تقرير خاص لإضاءات:
دخل الرئيس دونالد ترامب قمة الناتو منتصراً ومتباهياً، حيث ادعى أن له الفضل في التغييرات الهيكلية الكبيرة في الإنفاق الدفاعي للحلف العسكري’ وليتبين لاحقاً في اليوم الأول من قمة الناتوشمل أن ترامب حصد الإحراجات لا الإنجازات، حيث أحرجه العديد من زعماء العالم علناً و سخروا منه، مما يدل على أن أحداً من الرؤساء لم يكلف نفسه عناء أخذه على محمل الجد.
فقبل فترة وجيزة من اجتماعه مع زعماء غربيين في لندن يوم أمس الأول, الثلاثاء، تباهى ترامب بأن الفضل يعود إليه في قيام الناتو بتقليص مساهمات الحكومة الأمريكية في المجموعة، وكذلك زيادة مساهمات الحلفاء الآخرين.
وعلى الرغم من أن هذه الخطة كانت قائمة منذ عام 2014 ، عندما كان باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، إلا أن ترامب اعتبرها انتصاراً شخصياً لأنه دائماً ما كان ينتقد ما اعتبره مساهمة الولايات المتحدة الضخمة في التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي " الناتو " .
و مع مرور اليوم الأول، تلاشى انتصاره وتباهيه بسرعة وتحول إلى إحراجاتٍ شديدة له. إليكم قائمةً بالإحراجات التي تلقاها ترامب منذ يوم الثلاثاء:
- تم استجوابه علانيةً من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان قد وصف نفسه بأنه على علاقة قوية معه في مؤتمرهم الصحفي المشترك. حيث قال ماكرون أن تنظيم داعش الإرهابي لم يهزم بعد، بالرغم من إصرار ترامب المتكرر على ذلك.
- تحدى ماكرون ترامب ونفى ادعاءاته بأن مقاتلي داعش كانوا في معظمهم من أوروبا.
- في مؤتمرٍ صحفيٍ منفصل مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، تساءل ترامب علناًعن أحد المبادئ التأسيسية لحلف الناتو، المعروف بالمادة 5 ،التي تتطلب من الأعضاء حماية بعضهما لبعض إذاتعرضوا للهجوم، مماأثارالقلق والنقد بين مسؤولي الناتو.
- قال الجنرال المتقاعد بالجيش الأمريكي ويسلي كلارك، القائد السابق لحلف الناتو، لصحيفة Business Insider ، ديفيد تشوي ، إن تصريحات ترامب كانت طريقةً قاسية للغاية للعب بمبادئ الحلف ، وأنها تقوض الردع وتشجع الخصوم المحتملين وتؤدي إلى تآكل حلف الناتو نفسه.
- تمت السخرية من ترامب من قبل زعماء العالم والملوك وراء ظهره, حيث تم تسجيل ترودوو ماكرون وبوريس جونسون ومارك روتي والأميرة آن, يسخرون في المؤتمر من ترامب لمدة 40 دقيقة، مما دفعهم إلى الضحك أمام الكاميرات .
- بذل حزب المحافظين البريطاني جهداً كبيراً لإبعاد جونسون عن ترامب بينما كان الزعيمان في نفس المكان، خوفاً من أن يسبب ترامب بخسارة المحافظين البريطانيين لفرصه الفوز في الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة الأسبوع المقبل. حيث يبدو أن ترامب قد أبدى إمكانية حصول ذلك صباح يوم الثلاثاء حين صرح بأنه ليس لديه أي تعليق على الانتخابات البريطانية المقبلة . فوفقاً لصحيفة Politico في لندن، كان جونسون حريصاً جداً على عدم تصويره مع الرئيس الأمريكي حتى أنه لم يستقبله عند الباب عندما وصل هو وزوجته ميلانيا في داونينج ستريت مساء الثلاثاء.
من كل ذلك يتبن جلياً أن قادة العالم لم يكلفوا أنفسهم عناء أخذ ترامب على محمل الجد. فقد أحرج ماكرون ترامب علناً أمام عشرات من الصحفيين، وهو ما يدل أنه كل ادعاءات ترامب بشأن علاقته مع ماكرون التي مان يروج لها خلال العامين السابقين هراء.
