طالب مسؤول أمني "أسرائيلي"، الكيان الصهيوني، بأن يقدم أنظمة القبة الحديدية والدفاع الصاروخي إلى السعودية والإمارات والبحرين، معتبرا أنّ ذلك سيكسب إسرائيل، التي تواجه تهديدات مستمرّة للشمال والجنوب، قدرةً أكبر على تطوير هذه الأنظمة بشكل أكبر.. وهذا يؤدي إلى بداية تعاون استراتيجيّ وتكنولوجيٍّ سيُغيِّر ميزان القوى في المنطقة، على حد تعبيره.
وأضاف الجنرال المُتقاعِد والوزير الأسبق سنيه، أنّ “المعلومات الإسرائيلية تتحدث عن سحب الولايات المتحدة للعديد من قواتها في الشرق الأوسط، بما في ذلك ثماني بطاريات دفاع جوي من طراز باتريوت، ونظام دفاع مضاد للصواريخ، ومعظم إجلاء القوات يتم من داخل السعودية والعراق والكويت، وحتى من الأردن”.
وأوضح أنّ “البديل لهذا الإجراء الأمريكيّ قد يتمثل في إنشاء تحالف دفاع جوي بين إسرائيل والدول المجاورة، وهو عمل سياسي، لا يهدد نزاهة الحكومة الإسرائيلية، لذلك يمكن تنفيذه دون تردد، لأنّ هذا هو الواقع الإقليمي الجديد، وإسرائيل مطالبة بالعمل وفق تطوراته، وهذا التحدي الصارخ لن يغير فرضية أن هناك فرصة للدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية فقط في حوار مباشر وحميم مع الإدارة الأمريكية”.
وأكّد نائب وزير الأمن الإسرائيليّ السابِق أنّ “هذه ليست هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، لأنّه في الوقت نفسه، تحتاج إسرائيل لتعزيز تعاونها مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، فبعضهم لديه بالفعل علاقات رسمية مع إسرائيل، والبعض الآخر لديه علاقات غير رسمية معها، وهذا التعاون يجب أنْ يتم بناؤه على أساس المصالح المشتركة، وليس الاستعلاء أو التكاسل، فلا أحد يقدم لنا معروفا من خلال التعاون معنا، لكن العكس هو الصحيح أيضًا”.
وشدّدّ على أنّه “في غياب بطاريات الدفاع الجوي الأمريكية، على إسرائيل أنْ تعرِض على السعودية والإمارات والبحرين شراء بطاريات القبة الحديدية والعصا السحرية، وهذا وضع يستفيد منه الجانبان، بحيث ستحصل هذه الدول على حماية فعالة ومثبتة من طبقتين ضد الصواريخ، بينما يمكن مناقشة طبقات إضافية في المستقبل، وستتلقى إسرائيل بالمقابل موارد تمكنها من تمويل المزيد من التطوير والتجهيز الضروريين”.
عُلاوةً على ما ذُكر آنفًا، أكّد أنّنا “بحاجة ماسة للصواريخ الاعتراضية في مواجهة التهديد الصاروخي الذي يواجهنا في الجبهتين الشمالية والجنوبية، ومن الواضح أن هذه ليست صفقة تجارية بحتة، بل تعني أولا تقييم التعاون الاستراتيجي والتكنولوجي الذي سيغير التوازن الإقليمي، ويعطي بعدا عميقا للعلاقات الدبلوماسية، حتى تلك التي لم تنشأ بعد، وتتطلب أن يكون للحكومة الإسرائيلية الجديدة رؤية سياسية وإستراتيجية”.
وكشف في ختام مقاله النقاب عن أنّ “السر الذي قد يشجع مثل هذه الصفقة أن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو زار السعودية بالفعل، والتقى بولي العهد محمد بن سلمان، وناقشا القضايا الإستراتيجيّة، دون الخروج بنتيجةٍ جوهريّةٍ، ولا يخفى على أحد أنّ أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بإسرائيل تمّ اقتراحها بالفعل على دول مختلفة، ولكن ليس على دول عربية، ما يجعل من إنشاء تحالف دفاعٍ جويٍّ بين إسرائيل والدول المجاورة يمتاز بالجرأة السياسية”، وفق ما قال المسؤول الإسرائيليّ السابِق.
المصدر رأي اليوم/ زهير أندراوس



