فلسطين المحتلة : الأسير إياد حريبات من حقنة مجهولة تفقده الذاكرة إلى تعرضه لحقة ملوثة ورشه بغاز حارق و محاولة إغتياله داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي
فلسطين
فلسطين المحتلة : الأسير إياد حريبات من حقنة مجهولة تفقده الذاكرة إلى تعرضه لحقة ملوثة ورشه بغاز حارق و محاولة إغتياله داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي
30 تموز 2021 , 03:23 ص
الأسير إياد حريبات من حقنة مجهولة تفقده الذاكرة إلى تعرضه لحقة ملوثة و محاولة إغتياله داخل سجون الإحتلال

 

 

 

فلسطين المحتلة 

 الأسرى كانوا يلقبونه بالعالِم، واستطاع أن يتخرج من الجامعة العبرية ببكالوريوس قانون دولي، لأنه لم يستطع أن يكمل دراسة الهندسة الزراعية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، بعد اعتقاله عام 2002، رغم أنه أنهى سنته الدراسية الثانية.

إنه إياد الأسير حريبات البالغ من العمر 39 عاما، من خربة سكة جنوب مدينة دورا جنوبي الخليل، بالضفة الغربية المحتلة، وهو معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2002 بعد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بالإضافةإلى 20 عاماً ، بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى والمقاومة الفلسطينية.

 

 وهو أحد ضحايا الجريمة الطبية داخل سجون الاحتلال، حيث خلال عام 2014 اشتبه بتعرضه لحقنة ملوثة أدت إلى إصابته بانتشار بكتيري داخل جسده وإضعاف بنيته، وفي عام 2017 تعرض للرشّ بغاز سام على يد قوات القمع أدى لإصابته بحروق في الجسم، كما أُصيب حريبات بمرض عصبي سبب له رعشة في جسمه وصعوبة في الحركة وفقدان للذاكرة.

هذا وقد  أعلنت هيئة الأسرى انه تم نقله من مستشفى "سوروكا" إلى ما يسمى "عيادة سجن الرملة" رغم حالته الصحية السيئة.

وبينت الهيئة أن الحالة الصحية للأسير حريبات تتحسن بشكل تدريجي، لكنه حتى اللحظة يمر بمرحلة صحية صعبة، فهو لا يستطيع الوقوف على قدميه، وأطباء الاحتلال قاموا بوضع كيس براز خارجي له وكيس بول، وبحاجة ماسة لمتابعة طبية مستمرة لوضعه.

وذكرت الهيئة في تقريرها، أن الأسير حريبات كان قد أُصيب قبل حوالي شهر أثناء احتجازه بمعتقل "ريمون" بالتهاب حاد في البروستاتا أدى إلى حدوث مشكلة حصر البول لديه،

ونُقل على إثرها إلى المستشفى وتم تركيب أنبوب لمساعدته على إخراج البول، وعند عودته إلى المعتقل انفجر الأنبوب مما أدى إلى حدوث تهتك في المثانة والبروستاتا، ونُقل مرة أخرى إلى مشفى "سوروكا" وخضع لعملية جراحية صعبة ومعقدة.

وأضافت أنه كان بحاجة ماسة لرعاية طبية حثيثة بعد خضوعه للعملية الجراحية الأولى، لكن إدارة سجون الاحتلال أعادته إلى المعتقل رغم حاجته للبقاء في المشفى واستكمال العلاج، مما أدى إلى تفاقم حالته بشكل خطير ودخوله بمرحلة حرجة.

 

الأسير إياد ربيحات

 

الأسير إياد حريبات حقنة مجهولة وفقدان للذاكرة 

 والدة الأسير الفلسطيني إياد حريبات زارت نجلها في السجن عام 2014 ورافقها آنذاك شقيقه، وبعد قرابة 8 أشهر من عزله داخل زنازين سجن الرملة، زارته مرة أخرى وخرج إليها على كرسي متحرك يدفعه أسير آخر، وقال لأمه "من أنتِ؟" وأشار إلى شقيقه وسأله "لماذا أحضرتَ ضابط المخابرات ليحقق معي؟"

وتبين لاحقا أن ابنها تعرض للعزل أكثر من 6 أشهر، وحقن بإبرة طبية مجهولة تسببت في شلل تام، وفقدان الذاكرة لأكثر من عام.

وكان ذلك بعد قمع إدارة سجون الاحتلال للأسرى الفلسطينيين في سجن "ريمون" والاعتداء عليهم، وتم نقل إياد حينها إلى عيادة سجن "الرملة" وعزله هناك.

وبحسب عائلة الأسير ؛ وزنه كان يزيد على 100 كيلوغرام، وطوله يزيد على 180 سنتيمترا، وكان ذا بنية جسدية قوية، وذا نشاط علمي وثقافي داخل السجن، رغم أنه في بداية اعتقاله تعرض للتحقيق القاسي لأكثر من عامين، قبل أن يتم الحكم عليه، ومن ثم الاعتداء عليه وحقنه عام 2014، مما جعله يخسر من وزنه إلى أن وصل إلى نحو 30 كيلوغراما فقط..!

الأسرى المرافقين لإياد أخبروا والدته، بأنه تعرض لتحقيق قاسٍ، وعزل طويل، وشبْح وضرب وتعذيب، ووعدوها أنهم سيهتمون به، 

واحتج الأسرى داخل سجن ريمون على عدم تقديم العلاج لحريبات، وطالبوا بإعادته إلى السجن، لأنه لم يكن يحصل على سوى مسكنات آلام، وتحت الضغط على الاحتلال، تم نقله إلى أقسام الأسرى الذين بدأوا علاجه بالتدليك ودهن جسده بزيت الزيتون حتى تحسن وضعه الجسدي والنفسي، ولكن بقيت ذاكرته مشوشة، وكانت والدته تلاحظ التحسن على صحته في كل مرة كانت تزوره فيها.

عام 2017 تعرض سجن ريمون للقمع مرة أخرى، وتم الاعتداء على الأسرى ونقل إياد للزنازين مرة ثانية، وتعرض للضرب ورش مادة غازية عليه، تسببت بحروق في الشق الأيمن من جسده الذي اسودّ إثر ذلك، ورغم أنه فقد الوعي، تم عزله في زنازين وصفها -لوالدته لاحقا- بأن كل شيء فيها أسود، وظل فيها 6 أشهر، وعاد إلى حاله الأول بجسد نحيل على كرسي متحرك وذاكرة شبه مفقودة.

مرة أخرى احتج الأسرى وضغطوا على إدارة السجن كي يعالج من الآلام العضلية والعصبية، فتم نقله إلى الأقسام وعالجوه، وأدخل إليه 5 أنواع من الأدوية التي حسنت حاله الصحية، حتى عادت بعد قرابة 3 سنوات "بشكل ممتاز" كما يصف شقيقه موسى.

 في شهر يونيو/حزيران الماضي أن إياد تم نقل الأسير إياد حريبات في حالة إغماء إلى مشفى "سوروكا" الإسرائيلي في بئر السبع، واستطاعت والدته وشقيقاه -وأحدهما ممرض في أحد مشافي الخليل يدعى رأفت- زيارته في المستشفى.

وفي المشفى، لم يسمح بدخولهم ضابط جيش الاحتلال الذي كان برفقته 4 جنود مسلحين أمام باب غرفة إياد، ولكن رأفت استطاع الحديث مع الطبيب  الذي قال له "إن إياد كان يعاني من انتفاخ بكتيري في فتحة الشرج، ولم يقدم له العلاج المناسب لفترة طويلة، وتسربت البكتيريا إلى داخل جسده، وتسبب له بـ"صدمة في جسده" أدت إلى تعطيل عمل الرئتين بنسبة 25%، وبعدها فقد الوعي".

حدث ذلك معه عند الساعة الثانية فجرا داخل سجن "ريمون"، ولكنه وصل إلى المشفى عند الثامنة صباحا بعد مماطلة إدارة السجن، مما دفع الأطباء لإحداث فتحة جراحية من سرّتِه إلى أسفل ظهره كي يتمكنوا من إزالة البكتيريا المتسربة والانتفاخ الذي كان يؤلمه، وتركيب كيس لتجميع البراز وأنبوب للبول حتى لا تصل الفضلات إلى المنطقة السفلية من جسده وتسبب له تسمما.

يقول رأفت إن الأطباء أبلغوه أنهم أجروا 5 عمليات جراحية لإياد، وإنهم كل 24 ساعة يقومون بعملية تنظيفات في جرحه المفتوح، حتى لا تتسمم أو يتعفن جسده، وهو في حالة تخدير طبي كامل لأنه لا يمكن له أن يتحمل الألم، وأنه شاهد شقيقه على أجهزة عدة، منها التنفس الصناعي، وأخرى للحفاظ على مستوى الدم، وثالثة للسوائل، وأدرك -بحكم عمله ممرضا- أن حالة شقيقه الصحية حرجة جدا.

 

بدوره  منقذ أبو عطوان، من هيئة شؤون الأسرى والمحررين قال  إن إياد حريبات تعرض لـ3 محاولات اغتيال داخل السجن، واتهم إدارة السجون بأنها تسعى لقتله، لأنها وصفته بأنه "من الأخطر على أمن إسرائيل"، وأنه يهدد المنظومة الأمنية، وأنه انتقم لرفاقه الشهداء: جميل أبو عطوان ورائد الكرمي، قبل اعتقاله.

ويضيف  أبو عطوان  إن "الاحتلال لم يكتفِ بسجنه وحكمه مدى الحياة، بل عزله وعذبه، حتى ساءت حالته الصحية والنفسية، ولم يعالجه وأهمله طبيا، وهو يعلم أنه مريض بحاجة إلى علاج، ولكنهم يستخدمون سياسة الموت البطيء بحقه كما يقومون بذلك مع أكثر من 550 أسيرا مريضا داخل سجون الاحتلال".

وأشارت هيئة شؤون الأسرى إلى أنه خلال عام 2017 تعرض حريبات للرش بغاز سام، أدى لإصابته بحروق في الجسم، خلال عملية قمع نُفذت بحق الأسرى حينها في سجن "ريمون"، كما أصيب بمرض عصبي، سبّب له رعشة في جسمه، ومشاكل في النطق، وصعوبة في الحركة، وفقدانا مؤقتا في الذاكرة، ولم تقدم إدارة معتقلات الاحتلال العلاج اللازم له حينها، وأهملت وضعه بشكل كبير. 

 

المصدر: موقع اضاءات الاخباري