السلطة الوطنية الفلسطينية وقفات بين المغالاة واللامبالاة
مقالات
السلطة الوطنية الفلسطينية وقفات بين المغالاة واللامبالاة
27 أيلول 2021 , 22:29 م
السلطة الوطنية الفلسطينية وقفات بين المغالاة واللامبالاة     الوقفة الاولى ---------------------------------------------- عندما اقدمت الادارة الامريكية بقيادة ترامب على تفعيل قرار الكونجرس الامريك

السلطة الوطنية الفلسطينية وقفات بين المغالاة واللامبالاة
   
الوقفة الاولى
----------------------------------------------
عندما اقدمت الادارة الامريكية بقيادة ترامب على تفعيل قرار الكونجرس الامريكي القاضي بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة ابدية للكيان الصهيوني ( اللاابدي والعابر) وضم الجولان السوري المحتل والاغوار تحت شعار صفقة القرن والاستعداد العربي للتطبيع السياسي والامني والاقتصادي والثقافي راهنت الانظمة العربية المنخرطة في المشروع الصهيو - امركي على ان السلطة الوطنية الفلسطينية ستكون اول الضالعين في صفقة القرن. زاد الطين بلة موقف الفصائل الفلسطينية على اختلاف مشاربها حيث اتهمت السلطة بالضلوع بل وبالتمهيد لصفقة القرن المشبوهة مما زاد في حالة الارباك والتشوش والبلبلة في الساحة الفلسطينية سواء داخل الوطن او في الشتات.اخذت الفصائل تحرض الشارع الفلسطيني على السلطة ورئيسها لانها تقف على ارضية " اوسلو" ولا خيار امامها سوى الاذعان لسيد البيت الابيض وتناست " الفصائل" ان مبرر وجودها في غزة والضفة هو نتاج اتفاقية اوسلو ولم يدخلوها فاتحين ومحررين!
خاب ظن الذين راهنوا على وجود اي شخص فلسطيني يمكن ان ينخرط في صفقة القرن
 وموعدنا مع وقفات قادمة.

الوقفة الثانية
----‐---------------------------------‐--------
الحوار الوطني الفلسطيني حيث دأبت الفصائل على الدعوة لحوار وطني ينهي الخلاف وقد تم اختزاله بين طرفين " فتح" و " حماس" واستمر ردحا من الزمن دون نتائج تذكر لان حوارا بين طرفين على 180 درجة واحد يشد يمين والاخر يشد يسار لا يلتقيان حتى حين اشتركت كافة الفصائل في الحوار كانت المحصلة صفرا لان العقل الذي يحكم سلوك الفصائل ما زال عقلا اقصائيا.

الوقفة الثالثة
------------------------------------------------الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي اتفق الجميع على ممارستها والخوض فيها عدا حركة الجهاد الاسلامي وجرى اعداد اللوائح واعلنوا انهم على استعداد بالقبول بنتائجها.اظهرت التحضيرات لهذه الانتخابات انقساما حادا في صفوف التنظيم الممسك بالسلطة او حزب السلطة وهو حركة " فتح".
هذا الانقسام الحاد يختلف شكلا ومضمونا عن الانقسامات او الانشقاقات التي عصفت بحركة " فتح" عبر مسيرتها الطويلة حيث كانت تلك الانقسامات تتخذ طابعا واضحا لا لبس فيه عنونه الاستمرار في الكفاح المسلح او الانخراط في مشاريع التسوية وكان لكل طرف ظهيره وسنده في اللجنة المركزية والمجلس الثوري ومندوبي الاقاليم وكانت محصلة التجاذبات هي التي تحكم سلوك الحركة. ام هذا الانقسام الذي تشظت فيه حركة " فتح" تشظيا  ليس له مثيل لان كل شظاياه تقف على ارضية (اوسلو) والغاية هي الوصول الى راس السلطة/ الجيتو.
حاولت كوادر " فتح" المخلصة اعادة  وصل ما انقطع وترتيب ما تشظى وتناثر وفشلت لانها بلا سند او ظهير حيث المجلس الثوري  شماعة صورية ولجنة مركزية خارج نطاق التغطية وعوامل ذاتية متراكمة. اضف الى ذلك الظروف الموضوعية والاطراف الخارجية التي استثمرت في التشظي ايما استثمارمما فتح الباب واسعا امام حركة " حماس" لتكتسح الساحة وتفوز بالانتخابات مما يؤدي الى قلب الطاولة على راس السلطة وتؤدي الى تداعيات وهزات قوية تتأثر بها مصر والاردن والكيان فتنادت دول الاقليم الى تدارك الوضع ووفرت الغطاء السياسي والدعم المعنوي والمادي للسلطة الفلسطينية كي تتراجععن مبدأ اجراء الانتخابات.وتقدمت الاطراف الدولية وبدأت باحياء مشاريع جربت سابقا وفشلت مثل اعادة مشروع حل الدولتين واللجنة الرباعية وقرارات هيئة الامم المتحدة.
اين هو موقف الفصائل؟
اين هو موقف كوادر فتح؟
بل اين هو موقف الشارع الفلسطني؟
واخيرا وليس اخرا اين هو موقف شاحذي السكاكين المنادون بجز راس السلطة دون طرح برنامج كي نصطف خلفه؟
عاشت فلسطين وعاش المسحراتية الذين على عاتقهم ايقاظ النائمين.

الوقفة الرابعة
-----------------------------------------------
اعتداء الصهاينة على المقدسات في القدس واهل الشيخ جراح وما تلاها من انطلاق جولة سيف القدس والتي ادت الى وحدة الموقف الشعبي الفلسطيني في كل اماكن تواجده واظهرت عجز الكيان( حكومة ومستوطنين) عن التصدي للصواريخ الفلسطينية والخوف من الاجتياح البري لقطاع غزة وهلع المستوطنين  وجزعهم وانكشاف عدم ارتباطهم بالارض التي يدعون انها ارض الميعاد  بالاضافة الى تعاطف الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية . في هذه المرحلة انكشف ايضا عجز حركة " فتح" وعدم فاعليتها كما الفصائل الاخرى وتقدمت حركتي حماس والجهاد وانفردتا بالمواجهة العسكرية.
اثبتت هذه الجولة المعادلة الذهبية الخالدة التي اطلقها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر( ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة) وان الكلام بالحجة والمنطق والدليل لا تعيد حقا ولا تنصر مظلوما او تردع ظالما اذا لم يكن معها قوة عسكرية. وفي حالة الظالم الاستيطاني لا ينفع الا القوة العسكرية الغاشمة التي لا رحمة فيها ولا هوادة ولا هدنة او تساكن وتهادن
اعادت جولة سيف القدس الى العقل والوعي الفلسطيني الجمعي ( ان الكفاح المسلحهو الاسلوب الوحيدلنيل الحقوق الوطنية.
في الانتصار كما في الهزيمة يسعى كل طرف الى التعاطي والتعامل مع النتائج دون تأخير او ارجاء فالطرف المنتصر يبدأ فورا بالاستثمار والبناء على ما انجزه وحققه في الميدان لكي يصرفه في السياسة.كذلك الطرف المهزوم يبدأ بتقييم الاوضاع ودراسة اسباب الهزيمة والفشل ومن ثم الاستعداد لتغيير ميزان القوى ليستعيد مكانه على خارطة الصراع واول الاستعداد هو اعادة بناء القوة العسكريةالتي وحدها  دون غيرها الاساس الذي تقوم عليه بقية الوسائل  السياسية والدبلوماسية وخير مثال على هذا حرب حزيران 1967 حيث استغل الطرف الصهيوني المنتصر انتصاره وبدأ ببناء المستوطنات وحول القدس بشكل خاص وفي الجانب الاخر الطرف العربي  مصر وسوريا اعادت بناء جيوشها وخضت حرب الاستنزاف بقدرة وكفاءة عالية والتي تم تتويجها بحرب تشرين / اوكتوبر المجيدة .
في جولة سيف القدس التي التي كسبها الطرف الفلسطيني المقاوم وبعد مرور عدة اشهر فشلت الفصائل المقاومة في البناء على الانتصار والاستثمار فيه كي يصرفه في السياسة في الوقت الذي باشر الكيان في اعادة التقييم وتشكيل اللجان لدراسة التجربة وتقديم النصائح للجهات المختصة.ان الكيان يهمه النتائج والخلاصات اما نحن يهمنا ابراز البطولات

زياد ابو الرجا

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري