من دمشق إلى كابول .... من هي ملكة أفغانستان السورية ثريا الطرزي 
ثقافة
من دمشق إلى كابول .... من هي ملكة أفغانستان السورية ثريا الطرزي 
20 آب 2021 , 04:09 ص
من دمشق إلى كابول ....ملكة أفغانستان السورية ثريا الطرزي 

 

الملكة ثريا الطرزي
صورة للملكة ثريا 1928

 

 

الملكة ثريا الطرزي الملكة الأفغانية الأصل وسورية المولد والتي كانت الملكة الوحيدة في أفغانستان التي تركت بصمة في التاريخ الأفغاني الحديث ،  وبحسب مراجع لمؤرخين سوريين :( سامي مروان مبيض ) و( د. جوزيف زيتون) ولدت الملكة ثريا الطرزي  لأب افغاني ولأم سورية .

فلقد ذكر الكاتب والمؤرخ السوري سامي مروان مبيّض عن الملكة ثريا الطرزي -ملكة أفغانستان السورية - حيث قال :

"هل تعرفون هذه السيدة؟ إنها ملكة أفغانستان ثريا الطرزي، بنت الشّام. ولدت في دمشق سنة 1899 لأب من أصول أفغانية وأم دمشقية من آل فتال، (من اهالي حيّ العمارة) كان والدها، أي جد الملكة، يعمل مؤذناً في الجامع الأموي. تعلّمت القراء والكتابة عند الخجا، ثم دَرَست على يد المحدّث الأكبر الشّيخ بدر الدين الحسني (والد الشيخ تاج الدين الحسني). عاشت طفولتها وصباها المبكر في دمشق قبل أن تزور أفغانستان لأول مرة في حياتها لتتعرف على ولّي العهد الأمير أمان الله خان."

 

وبجسب المؤرخ السوري فلقد :"أحبها الأمير وتزوجها لتصبح ملكة أفغانستان بعد توليه العرش سنة 1926. كانت أول ملكة مسلمة في العصر الحديث تشارك في المناسبات الوطنية إلى جانب زوجها، وكانت بجواره في رحلات الصيد وفي ركوب الخيل، وقد منحتها جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة شهادة فخرية سنة 1928 لدورها في جعل تعليم البنات إلزامياً في أفغانستان".

واضاف سامي مبيّض :"لا نعرف إن كان لثريا دور في إرسال وفد نسائي من كابل إلى دمشق سنة 1930، للمشاركة في المؤتمر النسائي الشرقي الأول الذي عُقد في قصر العظم داخل سوق البزورية. كان الوفد الأفغاني مؤلف من سيدة تُدعى "معصومة خانم" (والدة السفير ضياء الله فتال) وأخرى اسمها يسرا أديب خان، نزلتا ضيوفاً على "سعاد خانم" شقيقة سامي باشا مردم بك.

وهل كان هناك علاقة بين آل الطرزي بدمشق وعائلة العلامة سعيد الأفغاني؟ هو ايضاً دمشقي المولد والهوى، ابن مهاجر أفغاني مقيم في دمشق، ولكنه أصغر من الملكة ثريا. درس في مكتب عنبر ثم في جامعة دمشق، وأصبح عميداً لكلية الآداب ورئيساً لقسم اللغة العربية في الستينيات.  

وفي منتصف الحرب العالمية الأولى، تم أسر الضابط الدمشقي نصوحي البخاري، رئيس الفيلق العاشر في الجيش العثماني حينها، الذي أصبح رئيساً لوزراء سورية سنة 1939. اعتقل ونُفي إلى سيبيريا فتمكن من الهرب....إلى أفغانستان...وحلّ ضيفاً على معارفه في كابل، ولا نعرف إن كان ذلك عند الأمير وزوجته) قبل أن ينتقل إلى الصين ومن ثم إلى اليابان، ليعبر المحيط إلى الولايات المتحدة ثم يعود إلى إسطنبول ومن ثم دمشق.

وفي سنة 1929، قررت سلطة الانتداب الفرنسي نفي المونولوجيست الدمشقي الشهير سلامة الأغواني إلى كابل، بسبب انتقاداته المتكررة لسياساتها في سورية. الخيار الأفغاني كان ملفتاً، لأن معظم المبعدين السياسيين يومها كان مصيرهم إما مصر أو فلسطين، وكانت مدينة كابل أبعد منفى قد يخطر ببال أهالي دمشق. ظلّ الأغواني في كابل حتى صدور عفو خاص عنه من قبل رئيس الجمهورية محمد علي العابد سنة 1932، وقد تحدث عن تجربته الأفغانية في إحدى سهراته الغنائية في سينما دمشق يوم 18 أيار 1950، والتي كانت بدعوة من مديرية الشرطة والأمن العام.  

وفي سنة 1943، وبعد انتخابه رئيساً للجمهورية قام الرئيس شكري القوتلي بمراسلة ملك الأفغان محمد ظاهر شاه (الذي توفي سنة 2007). طلب منه الرئيس القوتلي مساعدة سورية على نيل استقلالها، ووعد الملك بالتوسط لدى القوى العظمى، نظراً لعلاقتة الطيبة مع حكام البيت الأبيض والكرملين.

هكذا كانت العلاقة السورية الأفغانية في زمن مضى، قبل أن يكون هناك طالبان في كابل، وقبل ثمانية عقود من الاحتلال الأمريكي. وهكذا يجب أن نذكرها اليوم، بعيداً عن المشاهد المرعبة القادمة من كابل...برفق، لأن هذا البلد العريق لم يكن دوماً مربطاً للمصائب والفتن والتطرف، بل كان بلد خير وسلام وضيافة حسنة ". بحسب الكاتب 

 

وبنفس السياق ذكر الباحث السوري "د.جوزيف زيتون " : 

"دمشق موطن الولادة والنشأة هي ثريا ترزي ابنة سردار محمود ترزي ورسمية خانم...

ولدت وترعرعت في دمشق وتلقت تعليمها على يد والدها الزعيم والمفكر الافغاني ' سردار محمود ترزي – الذي قادته منافسته السياسية مع الامير عبد الرحمن خان الی اختیار سورية منفى له.

والدتها السيدة اسماء رسمية خانم، السورية، ابنة الشيخ محمد صالح الفتال افندي، ابن العائلة الحلبية الاصيلة ومؤذن الجامع الاموي في حلب".

 وأضاف أن :" الملكة ثريا تنتمي إلى قبيلة البشتون الافغانية، المتفرعة من سلالة باراكزاي.و بعد وفاة الامير عبد الرحمن عادت العائلة الى افغانستان بعد العفو الذي اصدره الامير الجديد حبيب الله خان. وكان الامير امان الله خان معجباً بالافكار المعاصرة للوجيه سرادار محمود ترزي، الذي كان مناقرب المقربين للعائلة و ارتبط الأمير أمان الله خان بعلاقة حب مع ابنة سرادار خان، ثريا، انتهت بالزواج عام 1913.

لدى اغتيال والده حبيب الله عام 1919، تولی امان الله السيطرة على الجيش وسمي ملكاً على افغانستان.

وكانت ثريا على قدر كبير من الثقافة والوعي، ولعبت دوراً هاماً في ادارة البلاد الى جانب زوجها الملك أمان الله لاسيما في مجال طموحاته لمستقبل افغانستان في المعاصرة والحداثة".

 

اعمالها كملكة

اسست الملكة ثريا اول مدرسة تمريض للشابات، واشتهرت بكونها أول ملكة مسلمة تخلع الحجاب امام الجمهور...

شن الملك أمان الله خان حملة ضد الحجاب علناً و ضد تعدد الزوجات، وشجع تعليم الفتيات ليس فقط في كابول بل في الريف ايضا .

وفي اجتماع المجلس الأعلى للبلاد عام 1928، قال امان الله ان "الاسلام لا يفرض تغطية المرأة لجسدها أو ارتداء أي نوع خاص من الحجاب". في ختام كلمته، خلعت الملكة ثريا حجابها وتبعتها بذلك زوجات المسؤولين الحاضرين.

وبمساعدة الملكة ثريا  تم شجيع النساء في افغانستان للحصول على التحصيل العلمي، وبناء على ذلك أرسلت 15 امرأة شابة إلى تركيا لتحصيل التعليم العالي في عام 1928. وكان لثريا الدور الكبير في فرض تغيير واقع النساء وحضهن علناً للمشاركة بشكل فعال في بناء الوطن.

في عام 1926، وفي الذكرى السنوية السابعة للاستقلال عن البريطانيين، قالت ثريا في خطاب علني:

ذلك (الاستقلال) ملك لنا جميعاً، هل تعتقدن أن أمتنا بحاجة إلى الرجال فقط لخدمتها؟ . ينبغي أيضاً أن تأخذ المرأة مكانها كما فعلت النساء في السنوات أمتنا الاسلامية. يجب علينا أن المبكرة من نتعلم أنه يجب علين نساهم جميعا" فيعلينا أن نساهم جميعا" في تطوير بلدنا وانه لا يمكننا القيام بذلك دون ان نتسلح بالعلم".

 

بسبب الإصلاحات التي حققها الملك أمان الله خان، نمت الطائفية الدينية في البلاد

واتخذت طريق العنف في عام 1929 ، تنازل الملك عن العرش وتوجه الى المنفي.

 

الملكة ثريا الطرزي
الملك أمان وزوجته الملكة ثريا وافراد العائلة في المنفى في روما 

 

في المنفى

اول محطة للملك والملكة كانت في الهند (التي كانت جزءاً من الامبراطورية البريطانية آنذاك). هناك، شعر الشعب الهندي انه فقد حلمه في الحرية والتحرر من الامبريالية البريطانية مع سقوط عهد الملك أمان الله خان. وكان هناك ترحيباً كبيراً للملكة من قبل النساء اللواتي كن يبكين ويهتفن باسم "ثريا" من دون الإشارة إلى “الملكة" لأنها كانت مثالاً قوياً للناشطات في مجال حقوق المرأة. بحسب د.جوزيف زيتون 

 

وفاتها

ثم انتقلت الملكة وعائلتها للعيش في روما بايطاليا حيث توفيت في 20 نيسان 1968

رافقت جثمانها فرقة من الجيش الإيطالي إلى مطار روما قبل نقله إلى أفغانستان حيث اقيمت لها مراسم جنائزية رسمية. ودفنت في ضريح العائلة في جلال اباد الى جانب زوجها الملك أمان الله خان، الذي كان قد توفي قبلها بثمان سنوات.

لكن عائلتها لم تنسى جذورها ووطنها الأم افغانستان، حيث قامت صغری بناتها، الاميرة هند، بزيارة افغانستان وانجزت

فيها عدة مشاريع خيرية.

 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري