أهمية وسائل الواصل الإجتماعي تجاوزت في كثير من الأحيان أهمية الإعلام النمطي من تلفزة وصحف, بينما للوسائل التقليدية ضوابط حسب توجه أصحابها السياسي, تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بالخلط الغير علمي والبعض يخضع لأجهزة استخبارية كالذباب الالكتروني السعودي الذي يشوه ويكذب ويحرض على حسابات من لا يروقون له.
يبقى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعكس نبض الجماهير فروادها يستطيعون التميير بين الحسابات الطيبة من الأخرى الخبيثة.
إضاءات ستسلط الضوء على أهم ا يتداوله نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي وأعدت برومو لهذه الزاوية من المقالات.
إضاءات وجدت في ما نشرته الميادين مادة اعلامية مهمة تقدممها لكم لما فيها من فوائد عدة.
إضاءات
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الحاضر الأكبر في كل التحركات الشعبية والاحتجاجية حول العالم، بغض النظر عن تقييم المحتوى الذي تقدمه أو مستوى الوعي الذي تعكسه، إلا أن الثابت هو أن هذه الوسائل أصبحت فاعلة ومؤثرة لا بل هي المحرك في كثير من الأحيان.
المتخصصون في الشؤون التكنولوجية، ومن ورائهم الحكومات والأحزاب، أصبحوا أكثر قدرة اليوم على قيادة هذه التحركات في الخفاء، أو على الأقل الاستفادة منها وتوجيهها، بفضل معرفتهم بطريقة عمل هذه المواقع وآلية ترتيبها أو اهتمامها بالأحداث.
التحليل البياني للمشاركات والوسوم (هاشتاغ) على موقع "تويتر" تظهر الكثير من المفاجآت، وتقدم رؤية جديدة حول آلية التأثير التي تقوم بها جهات خفية على خط التحركات المطلبية الشعبية المحقة.
قام فريق تحليل البيانات في "الميادين أونلاين" بمراقبة وتحليل التغريدات على موقع "تويتر" بالتحديد فيما يخص الاحتجاجات في العراق ولبنان، بسبب تزامن هذين الحدثين وتشابه المطالب وحتى التفاعل والوسوم المستخدمة (#لبنان_ينتفض و #العراق_ينتفض مثلاً).
التحليل البياني للمشاركات والوسوم (هاشتاغ) على موقع "تويتر" تظهر الكثير من المفاجآت، وتقدم رؤية جديدة حول آلية التأثير التي تقوم بها جهات خفية على خط التحركات المطلبية الشعبية المحقة.
قام فريق تحليل البيانات في "الميادين أونلاين" بمراقبة وتحليل التغريدات على موقع "تويتر" بالتحديد فيما يخص الاحتجاجات في العراق ولبنان، بسبب تزامن هذين الحدثين وتشابه المطالب وحتى التفاعل والوسوم المستخدمة (#لبنان_ينتفض و #العراق_ينتفض مثلاً).
أظهرت المتابعة والتحليل للبيانات أن وسم "لبنان ينتفض" احتل المرتبة الأولى بين الوسوم المتعددة التي ظهرت في الأيام الـ 13 من الاحتجاجات، (أكثر من 350 ألف مرة تم التغريد تحت هذا الوسم)، إلى جانب وسوم أخرى لم تحظى بذات الانتشار، مثل "لبنان يثور" "اجا وقت نحاسب" يسقط حكم المصرف" وغيرهم..
في العراق أيضاً تصدر وسم "العراق ينتفض"، لكن اللافت أن معظم الوسوم المستخدمة الأخرى في العراق كانت باللغة الانكليزية، ما يعني وجود اهتمام دولي أكبر أو أن العراقيين المغتربين غردوا باللغة الإنكليزية لإيصال صوتهم للعالم.
الـ reach على التغريدات في لبنان وصل إلى 1 بليون (رقم كبير جداً) بينما في العراق وصل إلى 400 ميلون، وهذا راجع لعوامل عدة، أبرزها كمية المؤثرين الكبيرة في لبنان الذين شاركوا بشكل أكبر من المؤثرين العراقيين، والأمور الطريفة التي انتقلت من هذه الاحتجاجات.
كما أن انقطاع الانترنت في بعض الأوقات في العراق ساهم بشكل كبير في حجب المشاركة والتغريد.
التفاعل في لبنان أكثر استمرارية
الأرقام أظهرت أن اللبنانيين استمروا في التفاعل منذ بداية الاحتجاجات بشكل أكبر وبطريقة منظمة أكثر، عكس العشوائية التي ظهرت لدى المغردين العراقيين.
تم ذكر الكثير من الحسابات لسياسيين ومؤثرين في الاحتجاجات في لبنان والعراق في التغريدات، ولكن كانت أكبر في لبنان كنسبة لعدد المواطنين، حيث تم ذكر 15 ألف حساب في لبنان، بينما وصل الرقم في العراق إلى 22 ألفاً.
مشاركة المؤثرين في لبنان ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أرقام التغريد والوصول، ليتخطى الـ 85 ألف مؤثر في لبنان، هذا العدد يقابله 60 ألف مؤثر في العراق.
انقسام الوسوم
بعد تحليل البيانات انقسمت الوسوم في لبنان إلى 3 مجموعات:
"لبنان ينتفض" في المرتبة الأولى ضمن أكثر الوسوم المستخدمة في التغريد وإعادة التغريد، استمر طيلة فترة الاحتجاجات وحافظ على مستواه، يليه المجموعة الثانية المتمثلة بـ "لبنان يثور، لبنان، كلن يعني كلن".
أما المجموعة الثالثة فكانت أقل حضوراً من حيث الوقت وكمية التغريد، مثل "يسقط حكم المصرف، ثورة لبنان، اجا وقت نحاسب".
في العراق الأمر مختلف، حيث بقي وسم "العراق ينتفض" الوسم الأبرز في التغريد واعادة التغريد، يليه الوسوم الاجنبية التي شارك فيها العراقيون المقيمون في الخارج.
الأسبوع الثاني في لبنان معاكس للأول
الأسبوع الثاني من الاحتجاجات في لبنان أخذ منحى معاكس للمشهد الرئيسي بشكل كبير، حيث نشأت فئة جديدة معارضة للأحداث، فظهرت وسوم مثل "قطاع الطرق" بعدما عمد المحتجون إلى قطع الطرقات الرئيسية في لبنان، إلى جانب "الثورة بدها وعي"، "مصرف لبنان"، وهذا يظهر تغير المزاج الشعبي وانقسام المحتجين بعد الأسبوع الأول من انطلاق الاحتجاجات.
هناك فئة ثانية من الوسوم كان عمرها قليلاً ولم تدم أكثر من يوم واحد، مثل "مليونية السبت"، "إثنين السيارات".
أكثر الأيام تغريداً
في لبنان، أكثر الايام التي سجل فيها أكبر عدد من التغريدات هي 19 و20 و21 تشرين الثاني، بعدها مباشرة بدأ عدد التغريدات بالانخفاض بشكل كبير وملحوظ، ليعود ويرتفع في 29 أي يوم استقالة الحكومة.
في العراق، أكثر الأيام التي سجل فيها أكبر عدد من التغريدات كانت يوم 4 تشرين الثاني ليبدأ بالانخفاض بشكل ملحوظ.
عدد كبير من الحسابات سعودية!!
البيانات السابقة تظهر حركة التغييرات في الوسوم وتعطي صورة مفصلة عن المزاج العام، أما الخطير في مسار التفاعل فكان ما أظهره تحليل البيانات في "تويتر"، وهو أن عدداً كبيراً من الحسابات التي شاركت في التغريد باحتجاجات لبنان والعراق هي من المملكة العربية السعودية.
حيث أن التغريد من السعودية كان في المرتبة الثانية بين الدول التي غردت حول الأزمة في البلدين.
وسوم وهمية ارتبطت بالوسوم الأساسية
نظرة على تواريخ إنشاء الحسابات الفاعلة في التغريد خلال الاحتجاجات تعطي صورة عن حركة التفاعل والتأثير، حيث أن أغلب حسابات المؤثرين الذين شاركوا في التغريد في لبنان تم إنشاؤها في عام 2011، مما يؤكد أنهم نشطون على تويتر من 8 سنوات، وبالتالي لديهم ما يكفي من المصداقية والنضج والخبرة في التعامل مع المحتوى، كما تمكنت هذه الحسابات مع مرور الوقت من بناء قاعدة شعبية.
من ناحية أخرى فإن عدداً كبيراً من الحسابات التي تم إنشاؤها هذا العام أغلبهم من المشاركين الصغار غير القادرين على التمييز بين الأخبار الصحيحة والكاذبة، إضافة إلى أن 37% من هذه الحسابات تم إنشاؤها هذا الشهر، وبعضها حسابات تعتمد على أجهزة مبرمجة لنشر التغريدات (بوتس).
وإلى جانب التغريدات الأساسية ظهرت تغريدات ثانية مفبركة في كلا البلدين، مثل "حسن نصرالله" و"عراق لبنان"، "الحبيب رد المطلقة"، "النصر الهلال الاتحاد"، "يا سليماني اني العراق اني" التي ارتبطت بوسوم غير مرتبطة بالموضوع، وأتى التغريد فيها بأرقام متساوية ما يعني أن منشأها هو برمجيات حاسوبية "بوتس".