أما وقد إنتهت العملية الإسرائيلية الإجرامية الأخيرة في قطاع غزة ،وإستهدفت بطبيعة الحال الشهيد أبو العطا أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي،في حين أخطأ شقها الثاني في دمشق ولم يصب الهدف الثاني لعدم وجوده،وهدأت الموجة العاطفية الناجمة عن سقوط الشهداء والجرحى ،وتكريس واقع "يا وحدنا، فإننا لا بد وأن نناقش الواقعة بالعقل والمنطق ،ليس إجتهادا منا ،بل قياسا وتطبيقا على ما لمسناه على أرض الواقع.
لا يختلف عاقلان سويان على أن تلك الجريمة الإسرائيلية كانت بإتفاق مسبق بين كل من النتن ياهو المتأرجح وحركة حماس الطامعة في الحكم والإعتراف الدولي ،ونظام التسي تسي ،وكان الإتفاق أن تقوم مستدمرة إسرائيل بإستهداف كوادر الجهاد الإسلامي ،ومن ثم تتدخل المخابرات المصرية لإنجاز وساطة تضمن وقف إطلاق النيران .
وجرى بطبيعة الحال إبلاغ حركة حماس بعدم الإشتراك مع حركة الجهاد ،وإلا فإن الطائرات الإسرائيلية ستستهدف مواقعها ،وصدعت حماس بما أمرت ،طمعا في خوض الإنتخابات عل وعسى ان تظفر بالحكم نقيضا للسلطة الأوسلوية ،وبعدها تلغي أوسلو وتوقع إتفاقا أسوأ منه مع إسرائيل مبللا بوضوء الإسلام السياسي.
ربما يتنطح البعض مدافعا عن حماس ،ولكنني أحيله إلى تصريحات سفيرها في بيروت أسامة حمدان، الذي قال لقناة الميادين "إنه من الطبيعي أن ترد حركة الجهاد بمفردها على العدوان الإسرائيلي لأنها المستهدفة؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!ولعل هذا التصريح هو القشة التي يجب أن تقصم ظهر البعير ،ولا ننسى ما جرى في غرفة العمليات المشتركة الفلسطينية حيث جرى خلاف بين أعضائها وقيل ان حركة الجهاد إنسحبت منها.
جاء توقيت الجريمة الإسرائيلية الأخيرة المتفق عليها مسبقا بين النتن ياهو وحماس والتسي تسي ،ليكشف مدى وحشيتها ورغبة أطرافها في تحقيق أهدافهم ،ومن جملة هذه الأهداف رغبة النتن ياهو الملحة البقاء في الحلبة السياسية ،وتشكيل حكومة حتى وإن كانت حكومة إئتلاف ،حتى لا يكون السجن مقره الجديد بسبب فساده وإفساده ،كما أنه يعلم أنه لن يكلف الخزينة الإسرائيلية بنسا واحدة ،لأن السعودية هي التي تتكفل بهكذا عمليات إرهابية ،ولا ننسى أن موافقة حماس على طلب النتن ياهو بالوقوف على الحياد، إنما جاء من أجل الإنتخابات التي كثر الحديث عنها مؤخرا بين السلطة وحماس،ناهيك عن هذه الجريمة تندرج ضمن مضايقة إيران في الأطراف كون الجهاد تتلقى دعما من طهران ،أما بالنسبة للتسي تسي فهو أجير بحبة أرز.
جرى ما جرى ،وحقق النتن ياهو نصرا،ولكننا لم نسمع ردا من سوريا على إطلاق الصوايخ الإسرائلية على عاصمتها ،كما أننا وضعنا الجميع أمام مسؤولياتهم بأن حركة حماس ليست حركة مقاومة بمعنى المقاومة المتعارف عليها ،كما ان حزب الله لم يتدخل وكأن الأمر لا يعنيه ـوإكتفى بتصريح قال فيه أنه يثق بقدرة الشعب الفلسطيني على الدفاع عن نفسه ،ونتساءل عن أي نهج مقاوم تتحدثون؟



