مقال لرئيس وزراء بريطانيا أصل الشيطان، وأصل الشرور في العالم، لعلّ العربَ والمُسلِمين في هذا العالم، يطّلِعون على كيفية تفكير الزعماء الغربيين، حيالَ العربِ والمسلمين، فيكون ذلك دافعاً لهم،وحافزاً للعودةإلى رُشدِهم، فيحمون أنفسَهم وبلادَهم وشعوبَهم، من هذا الفكرِ المُغرقِ في الشيطنة.
مقال كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد في صحيفة ذا صن The sun البريطانية، والّذي ترجمتهُ إلى العربيةِ لورا إدوارد:
علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، وواضحين في نفس الوقت حيال علاقتنا بالعالم العربي والإسلامي، ونقول الحقيقة لأبنائنا حتى لا نتصادم معهم يوما، أو أن يشعروا بالاضطراب الفكري ومتلازمة التناقضات النفسية، بين إيمانهم بالقيم الليبرالية واحتياجات أمننا القومي، والتي زادت من تناقضاتها الثورة المعرفية وتقنية المعلومات ووسائل التواصل العابرة للقارات.
*نحن خلافاتنا في الحقيقة ليست مع الشعوب الإسلامية ولا الأنظمة الحاكمة، لأن الأنظمة تدور في فلكنا وتستمد بقاءها من جانبنا، وتنفذ سياساتنا التي تخدم الأمن القومي الغربي اولا بغض النظر عن أمنهم القومي.
*إذن فأين تكمن حقيقة الأزمة في علاقاتنا بالعالم الإسلامي ككل والعربي كونه مركز هذا العالم ؟
*إن مشكلتنا الحقيقة تكمن في (الإسلام ذاته ومع محمد نبي الإسلام نفسه) لأنه دين حضاري يمتلك الإجابات التفصيلية لكل الأسئلة الوجودية والحضارية وهو منافس عنيد للحضارة الغربية التي بدأت تفقد تألقها، بينما الإسلام ومحمد يزداد تألقا حتى داخل مجتمعاتنا الأوربية التي أتاحت لها القيم الليبرالية حرية التفكير، وأضعفت سلطة الكنيسة، وهذا التفكير الحر المجرد قاد الكثير من النخب والشباب إلى اعتناق الإسلام، لأنهم وجدوا فيه كل الإجابات عن احتياجاتهم النفسية والروحية والوجودية والاجتماعية التي أغرقتهم فيها حضارتنا المتناقضة.
*نحن مشكلتنا الحقيقة مع الإسلام نفسه وستظل كذلك لأنه ليس لنا إلا خيار مواجهة التدفق الإسلامي والفكر الإسلامي بشتى الطرق، لأن الخيار الآخر هو أن نعترف أن الإسلام دين الله الحق ودين يسوع وكل النبيين، وهذا سيقودنا إلى اعتناقه، حتى نصل إلى ملكوت الله في الدنيا وما بعد الحياة.
وهذا سيعيدنا إلى المربع الأول في صراعات الدين والدولة في الفكر المسيحي، على أن هناك فرقاً شاسعا بين الإسلام والمسيحية في تلك القضايا.
*ليس لنا خيار سوى مقاومة الإسلام، ولو أدى ذلك إلى تخلي بلداننا ومؤسساتنا عن القيم الليبرالية، وعلينا أن نسن القوانين التي تدفع المسلمين إلى مغادرة أوروبا، ولنا مثال في السويد التي تفرض قوانينها المثلية والشذوذ والإلحاد، وهذا أكثر ما يدعو المسلمين إلى مغادرة أوروبا أو الانصهار في حضارتها وفقدان إيمانهم بالإسلام، وكذلك علينا أن نمنع الهجرة من العالم الإسلامي إلى أوروبا وأمريكا، ولو بالتعاون مع الدول الإسلاميةونفتح المجال لهجرة الشعوب غير المسلمة.
*ومن جهة أخرى يجب الاستمرار في دعم إسرائيل مهما كانت إجراءاتُها قاسية، حتى لا تسمح بإقامة نواة لنظام إسلامي في غزة يشجِّعُ الشعوب الإسلامية على احتذاء التجربة،ويُمكن، في هذاالمجال، الاستفادةُ من الدعم الكبير الذي تحظى به إسرائيل من الدول العربية، التي تخاف من قيام أي نظام إسلامي أو ديمقراطي، وهذه نقطة ثالثة مهمة وهي دعم الأنظمة العربية ومؤسساتها وجيوشها، وأجهزتها المختلفة التي تمنع قيام أي نظام يستمد قِيَمَهُ من تعاليم محمد ومن كتابه المقدس.
*لا يهم إن كان ما نقوم به خطأً أو باطلاً، أو شرعياً أو غير شرعي، فهذه مسألة يجب أن تكون محسومة، ونعمل عليها ومن خلالها.
نحن أمام تحدٍّ كبيرٍ بين قيمنا الليبرالية وأمنناالقومي،وهُماالآنَ قيمتان متناقضتان وبين الزحف الإسلامي المنبعث من كل مكان في العالم، وكأنه بخارُ الماء الذي لا ندري من أين طلعت عليه الشمس، لايجب أن نختبرَ صوابيةَ وخطأَ القيمِ الإسلامية، لأن ذلك قد يقود أكثرنا إلى الإسلام والقيم الدينية المحمدية، وفي نفس الوقت هناك حاجة إلى جرعات من المسيحية، ولكن بصورةٍ منضبطةٍ لا تؤثر على إنجازات الحضارة الغربية، بهدف الحدِّ من توغُّل الإسلامِ إلى ديارنا.
*نحن الآن بين خيارات متناقضة ومخيفة، لأن الاستمرارَ في خياراتنا الليبرالية يفقدنا الحصانة من الزحف الإسلامي، والعودةَ إلى الكنيسةِ يهدمُ قِيمنا الليبرالية ويؤثر على منجزاتنا الحضارية، وقد نشأت أجيال في الغرب لا تؤمن بالمسيح، ولن تستطيعَ العودةَ إلى الكنيسةِ، بعد رياح الانفتاحِ اللامحدودة.
*ما أخشاه أن لا نجد أمامنا، في المستقبل، إلا خياراً واحداً يتمثل في الدفعِ نحو قيام حربٍ كُبرى تَحِدُّمن الحريات،وتُربِكُ الحياةَ العامة، وتُشْعِلُ حروباًغيرَمنتهيةٍ في الدولِ الإسلامية،تفقدُالإسلامَ مناخات السلام التي يتمدَّدُ من خلالها.
*مالم نتداركِ الأمرَ، فستملأُ المساجدُ والمآذنُ أوروبا، وسيسيطر الإسلاميون في أي انتخاباتٍ أوروبيةٍ على مقاعدِ البرلمان، وعلى الرأيِ العامِ، والِاقتصاد، ثم يحكمون أوروبا بتعاليم الإسلا.م.ت