبر تخريب الشرق الأوسط، كبح جماح الأمة ورضيَ بعدم المبادرة إلى شن الحرب على سارق الأرض ومغتصب الأوطان حتى فاجأه الغرب في فجر الخامس من يونيو ٦٧...
هكذا حصل معنا أيضا في حزب الله...
حين ملكنا القوة لتدمير إسرائيل حتى لو أدى ذلك إلى تخريب العالم عبر تخريب الشرق الأوسط، فرملنا خوفا من الأثمان الباهظة التي قد تلحق بنا...
رغم علمنا واليقين بأن ثمن عدم الحرب سوف يفوق بأضعاف أثمان الحرب، إلا اننا تهيبنا وفضلنا المغامرة بالقبول بنوع من الحلول دون دماء...
ماذا كانت النتيجة؟
سقط سيد المسيرة شهيدا فتدافعت ضباع الحارة تريد التهام لحمنا...
لا يمر يوم لا يخرج فيه صعلوك يخال اليه إنه يساوي شيئا ما، يقرأ علينا من مزامير مورغان أورثاغوس...
خرج الوزير القواتي ريشار قيومجيان على الجديد يهدد الشيعة بعظائم الأمور اذا لم يسلموا السلاح...
يحق للقوات التنمر...
فهم عندما تنمروا قبل اليوم لم يجدوا من "يربّيهم"...
"الحق مش على" ريشار ولا على مي شدياق ولا طوني ابو نجم ولا فارس سعيد ولا على أي من جماعات إسرائيل وأمريكا في لبنان، الذنب هنا هو ذنب حزب الله الذي لم يدخل الحرب كما يجب، حين كان يجب، و"يربٍي" أسياد هؤلاء ويقوم بإخراسهم..."
حتى الرجل "الرايق" الدكتور قاسم قصير لم يستطع البقاء هادئا أمام تهديدات هؤلاء النكرة من أصحاب التنانير...
من يستمع إلى Fox نيوز، يسمع كلمات من مثل ما حاول ريشار إتحافنا به على الجديد...
ما نراه ونسمعه على فوكس نيوز يشابه ما سمعناه يوم شكرت اورثاغوس إسرائيل لضربه حزب الله، رغم ان المسؤول عن الضربات التي لحقت بحزب الله لم تكن إسرائيل، ولا أميركا، بل هو حزب الله نفسه الذي لم يذهب إلى سلاح التدمير الشامل للكيان مهما تكن الأثمان التي سوف تترتب على ذلك...
لم يقم حزب الله بتدمير إسرائيل لكي لا يدفع لبنان أثمانا وها نحن عرضة لمن يريد إذلالنا كل يوم مهددا بما لا يملك لانه أصلا أصغر من أن يُعد من الرجال...
في فوكس نيوز يجري تحذير إيران ويذهب الضيوف هناك كما مع ريشار على الجديد إلى تهديد إيران بالتخلي عن برنامجها النووي والصاروخي...
رغم كا التطمينات التي تخرج من إيران من أن القيادة لا، ولن ترضخ، إلا أن تجربتنا مع الاخطاءالمميتة التي وقع فيها حزب الله اثناء الحرب تجعلنا نخاف...
قد يخرج من يقول انه لن يذهب إلى مصارعة أميركا من اجل تجنيب طهران او قم القصف كما فعل السيد الشهيد حين لم يقم بقصف تل أبيب خوفا على بيروت فانتهينا إلى بيروت تُقصف والى كرامتنا تُهان على أيدي وألسنة أقزام وتنانير...
رغم عدم الحماس لمعمر القذافي إلا أن الرجل مثل حي؛ تماما كما صدام حسين...
الأول فكك وسلّم برنامجه النووي وانتهى قتيلا في مجرور؛ والثاني تخلى عن سلاحه والصواريخ فانتهى فأرا في حفرة...
هل انتهت أسطورة علي والحسين عند حزب الله وإيران...
الكلام وحده لا يكفي...
نريد أن نرى أسودا كما في اليمن...
الغرب يغزو ديارنا...
الغرب يبيد غزة...
الغرب يشن الضربات على اليمن...
كلاب الغرب في لبنان تريد نهش لحمنا...
"ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذُلوا"...
حليم خاتون



