كتب الكاتب حسن سلامة: صناعة الرأي العام وتسويق الافكار.
مقالات
كتب الكاتب حسن سلامة: صناعة الرأي العام وتسويق الافكار.
17 أيلول 2021 , 20:21 م
الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة سأتناول اليوم قضية حساسة تتناول صناعة الرأي العام وتسويق الافكار والرؤا والغايات العامة والخاصة وفي كثير َمنها يراد تسويق أكاذيب ومعتقدات متطرفة أو تخدم أصحابها فق

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

سأتناول اليوم قضية حساسة تتناول صناعة الرأي العام وتسويق الافكار والرؤا والغايات العامة والخاصة وفي كثير َمنها يراد تسويق أكاذيب ومعتقدات متطرفة أو تخدم أصحابها فقط ولا تمت بصلة للصالح العام والمصالح الوطنية، وهذه القضية تتصل حصرا في هذا التعليق بخفايا وخلفيات إختيار محطات التلفزة الداخلية والأجنبية لضيوفها وبالاخص على المستوى السياسي وفي موازاة ذلك كيف ينشط " جيش من الاعلامين والمحللين واامنظرين، الخ، من أجل توطيد علاقات مع المعنيين والَمقررين في إختيار الضيوف لهذه البرامج، وهذا لايعني أن  مسألة إختيار الضيوف من جانب بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لا  تكون موضوعية   وتهدف إلى تبيان الحقائق في مواجهة  الظلم العدوان  والهيمنة والأمر كذلك بما خص الضيوف من المهتمين والساعين لوضع النقاط على الحروف في كل مايهم حرية الشعوب ورفع الظلامة عنها، على الرغم من الأخطاء الكثيرة التي قد تقع بها هكذا وسائل إعلامية أو من جانب الضيوف، فالمسألة هنا معقدة وتتوقف على طبيعة المحطة ومن يديرها وعلى المعني المباشر بالبرنامج وعلى طبيعة الضيف . 

ووفق كل المعطيات والمعلومات فالجزء الأكبر من صناع الرأي العام، وسائل اعلام مختلفة ومحللين من كل الأنواع، لا يؤدون مهنتهم من منطلق تبيان الحقائق ومواجهة كل ماهو مخالف للحياة الإنسانية ورفض النفاق والكذب وإنما يبنون مهنتهم عبر هذه الوسائل التي يسخرونها لغايات الأثراء غير المشروع أو لخدمة مشروع معادي لشعبهم لغايات فئوية 
وحزبية ومادية والأمر ينسحب على جيوش من المطبلين لرعاتهم ومموليهم، بحيث يمكن تلخيص هذا الواقع بالاتي : 

_وسائل اعلام تستضيف من يمالئها بما تسوق له، في مقابل بدلات مادية مضخمة أحيانا، وذلك بحسب شخصية الضيف وقدرته على تسويق ما تسعى له هذه الوسيلة أو تلك المحطة التلفزيونية، مع العلم أن الهدف من تسويق فكرة وراي لا يخدم في الاجمال المصالح الوطنية او مصلحة مجموع الشعب المستهدف بالتسويق. 

_هناك اكثرية من الإعلاميين والمحللين والمختصين بقضايا محددة، جل غاياتهم من توسيع دائرة إستضافاتهم الربح المادي، خصوصا توطيد علاقات مع المعنيين في المحطة الذين يقررون شخصية الضيف، والبعض الاخر يزاوج بين الربح المادي ولو على حساب شعبه وأهله وبين الشهرة، على أمل إستثمار ذلك في التسويق لأنفسهم حتى تمكنهم  هذه الشهرة _ المزيفة في معظم الأحيان _ من الوصول إلى مواقع لم يكونوا في حياتهم حتى يحلمون بها، الى جانب الأرتزاق المادي. وأريد الحديث هنا عن مثال وحيد حصل معي شخصيا، حيث كان أحد الزملاء يتصل بي كلما كان ضيفا على أحد المحطات للإستفسار وأخذ وجهة نظري بجملة واسعة من القضايا المطروحة في حينه وفي الوقت ذاته يعمل لتوطيد علاقاته مع المشرفين او المعنيين ببرنامج إسبوعي معين حتى يتم إستضافاتهم كلما كان ممكنا لدى الشخص المعني وحتى إنهم ينفقون مبالغ ضخمة من أجل توطيد هذه العلاقة مع المعنيين في هذه المحطة أو تلك، كما أن هناك أعداد كبيرة من المحللين يعتاشون على مايتقاضونه عن كل حلقة والأمر نفسه بما خص بعض المعنيين بالبرامج، حيث الخبريات لا تعد ولا تحصى. كل شيئ في هذا الزمن الملعون  أصبح مطروحا للبيع ، من صناعة الرأي العام، الى مهنة الحقيقة والموضوعية والخبر الصادق، الى الضمير والوطن. 
.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري