دخلت العلاقات بين باريس والجزائر مرحلة جديدة من الاضطراب مع استدعاء السفير الجزائري في باريس. ما أسباب هذه الخلافات بين البلدين ؟
تعتبر الجزائر أن انتقادات إيمانويل ماكرون لنظامها "السياسي-العسكري" لها خلفية "انتخابية"، لكن يرى خبراء أنها تعكس أيضا استياء الرئيس الفرنسي بعد الإخفاق الظاهر لسياسته لمصالحة الذاكرة بين البلدين.
وكانت الجزائر قد قررت السبت "الاستدعاء الفوري" لسفيرها في باريس، ردا على تصريحات نقلتها صحيفة لوموند اعتبر فيها ماكرون أن الجزائر قامت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع الذاكرة" كرسه "النظام السياسي-العسكري"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي. كذلك، أشارت مصادر عسكرية فرنسية الأحد إلى أن الجزائر منعت الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق فوق أراضيها ردا على تصريحات ماكرون.
لماذا تصاعد التوتر؟
برّرت الجزائر "الاستدعاء الفوري" لسفيرها في فرنسا محمد عنتر داود "للتشاور"، بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدلى بـ"تصريحات لا مسؤولة". وتفاقمت الأزمة الأحد مع إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات العسكرية الفرنسية.
وتحدثت الجزائر عن "تصريحات غير مكذّبة" للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة لوموند الفرنسية في مقال السبت أفاد عن عقد ماكرون الخميس لقاء مع أحفاد ممثلين لأطراف فاعلة في حرب استقلال الجزائر (1954-1962).
وتعود الأزمة الأخيرة الخطيرة إلى هذا الحدّ بين البلدين إلى 23 شباط/فبراير 2005 عندما أقر البرلمان الفرنسي قانوناً يعترف بـ"الدور الإيجابي للاستعمار".
وعلى الرغم من إلغائه لاحقاً، تسبب هذا القانون بإبطال معاهدة الصداقة التي وقعها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك ونظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.
وشهدت العلاقات الثنائية توترات حادة أحدث: ففي أيار/ مايو 2020، استدعت الجزائر سفيرها صلاح البديوي على أثر بثّ فيلم وثائقي حول الحراك المناهض للنظام في الجزائر على قناتين فرنسيتين رسميتين.
وفي نيسان/ أبريل 2021، ألغى رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس في اللحظة الأخيرة زيارةً له إلى الجزائر بطلب منها، إذ إنها كانت مستاءة من حجم الوفد الوزاري الفرنسي.



