العلاج المناعي يعطي الأمل للرجال المصابين بسرطان البروستاتا
منوعات
العلاج المناعي يعطي الأمل للرجال المصابين بسرطان البروستاتا
ترجمة إضاءات
8 كانون الأول 2019 , 16:28 م

طب:

أظهرت تجربة كبرى لعلاجٍ مناعي أنه يمكن أن يكون فعالاً على بعض الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم، وذلك بعد أن توقف الرجال عن الاستجابة لخيارات العلاج الرئيسية .

و قد وجد الباحثون أن نسبةً صغيرة من الرجال ، الموصوفة باسم " المستجيبين الفائقين "، بقيت على ما يرام حتى بعد انتهاء التجربة ، على الرغم من سوء التشخيص قبل العلاج . ففي الأسبوع الماضي تم الإبلاغ عن أن الدواء نفسه أثبت فعاليته في علاج سرطانات الرأس و العنق المتقدمة لدى العديد من الرجال .

  • ما هو العلاج المناعي ؟

يستخدم العلاج المناعي النظام المناعي الجسدي للتعرف على الخلايا السرطانية و مهاجمتها . و يتم استخدامه بالفعل كعلاجٍ قياسي لبعض أنواع السرطان مثل سرطان الجلد ، و يتم اختبار فعاليته على العديد من الأمراض الأخرى أيضاً .

  • ماذا وجدت الدراسة ؟

لقد وجدت الدراسة أن واحداً من كل 20 رجلاً مصاباً بسرطان البروستاتا المتقدم استجاب لعقار pembrolizumab ، و أظهرت أن أورامهم تتقلص أو تختفي تماماً بعد تعاطيه مع مرور الوقت . حيث أن عدداً صغيراً من الرجال اكتسبوا سنواتٍ إضافية ليعيشوها بفضل العلاج ، فما نسبته 19 ٪ من الحالات شهدت بعض الأدلة على التحسن ,  وقد نشرت الدراسة في مجلة علم الأورام السريرية .

لكن معظم المرضى المشتركين في الدراسة عاشوا لمدة ثمانية أشهر في المتوسط ​​بعد تناولهم الدواء . و قد شملت المرحلة الثانية من التجارب السريرية ، بقيادة معهد أبحاث السرطان الملكي ، 258 رجلاً مصاباً بسرطان البروستاتا المتقدم الذين لم يستفيدوا من جميع الخيارات الأخرى للعلاج .


 

  • ماذا حدث بعد ذلك ؟

شوهدت الاستجابات الأكثر دراماتيكيةً في المرضى الذين لديهم أورامٌ بفعل طفراتٍ موجودة في الجينات المشاركة في إصلاح الحمض النووي . حيث يبحث الباحثون الآن ما إذا كانت هذه المجموعة قد تستفيد أكثر من العلاج المناعي في تجربة أكبر من غيرها أم لا .

لكن أولاً ، يلزم إجراء اختبارٍ لاختيار من سيستجيب بشكلٍ أفضل للعلاج ، حتى يعرف الأطباء أي المرضى يعطونه العلاج و أي منهم لن يستجيبوا له .

  • ما هو سرطان البروستاتا ؟

إنه أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال في المملكة المتحدة ، حيث يتم تشخيص حوالي 47700 حالة في المملكة المتحدة كل عام . كما و قد ارتفع عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم على مدار السنوات العشر الماضية بشكلٍ كبير و ملحوظ ، و ربما يرجع ذلك إلى أن السكان يتقدمون في السن و أن المزيد من الأشخاص يخضعون لاختبارات الفحص الدورية . 

يعاني حوالي 30٪ من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم أو في المرحلة 4 من سرطانهم لمدة خمس سنوات أو أكثر بعد التشخيص قبل أن يفارقوا الحياة .

  • ماذا يقول الخبراء ؟

يقول البروفيسور بول ووركمان ، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان الملكي : " لقد حقق العلاج المناعي فوائدً هائلة لبعض مرضى السرطان ، و من الأخبار الرائعة أنه حتى في سرطان البروستاتا ، حيث لا نرى الكثير من النشاط المناعي ، فإن نسبة جيدةً من الرجال استجابوا للعلاج . كما أن وجود بعض القيود على العلاج المناعي هو بسبب أنه لا يوجد اختبارٌ جيد لاختيار من هم الأكثر عرضة للاستجابة لمثل هذا العلاج " .

و اضاف : " من المشجع أن نرى اختباراً لطفرات إصلاح الحمض النووي قد يحدد بعض المرضى الذين من المرجح أن يستجيبوا للعلاج ، و أنا حريصٌ على رؤية كيف ستلعب تجربة جديدة أكبر دوراً كهذا في هذه المجموعة من المرضى ".

و كان البروفيسور يوهان دي بونو ، استشاري الأورام الطبي في مؤسسة رويال مارسدن إن إتش إس ترست ، أحد أولئك الذين قادوا الدراسة ، حيث قال : " لا نرى نشاطاً كبيراً من الجهاز المناعي لمعالجة أورام البروستاتا ، لذا اعتقد الكثير من أطباء الأورام أن العلاج المناعي لن ينجح في هذا النوع من السرطان لكن دراستنا تظهر أن نسبةً صغيرةً من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا في مرحلته النهائية يستجيبون للعلاج بشكل مبهر ".

و أضاف : " وجدنا أن الرجال الذين يعانون من طفراتٍ في جينات إصلاح الحمض النووي يستجيبون بشكلٍ جيد للعلاج المناعي ، بما في ذلك اثنان من مرضاي الذين تناولوا الدواء لأكثر من عامين حتى اللحظة ".

في الأسبوع الماضي ، وجدت تجربةٌ منفصلة أن الدواء نفسه أبقى سرطانات الرأس و الرقبة المتقدمة لبعض الناس لمدة عامين في المتوسط ​​لخمس مرات أطول من العلاج الكيميائي .

تعد كلتا الدراستين جزءاً من مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن العلاج المناعي يمكن أن يوفر الأمل لعدد متزايد من مرضى السرطان حول العالم .

المصدر: وكالات+إضاءات