من يعتـقد أن تركـيا قـادرة ، ولو كانت راغبـة ، باحتـلال أرضنا والبقاء هو واهـم
مضى زمن احتـلال أرض الغير بالقوة ، وبخاصة وأن مـيزان المقـاومة قد رجــح
أردوغان مأزوم داخلياً ، ومرعـوب من أزمات ثلاث ، ودمشق طريقه لحل أزماته
.
[ سترتفع أصوات المتشائمين ، والراجفين ، المرجفين ، بالتخويف من الاحتلال التركي لأرضنا ، إلى أن يصل بهم الجزم أنهم لن يخرجوا ] .
ــــ ....................ونحــــــــــــــــن نجيـــــــــــــبهم .
[ من حرر دمشق ، وحمص ، وحماه ، وحلب ، وغيرها ، من عدو مؤلف من عشرات الأذرع ، ومنها وليست كلها ، ( داعش ، وامريكا ، واسرائيل ، وتركيا ) مجتمعين ، سيتمكن من هزيمة الأتراك ، ومرتزقتهم السوريين ، وغير السوريين منفردين ] .
لم تترك تركيا أردوغان جهداً ، أو مالاً ، أو سلاحاً ، أو تجسساً ، إلا وقدمته ، في الحروب على سورية ، لأن حلمها هي ، واسرائيل ، وأمريكا ، كان أكبر من أن يُحد .
فأردوغان كان يحلم بإعادة السلطنة ، والسيطرة على العالم الاسلامي ، من طنجة حتى جاكرتا ، ويُتوج أردوغان خليفة للمسلمين ، ويُنصب الاخونج على مقاليد السلطة ، في جميع الدول العربية .
أما اسرائيل فكانت تثق أنها ستمسك بيديها ( المساس ) للفلاحة على شعوب المنطقة ، وتقوم بدور الوكيل الحصري لأمريكا ، الممنوح له حق التصرف ، تهويداً ، وتمزيقاً ، ونهباً .
أما أمريكا فكانت تثق أنها ستغلق البحر الأبيض المتوسط في وجه روسيا والصين ، وتتركهما في مجالهما الاقليمي ، وتحجب عنهما التفكير في توسعة مجالهما نحو العالمية .
وبمقدار حجم الحلم تكون الخسارة ، لذلك كانت الدول الثلاث هي الخاسر الأكبر
............فمــــاذا تحــــقق مــن أحـــلام الكــــبار الثـــــلاثة ، ؟؟؟
أمريكا ـــ ...قلنا منذ خمس سنوات أن أمريكا ستنسحب من المنطقة ، لأن قواعدها باتت عبأً عليها ، فهي لم تعد قادرة على حماية مصالحها ، ولا حتى حماية محمياتها التاريخية ، بل باتت تلك القواعد ذاتها تحتاج إلى حماية .
( اسرائيل ) ـــ ... فليقل من يقول : وليتباها بها من يرغب : [ هي الأن في أسوأ مرحلة من تاريخها ] ، [ لقد باتت مكشوفة ] ، حتى مع الغطاء الأمريكي ، فكيف والغطاء ذاته بات بحاجة إلى حماية ، وسيُرفع . لأن دورها قد انتهى ، ومن ينتهي دوره يتم التخلي عنه ؟؟؟
............يبـــقى الاجــتياح التــركي لــلأراضي الســـورية ؟؟؟
قلنا في أكثر من مقال : إن تركيا تتلاقى والمصلحة السورية في ثلاثة مسائل مصيرية بالنسبة لتركيا ، وهامة جداً بالنسبة لسورية ، رغم العداء المستحكم ، وأن الدور التركي العدواني المتوحش ضد سورية ، لن يتيح لتركيا ، ولا لسورية الحوار المباشر ، لذلك سيكون دربها إلى سورية عن طريق روسيا وايران ، وهذا ما حدث .
لا أقول ان جميع المسائل المعلقة بين سورية وتركيا ستحل بسهولة ، ولكن أجزم أن لا طريق إلى حلها إلا وفق الآتي ::
كان من الممكن تلافي الاجتياز المتوحش للجيش التركي ومرتزقته للحدود السورية ، لو آب الأكراد إلى رشدهم ، قبل سقوط عفرين ، وغيرها ، حتى عين العرب ، وذلك بإفساح المجال أمام انتشار الجيش العربي السوري على الحدود ، متلافين ما حدث من موت ودمار ولا يزال يحدث ، ولكن وبالرغم من أن الأمر ازداد صعوبة ، لا حل أمام الجيش التركي إلا العودة إلى داخل أراضيه ، وذلك من مصلحته ، لأن الجيش العربي السوري هو الضامن للحدود ، ووحده القادر ، ولأن الجيش التركي غير قادر من حيث النتيجة تحقيق المنطقة العازلة الطويلة المزعومة ، وحمايتها ، لأن جيشه ومرتزقته سيحتاجون حينها إلى حماية .
ستحاول تركيا المناورة من خلال ما حققته ، لكسب بعض المكاسب السياسية ضد أعدائها الأكراد ، ولمصلحة مرتزقتها السوريين ، وهذا لا يحل إلا وفق منطوق الدستور .
نعود ونقول ألجأنا الأكراد إلى بذل الكثير من الجهد الاضافي ، وقد يصل الحال إلى الاشتباك المسلح مع الجيش التركي ، وفلول المرتزقة السوريين العملاء ، الذين اجتازوا الحدود تحت العلم التركي ، ولكن نعود فنؤكد :
إن زمن احتلال أرض الغير بالقوة قد مضى وانقضى ، وأن جميع المتاعب التي يعاني منها النظام التركي تمر في دمشق ، وأهمها الآن التعاون لإنهاء الوجود الارهابي في ادلب وغيرها ، ومنع الانفصاليين الأكراد السوريين من مناصرة الأكراد الأتراك ضد دولتهم ، ومن ثم فتح بوابة ستكون ضيقة أمام تركيا للانخراط في القطبية المشرقية ، وللنفاذ إلى الأسواق العربية ، التي سيكون لسورية الباع الطويل في المنطقة بعد الانتصار ، لأن جميع الشعوب العربية ستعتبر وبصدق أن سورية ، هي من أيقظتها من ثباتها ، وهي من ساهمت بإخراجها من تحت الوصايات الغربية ، وحكم العملاء من ملوك أجراء ، ورؤساء سفهاء ، وحركات اسلامية ظلامية ، كانت تغلق على عقول مليار مسلم بالضبة والمفتاح .
.... نعم أُضيف جهد كبير ، ومعاناة واسعة ، أمام جيشنا وشعبنا ، بعد هذا الخرق والعدوان ، الذي كان من الممكن تفاديه ، ولكن قد يكون هذا العدوان ، سبباً للبحث عن حلول للقضايا المعلقة