الجولان العربي يعوم على بحيرة نفط !!- نائل نعمان
دراسات و أبحاث
الجولان العربي يعوم على بحيرة نفط !!- نائل نعمان
19 نيسان 2019 , 21:40 م

 

 

 

 
منذ أن أقدم ترمب على قراره المثير للجدل بخصوص الموافقه على  اعطاء الكيان الصهيوني السيادة على مرتفعات الجولان من طرف واحد وأنا أبحث يمينا وشمالا عن تبعات هذا القرار المفاجىء ولم أجد أوأسمع من التحليلات ما يشفي غليلي فتابعت البحث وهذه المرة عن الطاقة فوجدت ما ينهي بحثي وما يجعل ما أقدم عليه ترمب أمرا منطقيا في عقلية المستعمر والامبريالي، إنه النفط وبكميات كبيرة. فما قصة نفط الجولان ؟ وما دخل الامريكان في شؤون الطاقة للكيان الصهيوني ؟ وغيرها من الاسئلة....
 
تبدا القصة في ابريل عام 2013 حين أعطت حكومة الكيان الصهيوني حقوق التنقيب عن النفط في الجولان السوري لشركة أفاك وهي شركة مسجلة لدى الكيان بأنها شركة طاقة أسستها شركة جيني الامريكيه للطاقه، وكانت مدة التصريح لمدة 3 سنوات وتغطي مساحة قدرها 396.5 كم مربع في الجزء الجنوبي من الجولان. وبدأت فعلا عمليات المسح الجيولوجي الاولي في نفس العام وقد استعانت بخبرات خارجية لتحليل الارقام والخرائط. في بداية 2014 طلبت شركة افاك تصريحا للتنقيب في 10 حقول مختلفة وقد اجيزت للبدء بالتنقيب ، ولكن ما ان بدا العمل حتى اعترضت مجموعة من اصدقاء البيئة على العمل فاضطرت المحكمة لايقاف العمل في اكتوبر2014، ولكن ذلك لم يدم طويلا فقد رفضت المحكمة الاعتراض وعاد العمل بعد شهرين في ديسمبر 2014.
في عامي 2015 و 2016 بدأ التنقيب البحثي الاولي وبدأت النتائج تؤكد البحوث الجيولوجيه بان كميات كبيرة من النفط والغاز موجودة فعلا في هذه المنطقه. ونظرا للنتائج المشجعه قامت شركة جيني الامريكية بتأسيس شركة جديدة اسمها أتد للحفرولكن هذه الشركة بدأت بالحفر على سواحل فلسطين المحتلة وقد بلغ استثمار شركة جيني ما يعادل 20 مليون دولار في الفترة من 2014-2016 وما زالت الاعمال جارية حتى الان وهو ما تؤكده التقارير من الوصول الى نتائج بين الحين والاخر، واخرها ان ما وجد حتى الان يغطي حاجة الكيان وهي 270,000 برميل يوميا وما سيزيد سيكون قابلا للتصدير.
 
فمن هي شركة جيني الامريكيه ؟ وكيف حظيت بكل هذا الدعم؟ أو باختصار من هم في مجلس ادارة هذه الشركه؟
1 -   هاورد جوناس رئيس مجلس الاداره وهو ليس بجديد على عالم النفط فهو يملك شركات تنقيب في الولايات المتحده ويقال انه يجلس على مليار برميل من مخزون النفط الامريكي
2- ريتشارد(ديك) شيني كان نائبا للرئيس الامريكي ووزيرا للدفاع من عام 1989 وحتى 1993 وكان رئيسا لمجلس ادارة شركة هاليبرتون الامريكية الشهيرة
3 - جاكوب روتشايلد: رئيس مجموعة شركات روتشايلد ورئيس مؤسسة روتشايلد وحفيد البارون روتشايلد
4 - جيمس ووسلي: رئيس السي اي اي من 1977 وحتى عام 1979 وهو مؤسس الجمعية الامريكيه لأمان الطاقة الامريكية وهو من يطالب الحكومات الامريكيه المتعاقبة في كل تصريحاته  بضرورة قصف ايران والقضاء على الحكم هناك. 
5 - ماري لودرو وهي سينتور لولاية لويزيانا وهي من تقدمت بقانون التعاون والشراكه بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مجال الطاقه
6 - مايكل ستايندهارت : مستثمر كبير في البورصة الامريكيه يملك مليار دولار والاهم انه مؤسس جمعية حق اسرائيل في الولاده ويقوم برحلات مجانيه كل عام بين الولايات المتحده والكيان الصهيوني للتعريف بأهمية الكيان وظروفه للشعب الامريكي .

(المصدر التقارير السنويه لشركة جيني للاعوام من 2014 وحتى 2016 حيث تقرير 2017 محجوب، وبحث عن الشخصيات من مواقعهم)
واضح جدا ان رئيس مجلس الادارة استطاع ان يجمع مجموعة من الشخصيات ذات الادوات المتعدده ، فمنهم من هو مسيطر على الاعلام واخر على البنوك والتمويل والسياسه وصهاينة حتى النخاع، فبات قادرا وبسهولة تامه التأثير على الرأي العام الامريكي وأروقة السياسة في واشنطن بل وحتى على المسيحيين الصهاينه.  سيستخدم الكيان الصهيوني لوبي شركة جيني لاقناع العالم بأحقيته في هذا النفط والغاز مما يعني ان الخطوة القادمه ستكون التأثير على الاورويين لانتزاع نفس اعلان السياده الذي قدمه ترمب بل وستضغط الولايات المتحده على المطبعين العرب لاخذ الموافقة منهم وكل من تطال يدها عليه وهم كثر.

حاول الكيان كل جهده ابقاء الموضوع سريا قدر المستطاع لأنه على علم مسبق حتما بوجود كميات من النفط ولكنه انتظر حتى تفاقم الازمة في سوريا عام 2013 ليبدأ بالفحص الجيولوجي ليكون بعيدا ان اي ردة فعل سوريه واستمر في عمله ليعلن ترمب سيادة العدو الصهيوني عام 2019 عند قرب انتهاء الازمة السوريه، ولعل المتتبع للحرب السورية يستذكر الدفاع المستميت من العدو الصهيوني عن كل الفصائل المسلحة الموجودة في القنيطرة وريفها وجنوبها في تلك الفتره حيث تعتبر هذه المواقع مقابله لمواقع التنقيب، كما نستذكر بداية سبتمبر 2014 عندما اعلن اوباما صراحة تخصيص 500 مليون دولار للمقاتلين المعارضين وبعدها بقليل بدأ الامريكان علنا تدخلهم المباشر في سوريا من قصف واعلان حرب على داعش ومساندة الاكراد بقوات خاصة وغيرها  

وأخيرا، فمع اعلان ترمب ووجود النفط فإن الكيان الصهيوني لن يتخلى عن الجولان مطلقا الا بالقوة، فاحلام السلام تبددت وفرص الحل ذهبت الى غير رجعة لتبقى المنطقه في حالة فتنة وغليان مستدام وهو لب وهدف المشروع الصهيوني، فيا عرب اما تشمروا للحرب او لتنسوا الجولان.
المصدر: نائل نعمان