شهدت الساعات الأخيرة حربًا إعلامية وتراشقًا حادًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وسلفه بنيامين نتنياهو، عنوانهما البرنامج النووي الإيراني.
وفي الوقت الذي حدد فيه نتنياهو وحزب "الليكود"، إضافة لكتلة اليمين المعارضة، هدفًا أساسيًا هو تشويه حكومة بينيت ضمن محاولات لإسقاطها، يحاول الأخير تخفيف الضغوط عن كاهله من خلال الحديث عن أخطاء فادحة ارتكبها نتنياهو قد يصعب حلها.
واضطر مكتب بينيت للرد على مقال لنتنياهو بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نشر الأربعاء، تحدث خلاله نتنياهو عن تراجع موقف إسرائيل في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني في ظل حكومة بينيت – لابيد، وتطرق لما قال إنها إنجازات حققتها حكومته على صعيد منع إيران من التقدم نوويا، وكتب أن إسرائيل نفذت في عهده عمليات عديدة بعلم الولايات المتحدة أو من دون علمها.
واعتبر مصدر بمكتب بينيت أن "حديث رئيس المعارضة نتنياهو في الملف النووي الإيراني لا يصدق"، واتهمه بالتسبب في تقدم البرنامج النووي الإيراني نحو امتلاك القنبلة النووية.
وذكر المصدر أن نتنياهو كان رئيسا للحكومة 12 عاما، وأنه "أهمل الملف الإيراني النووي ما تسبب في وصول إيران إلى مرحلة متقدمة"، مشيرًا إلى أن نتنياهو ارتكب خطأ كبيرا، ويعمل الآن على تحميل الآخرين المسؤولية.
ونقل موقع "قناة 20" العبرية، عن مصدر بمكتب بينيت، أن ”الفجوة بين الخطاب والأفعال لم تكن أكبر من ذلك أبدا، وهذا هو الإرث الذي حصل عليه بينيت، ومن هنا فهو سيقود ويصحح بكافة الأدوات التي بحوزته".
وذكر نتنياهو في مقال بعنوان ”إيران تعدو نحو القنبلة وحكومة لابيد – بينيت خاضعة وصامتة“نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه عمل على ضمان أمن إسرائيل، وأكد للجميع أنه سيحقق ذلك سواء حدث اتفاق بين واشنطن وطهران أم من دونه.
وأضاف نتنياهو: "بعد أسبوع من تشكيل الحكومة الجديدة، ألغى رئيس الحكومة الفعلي يائير لابيد هذه السياسة بالكامل، وأضر بشكل بالغ بحرية عمل إسرائيل، عندما تعهد للأمريكيين بشكل مذهل بعدم الإقدام على مفاجآت".
وتساءل نتنياهو في مقالته: "ماذا سيحدث حين تعود الولايات المتحدة للاتفاق النووي؟ وهل يظن أحدهم أنها ستوافق على عمليات عسكرية إسرائيلية يمكنها أن تهدد الاتفاق؟".
وقال نتنياهو "حين يبلغ بينيت ولابيد واشنطن بشكل مسبق بشأن عمل عسكري مزمع وتعارضه، هل يصدق أحد أن لابيد وبينيت وزمرتهما سينفذان هذا العمل العسكري؟".
في غضون ذلك رأى موقع "ديبكا" العبري، أن شكوى بينيت المستمرة من أخطاء نتنياهو ولا سيما في الملف الإيراني، لا تستند إلى أساس حقيقي، وتدل على حالة من الضعف وفقدان الزعامة.
وأشار الموقع إلى أنه من الصعب إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن نتنياهو أهمل الملف النووي الإيراني مثلما زعم مكتب بينيت، وأنه قبل 9 سنوات، وفي عام 2012، حين كان نتنياهو رئيسا للحكومة، كان يعتزم توجيه ضربة عسكرية كبيرة ضد البرنامج النووي الإيراني، بيد أن سلسلة من الشخصيات العسكرية والأمنية والاستخبارية منعته من ذلك.
وذكر الموقع أن أغلب العمليات التي نفذت ضد إيران في عهد نتنياهو ستظل سرية، لكنه أحصى عددا منها، بما في ذلك ضرب أهداف إيرانية في سوريا والعراق، كما نسب إليه اغتيال الجنرال قاسم سليماني، فضلا عن التسلل إلى قلب الأرشيف النووي الإيراني ونقله إلى إسرائيل، واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، وعمليات عديدة.
واعتبر الموقع أن نفي الإنجازات التي تحققت في عهد نتنياهو والحديث عن إهمال الملف الإيراني، وإشارة بينيت إلى أنه ”سيصحح الوضع بكافة الأدوات التي بحوزته“، نوع من "الوقاحة"، وقال إن الحديث هنا يجري عن "إهانة بالغة في حق أجهزة الاستخبارات المشاركة في الحرب ضد إيران".
كما اعتبر الأمر "غباء سياسيًا" من جانب بينيت، وشعورا شديدا بالنقص تجاه نتنياهو.



