قصة ..… .سمراء من قوم عيسى..
ثقافة
قصة ..… .سمراء من قوم عيسى..
14 آذار 2022 , 06:05 ص

يقال: إنّ جندياً مسلماً، في العهد العثماني، أُعجِب بفتاة مسيحية، شاهدها تضرب ناقوس الكنيسة القريبة منهم ...بدلاً من راهب الدير الذي كان كبيراً في السن ..

وبادلها النظرات، فأحبّته ووقع هو في حبّها، ولكن بعيداً عن الأنظار..

فقال بها شعراً:

سمراء من قوم عيسى...

من أباح لها قتل أمرِئٍ مسلمٍ قاسى بها ولها ..

رأيتها تضرب الناقوس ..

قلت لها من علّم الخودَ(الجميلات) ضرباً بالنواقيسِ…

وأي الضرب يؤلمك...

ضرب النواقيسي أم ضرب النوى قيسي…

لكنّ وحدته العسكرية انتقلت من قرب الكنيسة، إلى مكانٍ بعيد، فلم يعد أحدهما يرى الآخر.

وبقي الأمر على ذلك أشهراً، وكان حب الجنديّ للحسناء يكبر ويعظم ويشتد…

وبقيت هي تنتظر عودته بشغف…

وحين عاد وجد الأبل العائدة لأهل الفتاة على استِعداد للرحيل فجراً، طلبا للعيش في مكان آخر ..

وكان راهب الدير منشغلاً بالناقوس، لكنّه كان يراقب حركة الشابِّ والشَّابّة، كونه كان على علمٍ بقصتهما…

ورأته الفتاة عبر شق كان في الهودج الذي يوضع على ظهر الجمل لركوبه...ففرحت بعودته سالماً، ولوّحت له بيدها...

فقال، لمّا رآها:

لما أناخو قُبَيْلَ الصبحِ عِيسَهُمُ ..

وحمّلوها، وسارت بالهوى الإِبِلُ ..

إذ أرسلت من خلال الشق ناظرها ..

ترنو إلَيَّ، ودمع العين ينهمل..

وقد علمت بأن القوم قد رحلوا..

وراهب الدير بالناقوس منشغل..

يا حادِيَ العِيسِ(الإبل) عرِّج كي أُوَدِّعَهم ..

يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ …

شبّكت عشري على رأسي، وقلت له: ياراهب الدير هل مرّت بك الإبِلُ؟….

فحن لي، وأنَّ، ثُمّ بكى

وقال:مرّت،عليها بدورٌ تِلكُمُ الإبِلُ ..

إنّ البدورَ التي قد جئتَ تطلبُها ..

بالأمس كانوا هنا،واليوم قد رحلوا…

[3/12, 4:58 PM] الدكتور عصام شعيتو: وهذه القصيدة الغزلية للشاعر الأستاذ معروف فضل الله، لا بأس بنشرها، كمحطة استراحة واستجمام لمتابعي الموقع: