يقول محمد حسنين هيكل ( أقدم الدكتور "مصدق" على تأميم البترول الايرانى ، وكانت الولايات المتحدة هى التى تولت حصار عملية التاميم حتى أوصلت ايران الى حافة خراب اقتصادى محقق .
ثم كانت هى التى دبرت الانقلاب المضاد على "مصدق" فحرضت على قيام مظاهرات من بعض رجال القصر الملكى الايرانى وأتباعه وخروجهم إلى شوارع طهران ، ثم رتبت مع أحد قادة الجيش الايرانى المتواطئين معها ، وهو الجنرال "زاهدى". أن يزحف بفرقته على طهران بدعوى اعادة الأمن والنظام الى العاصمة . وجرى القبض على الدكتور "محمد مصدق" الذى القى فى السجن وقتل عدد كبير من وزرائه فى مكاتبهم وكان بينهم الدكتور "حسيين فاطمى"وزير خارجيته وأكبر الداعين الى تاميم البترول ) ..
...
بالخلاصة .. حروب الجيل الرابع قادرة على خلق الأزمات ، وإيجاد الذرائع ، وتوجيه الرأي العام ، وقيادة الجموع حتى ضد مصالحها ، وعزل وقتل حتى الذين يحملون قضاياها .. من الأنقلاب على مصدق وشافيز حتى موغابي ومادورو .. تجد الأدلة ..
بل حتى ماسمي الثورة الفرنسية التي يتغزل بها الجميع كانت فعل مدبر من الرأسمال اليهودي والماسونية للسيطرة على أوروبا ومصارفها .. والوثائق تؤكد أنه حتى سجن الباستيل الذي مازال حتى وقتنا رمز للظلم ، لم يكن فيه لحظة أقتحامه سوى سبعة سجناء فقط هم أربعة بتهم التزوير ، واثنان من المجانين ، وأحد النبلاء المتهمين بالشذوذ الجنسي .. وحتى المقولة التي يرددها البعض ويعتقد أنها كانت شرارة الثورة عندما قيل للملكة ماري أنطوانيت إن الفقراء الجياع ليس لديهم خبز لتناوله ، فردت الملكة دعوهم يأكلون الكعك ، تؤكد الدراسات أن الملكة أنطوانيت لم تقل شيئا كهذا أبدا ، ففي الواقع هي خدمت الفقراء ، ولكن بسبب معارضتها للفوضى تم أتهامها بأنها قاتلة ، ومثلية الجنس ، وتتآمر لخيانة فرنسا وتعمل لصالح وطنها الأصلي النمسا. وذكر ذلك الكاتب ديفيد بيل في صحيفة واشنطن بوست ..
وكانت عناصر الاستخبارات البريطانية هي التي تدير مسارح عمليات الثورة الفرنسية و فصولها و احداثها و كانوا يشرفون على الجرائم التي وقعت على يد الثوار الفرنسيين ، حيث شهدت فرنسا أعمال عنف من أعدام الملك وقتل الألاف بالمقصلة وعمليات نهب واسعة ، وسالت الدماء حتى سمي ( عصر الأرهاب ) أعدم فيه حتى العلماء والمفكرين لأتهامهم بمعادة الثورة .
وكان رجال البنوك يأخذون نصيحة المعلم روتشيلد الذي قال ( اشتروا عندما تجري الدماء في الشوارع ) و بالفعل فقد حقق هؤلاء ارباح طائلة من وراء الفوضى الفرنسية
مع التأكيد أن الوضع حينها كان طبقتين هم العوام من الفقراء والفلاحين وسكان الأرياف ، وطبقة النبلاء الذين بتمتعون بإمتيازات ومعفيين من الضرائب .. ولأنها ليست ثورة لم يتغير شئ بعدها ، وظلت الطبقة الرأسمالية متحكمة في القرار والأقتصاد ، ولعل حركة السترات الصفراء خير شاهد ، حيث خرجت لتطالب بحقوقها المنهوبة من رؤوس المال ، وضرورة المشاركة في الديمقراطية المباشرة ووصف ماكرون برئيس الأثرياء الذين هم ذاتهم النبلاء في فترة الملكية ..
بالضرورة ليس كل حراك مشبوه ومأجور .. لكن أيضا ليس كل حراك هو ثوري وتحرري .. لذلك علينا فهم الخلفيات والأهداف والوسائل والأساليب والأدوات والداعمين قبل الحكم على الشعارات في الميادين ...
الفارس الليبي