العلاقات الإيرانية الإسرائيلية في زمن الشاه و آخر تصريحات نجل الشاه رضا بهلوي.. لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية للنظام الإيراني  ونحتاج إلى المساعدة
أخبار وتقارير
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية في زمن الشاه و آخر تصريحات نجل الشاه رضا بهلوي.. لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية للنظام الإيراني ونحتاج إلى المساعدة
5 آب 2021 , 11:18 ص
من الولايات المتحدة نجل الشاه رضا بهلوي لإيران : النظام منقسم وعلى حافة الهاوية....و العلاقات الإيرانية الإسرائيلية في زمن الشاه

 

رضا بهلوي نجل الشاه

 

نجل الشاه الأخير لإيران: النظام منقسم وعلى حافة الهاوية

يقول رضا بهلوي "لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية له ونحتاج إلى بعض المساعدة"

 

إيران : 

بثقة يرد رضا بهلوي نجل الشاه الأخير لإيران بالإيجاب على سؤال "هل النظام منقسم وهش على حافة الهاوية؟". فهو يعتقد أن الجمهورية الإسلامية على وشك الانهيار. وعلى الرغم من ذلك، يتطلب تحقيق ذلك مساعدة الغرب.
وبينما تم تنصيب إبراهيم رئيسي المحافظ المتشدد الثلاثاء رئيساً لإيران، أشار المعارض الذي يعيش في إحدى ضواحي العاصمة الأميركية، إلى نسبة الامتناع عن التصويت في الانتخابات الأكبر منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت والده، وكذلك إلى الاحتجاجات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص المياه.


ويقول رضا بهلوي، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، "لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية له (النظام). لا نطلب من العالم أن يفعل ذلك من أجلنا، الإيرانيون يريدون القيام بذلك إنهم يحتاجون إلى بعض المساعدة فحسب".


وهذه ليست المرة الأولى التي يتوقع فيها نجل الشاه مثل غيره من المعارضين الإيرانيين في المنفى، السقوط الوشيك للحكم في طهران. فمنذ نحو عامين أكد أن "الانهيار النهائي" كان مسألة "بضعة أسابيع أو أشهر".

 

كانت إيران ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل باعتبارها دولة ذات سيادة بعد تركيا. بعد انقلاب عام 1953، الذي أعاد تعيين محمد رضا بهلوي المؤيد للغرب في السلطة،  و تحسنت العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ.


ما الفرق هذه المرة؟
يجيب بهلوي ومن الأراضي الأمريكية : إنها "الطريقة التي يقتل فيها النظام الناس ببساطة (...) شباب بسطاء عطشى يطالبون بحقوقهم" بحسب وصفه 
ويتابع أن "هذا الرد لا يدل على شعور بالثقة والاستقرار"، بل هو "أقرب إلى محاولة أخيرة لمحاولة إخماد النيران".
لكن القادة الإيرانيين خسروا كل أوراقهم، على حد قول رضا بهلوي الذي يعتبر أن "رد النظام اليوم هو وضع الشخصية الأبغض والأكثر قتامة ويدعى رئيسي، على رأس البلاد".

ويرى رضا بهلوي أن الرئيس الجديد "جزار ومجرم ستتم محاكمته يوماً ما لارتكابه جرائم ضد الإنسانية".


وبسبب رفضها مقاطعة الرئيس الجديد صراحة، ينتقد بهلوي "الديمقراطيات الغربية" التي "يبدو أنها تطعن الناس في الظهر".
ويشير إلى قرار الاتحاد الأوروبي إرسال ممثل إلى مراسم أداء رئيسي للقسم، معتبراً أنها "صفعة" يمكن أن تمنحه "شرعية لا يستحقها".


ويشير أيضاً إلى الرغبة التي عبر عنها الرئيس الأميركي جو بايدن في مواصلة التفاوض مع الحكومة الجديدة لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.


ويرى المعارض أن المسألة النووية ليست سوى واحدة من المشكلات الكثيرة التي يجب إثارتها. ويسأل "ما مصير قضية حقوق الإنسان؟ كيف ستستخدم الأموال الموزعة؟"، متهماً السلطات الإيرانية باختلاس الأموال التي تم الحصول عليها أثناء رفع العقوبات المرتبطة بإبرام هذه الاتفاقية في 2015، قبل أن يعيد ترمب فرضها.


ويضيف أن إدارة بايدن مخطئة إذا اعتقدت أن النظام سيقول "الآن بعد أن تفاوضنا سنترككم وشأنكم"، مؤكداً أنه "بحاجة إلى مواصلة هذا الموقف من العداء وعدم الاستقرار الإقليمي لأنه أفلت حتى الآن بهذه الطريقة".


ويقدم ولي العهد السابق ببزته الرمادية التي وضع على ياقتها دبوساً لأسد رمز الحقبة الإمبراطورية نفسه على أنه "جمهوري بطبيعته" لا يدفع في اتجاه إعادة النظام الملكي بل إلى إقامة ديمقراطية "علمانية".
لكن، لتحقيق ذلك يصر على أن تبدأ الدول الغربية حواراً مع المعارضة الإيرانية الآن.
ويؤكد أنه "من دون حوار بناء مع القوى الديمقراطية التي تمثل هذا البديل (...) لن تكون لدينا السهولة أو الإمكانية نفسها لإيجاد طريق أفضل نحو ما أسميه انهيار داخلي منضبط بدلاً من فوضى قابلة للانفجار".

 

إيران في حكم الشاه : 

 الشاه محمد رضا بهلوي (بالفارسية: محمد رضا پهلوی) (26 أكتوبر 1919 إلى 27 يوليو 1980)، وُلد في مدينة طهران الإيرانية، وهو الابن الأكبر لرضا بهلوي الذي حكم إيران في الفترة ما بين (1925-1941)، وقد نودي به وريثاً للعرش عام 1926. وكان آخر شاه (ملك) يحكم إيران قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979، واستمر حكمه من 1941 إلى 1979 وكان يلقب بـ (شاهنشاه) أي ملك الملوك.

عانت إيران من اضطرابات سياسية بعد الحرب العالمية الثانية، أدت برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق إلى إرغام الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران، حيث احتدم الصراع بين الشاه ومصدق بداية شهر أغسطس 1953، فتدهور الوضع السياسي تدهورا لم يعرف من قبل، فالتجأ الشاه إلى بغداد يوم 16 آب/أغسطس 1953 بصحبته زوجته الملكة ثريا ومرافقه الخاص بطائرته الخاصة، واستقبل بحفاوة بالرغم من استنكار حكومة مصدق ، وبعد أداء مراسيم الزيارة في الكاظمية وكربلاء والنجف غادر متوجها إلى إيطاليا وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعين الجنرال فضل الله زاهدي محله. لكنه عاد إلى إيران بانقلاب مضاد لانقلاب رئيس الوزراء بمساعدة المخابرات الأمريكية والبريطانية وأقال مصدّق .

كان محمد رضا بهلوي مواليا للغرب خلال حقبة الحرب الباردة حيث كان يواجه خطر الحركات اليسارية الإيرانية الوطنية إلى جانب طبقة رجال الدين الشيعة وعلى رأسهم آية الله الخميني الذي نفاه الشاه إلى تركيا عام 1963.

 

عمل الشاه على تغييرات سياسية من أهمها إلغاء الأحزاب السياسية مع الإبقاء على الحزب الحاكم، وأعاد إلى الحياة مهمة الشرطة السرية "سافاك" التي اتهمت بمسؤوليتها عن أعمال منافية لحقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني ورغم بقاء النفط مؤمما في إيران شكلاً، لكن الشاه أبرم عام 1954 اتفاقية لتقاسم إيرادات النفط مع الشركات النفطية البريطانية والأمريكية التي كانت تتولى إدارة انتاجه.

واجه حكم الشاه معارضة قوية بسبب طبيعة حكمه الاستبدادية، والفساد، والتوزيع غير العادل للثروة النفطية، وفرض قيم الحداثة، وقمع جهاز السافاك (الشرطة السرية). وتجلت سلبيات حكم الشاه بشكل ملحوظ بعد أن بدأت إيران في جني عائدات أكبر من صادراتها النفطية مع بداية عام 1973.

أدى الاستياء الواسع النطاق بين الطبقات الفقيرة، ورجال الدين الشيعة، وتجار البازار، والطلاب في عام 1978 إلى نمو شعبية آية الله الخميني الذي كان قد ترك العراق وانتقل إلى منفاه في باريس. وأدت أعمال الشغب والاضطرابات في المدن الإيرانية الكبرى إلى اسقاط أربع حكومات متعاقبة.

في 16 يناير 1979، أٌرغم الشاه على مغادرة إيران للمرة الثانية ولكن هذه المرة بغير رجعة، إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم  وجرائم انتهاك حقوق الإنسان في إيران .

حاول الشاه الذهاب إلى أوروبا ولكنها رفضت إستقبال طائرته كما رفضته باقي السفارات واحدة تلو الأخرى. إلى ان نزل الشاه بطائرته في أسوان في 16 يناير 1979 واستضافه الرئيس أنور السادات الذي كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات،

وبعد ذلك لجأ إلى مراكش في المغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني ولكن اضطر الشاه أن يغادر المغرب، وغادرها على طائرة الملك الحسن الثاني الخاصة إلى جزر البهاما ثم إلى المكسيك التي أقام فيها عدة أيام، ونظراً لحالته الصحية الحرجة طلب من الولايات المتحدة السماح له بالعلاج لديها ووافقت واشنطن بعد أن تبيّن أن حالته الصحية حرجه للغاية، قضى الشاه بعض الوقت في قاعدة حربية أمريكية في تكساس، ولكن الشاه اضطر مجبراً على مغادرة الولايات المتحدة بعد احتلال الطلاب الثوار السفارة الأمريكية في طهران في 4 نوفمبر 1979م مطالبين بتسليمه مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين. ما جعل الولايات المتحدة تلاحق الشاه وتطلب منه سرعة مغادرة أراضيها خوفا على رعاياها. وكان الشاه في مقابلة معه يقول عن تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنه: "رموني كالفأر" ! وعندما أراد أن يعود إلى المكسيك من حيث أتي، وجد أن كل الأبواب مغلقة أمامه، وبعدها توجه إلى بنما التي لم يستطع الإقامة فيها مدة طويلة إلى أن أرسل السادات طائرة خاصة للعودة به إلى مصر وتم تخصيص قصر القبة مقراً لإقامته.

توفي في القاهرة في 27 يوليو 1980 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي بعد صراع مع مرض سرطان الغدد الليمفاوية عن عمر ناهز 61 عاما

العلاقات الإسرائيلية الإيرانية في زمن الشاه: 


حافظت إسرائيل وإيران على علاقات وثيقة. حيث كانت إيران ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل دولةً ذات سيادة بعد تركيا. نظرت إسرائيل إلى إيران على أنها حليف طبيعي باعتبارها دولة غير عربية على حافة العالم العربي، وفقًا لمفهوم ديفيد بن غوريون لتحالف المحيط. كان لإسرائيل وفد دائم في طهران اعتُبر سفارةً بحكم الأمر الواقع، قبل تبادل السفراء في أواخر سبعينيات القرن العشرين.


بعد حرب الأيام الستة، زودت إيران إسرائيل بجزء كبير من احتياجاتها النفطية، وشُحن النفط الإيراني إلى الأسواق الأوروبية عبر خط الأنابيب الإسرائيلي الإيراني المشترك إيلات-عسقلان. استمرت التجارة النشطة بين البلدين حتى عام 1979، مع نشاط شركات البناء والمهندسين الإسرائيليين في إيران.

 

عام 1950 تغيرت هذه المعادلة واعترفت إيران بـ “إسرائيل” في الساحة الدولية وأنشأت سفارتها هناك، ثم أغلقتها عام 1952 بسبب ضغط عربي، وكلفت سفارة السويد بتمثيلها لدى “إسرائيل”.

 

في عام 1952، تم إنشاء فرع لشبكة مدارس “أورط” (ORT) الإسرائيلية في إيران، وحضر حفل الافتتاح كبار
المسؤولين في الإدارة الإيرانية إلى جانب ممثلين عن “إسرائيل” وعدد من موظفي شبكة أورط ومفتشين من وزارة
التعليم الإسرائيلية.
وقام فرع أورط في إيران بتدريس الطلاب البناء والميكانيكا، وبعد ساعات الدوام المدرسي مارست الجالية اليهودية الطقوس الخاصّة بها، واحتفل الطلاب بالأعياد اليهودية، وبهذا الشأن يقول يتسحاق سيغيف، الذي كان آخر ضابط عسكري إسرائيلي في إيران: “لأكثر من عقد كان هناك حوالي 1500 إسرائيلي يعيشون في إيران بحرية دون تدخل من الإيرانيين، وكانت لديهم حياة اجتماعية مثمرة وغنية”


أمّا في عام 1958، توطدت العلاقة بين البلدين في ظل حكم الشاه، لكن دون علاقات دبلوماسية كاملة جرّاء الضغط العربي والباكستاني، وفي عام 1960 صرّح الشاه أن السفارة في تل أبيب أغلقت بسبب شحّ الميزانية فقط، ثم أنشأ نظام علاقات مع “إسرائيل” انتهى مع اندلاع الثورة الخمينية عام 1979. 

 العلاقات العسكرية بين إسرائيل وإيران

خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كانت العلاقات بين إيران و”إسرائيل” وطيدة جدًا وكان هناك سفارة
إسرائيلية في طهران، واستمرت هذه العلاقات بالتطور إلى حين وافقت إيران على نقل يهود العراق إلى “إسرائيل
في عهد الشاه الذي دعمته بريطانيا وأمريكا.

 

نظمت شركة العال الوطنية الإسرائيلية رحلات مباشرة بين تل أبيب وطهران. احتُفظ بالروابط والمشاريع العسكرية الإيرانية الإسرائيلية سرًا، ولكن يُعتقد أنها كانت واسعة النطاق، مثل المشروع العسكري المشترك المُسمى «مشروع الوردة» (1977-1979)، وهو محاولة إيرانية إسرائيلية لتطوير صاروخ جديد.


ويقول يروي سيغي قائد الاحتياط من المظليين إنه شارك بإلقاء خطاب على ضفاف دجلة والفرات على الحد الفاصل
بين إيران والعراق من أجل تحسين قدرات الجيش الإسرائيلي الخطابية، وبعد سنتين ونصف كان وزوجته بقارب
إيراني على شط العرب، مضيفًا “عندما وصلت إلى إيران وجدت صفًا من الجنرالات الإيرانية ينتظرون أمام مكتب
ياعكوب نمرودي من المستعربين الأوائل وفيما بعد رئيس جريدة معاريف، ليقدم توصياته بشأن ترقيتهم لمناصب مهمة في الجيش الإيراني”.

 

في مقابلة أجراها اليعزر جيسي تسفرير، وهو أحد المسؤولين عن تهريب الإسرائيليين عقب الثورة الإيرانية، قال: “كانت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية ممتازة، خلال فترة الشاه، كانت هناك علاقات في كافة المجالات الأمن الاقتصادي وأكثر من ذلك، علاوة على وجود صلة بين الموساد وجهاز الأمن الإيراني للتعامل مع العراق وأطراف أخرى


في ذلك الوقت، حظي ممثلو “إسرائيل” بالترحيب الإيراني الكبير، سواء كانوا مواطنين أو من الجيش، وهذا ضمن زيارات المسؤولين الأمنيين المتبادلة، مثل زيارة رئيس الأركان الإيراني لـ “إسرائيل” عام 1966، وزيارة رئيس الأركان إسحق رابين وموتي غور إلى طهران خلال فترة ولايتهم.
كان الإسرائيليون في طهران مقربين جدًا من الشاه، وبهذا يقول سيغي: “كانت مهمتي الرئيسة والسرية مساعدتهم في حماية خوزستان، ولكنهم أرادوا مني إغراق السفن الإيرانية الراسية في نهري دجلة والفرات وكذلك حماية مناطق النفط من الجيش العراقي”.


وأضاف: “كجزء من الحرب مع بغداد وجدتني أدرب القوات الإيرانية الخاصة كي يدربوا الأكراد”، وفيما بعد درّب سيجي الأكراد ووجد نفسه قائد خلية، أو “مقاول حروب” كما يقول هو.

 

تحقيق إسرائيلي يكشف علاقات "مميزة" مع نظام الشاه

وكشف تحقيق إسرائيلي مطول ما قال إنها "شبكة العلاقات السرية بين إسرائيل ونظام الشاه الإيراني السابق، والتحالف الذي جمعهما، من خلال الاطلاع على وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية التي رفع الحظر عنها مؤخرا.

وتشير هذه الوثائق إلى "عمق العلاقات بين طهران وتل أبيب، وتضمنت اعترافات بدعم إسرائيل للشاه في قمع معارضيه، والتعاون العسكري والاستخباري، والخشية من الغضب الجماهيري".

وكشف التحقيق أن "وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن علاقاتها مع إيران زادت على 10 آلاف صفحة، تغطي الأعوام 1953- 1979، وتوضح أن العلاقات التي جمعت الدولتين وصلت مرحلة استراتيجية ومركزية من النواحي الأمنية والاقتصادية والسياسية".


و أمثلة من هذه العلاقات بحسب التحقيق :  "الجوانب الاقتصادية، حيث اشترت إسرائيل جزءا كبيرا من احتياجاتها النفطية من إيران الشاه، وفي بعض السنوات اعتمدت كليا عليه، فيما استخدمت إيران إسرائيل لبيع نفطها إلى دول ثالثة، ما دفعها للحفاظ على ممرات تدفق النفط".

وأوضح التحقيق أن "العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية الإيرانية جعلتهما يزيدان تعاونهما في التصدي لمحاولات جمال عبد الناصر في مصر لإقامة تحالفات أيديولوجية وعسكرية في الشرق الأوسط معادية لتل أبيب وطهران، خاصة في دول الخليج وشبه الجزيرة العربية، فقد عملت الكثير من الشركات الإسرائيلية في إيران، ومنها شركات خاصة وحكومية، في مجالات: الزراعة، المنسوجات، الكهرباء، المياه، البناء، المطارات، السفن، الغاز".
وأوضح أنه "في بعض السنوات كانت إيران هي الدولة الأولى في الصادرات الإسرائيلية، كما أنه نشأ تعاون وثيق بين الأوساط الأكاديمية بين الجانبين".

 

وأكد أن من "اللافت أن كل هذا التعاون بينهما تم دون أن يعترف الشاه رسميا بإسرائيل، بل اعتبرها أمرا واقعا منذ مارس 1950، سواء بسبب الضغوط الداخلية أو العربية المحيطة، لكن نظام الشاه أقام له ممثلية سرية في تل أبيب منذ العام 1961، وأنشأت إسرائيل قنصلية دائمة في طهران، تحولت مع مرور الوقت إلى سفارة، بما فيها من ملحق عسكري".


وأوضح أنه "رغم السرية والحساسية، فإن الممثلين الإسرائيليين في إيران أداروا شبكة علاقات قوية مع نظام الشاه، بعيدا عن الإجراءات البيروقراطية والروتينية الطويلة، سواء في وزارة الخارجية وباقي المكاتب الحكومية، وإنما من خلال دائرة ضيقة تتعلق بالحلقة المحيطة بالشاه، سواء في الاتصالات السياسية أو المستويات الأمنية والعسكرية".


وختم بالقول إنه "رغم أن إسرائيل أخفت طوال السنين الماضية اتصالاتها الأمنية الوثيقة مع نظيرتها الإيرانية، لاسيما في ما يتعلق بقمع المعارضة الإيرانية، لكن الشعب الإيراني كان يعلم تماما حجم التنسيق الأمني بين تل أبيب وطهران، خاصة مع قوات السافاك المسؤولة عن الملاحقة السياسية وقتل المعارضين".

المصدر: موقع اضاءات الاخباري