قال موقع "ميدل إيست مونيتور ميمو" والذي مقره لندن في تقرير له اليوم أن أمير قطر سافر عشية قمة مجلس التعاون الى رواندا ما يؤكد أن تميم لن يحضر القمة التي دعا اليها الملك سلمان، رغم التوقعات التي تتنبأ بانفراجة قريبة للأزمة الخليجية.
واشار الموقع ان دعوت الملك سلمان كانت تمثل فرصة لدولة قطر الا ان سفر الامير تميم وعدم حضور القمة تشير الى أن هناك نقاط أساسية ورسائل يريد أمير قطر ان يوصلها الى قادة دول الحصار أنه لن يشارك في قمة على رأسها الدول التي حاصرت قطر أرضا وشعبا منذ سنتين وحتى الوقت الحاضر.
وأكد الموقع عن مصارد خاصة انه ودون رفع الحصار الذي فرضته السعودية والبحرين والإمارات على الجارة الصغيرة فإن أي حديث عن مشاركة الأمير في القمة هو باكر لأوانه ومجرد تمنيات، فهناك قضايا عالقة لم يتم حلها بعد، التي قد تحدد حجم المشاركة القطرية في الرياض.
ويوضح التقرير أن الرياض لو كانت جادة في في حل الأزمة الخليجية ورفع الحصار لعقدت القمة في دولة محايدة مثل الكويت أو عمان مشيرا الى ان حضور أمير قطر القمة والعقوبات لا تزال قائمة ضد بلاده سيكون بمثابة اعتراف بالاتهامات الموجهة ضد بلاده، عندما تعاونت السعودية والبحرين والإمارات ومصر ضد قطر واتهمتها بدعم الإرهاب عام 2017.
ولفت الموقع الى الشروط التي فرضتها دول الحصار على قطر وتضمنت 13نقطة من ضمنها إغلاق قناة "الجزيرة"، والتخلص من القاعدة العسكرية التركية، وتخفيض العلاقة مع إيران، وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين.
ورأى الموقع ان مشاركة امير قطر في القمة تمثل اعتراف بالذنب، بل انها ستجدد الدعوات من أجل تنفيذ المطالب ال13مطلبا التي كانت سببا لفرض الحصار.
وأضاف الموقع عن مصادر قوله ان أمر زيارة أمير قطر تم تسريبها من قبل الإمارات لتشويه صورة قطر ومنع فرص المصالحة
ويعلق التقرير على صورة السعودية الدولية تشوهت خاصة بعد مقتل خاشقجي حيث ان هناك إجماعا بين الديمقراطيين والجمهوريين على تحميل ولي العهد محمد بن سلمان مسؤولية قتل الصحافي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي، ففي أيلول/ سبتمبر، أخبر ابن سلمان مارتن سميث من الهيئة العامة الأمريكية (بي بي أس) أنه يتحمل مسؤولية قتل خاشقجي؛ لأن الجريمة "حدثت في ظل قيادته".
ويواصل التقرير سرده بقوله أنه "في ظل الغضب داخل الكونغرس الأمريكي فإن الحديث عن المصالح مع قطر ربما كان محاولة يائسة لإنقاذ النفس، وليس رغبة حقيقية في إنهاء العداء بين البلدين".
ويؤكد الموقع أنه لا يوجد هناك منتصرون في المعركة الحالية، بل هناك خاسرون، ففي الوقت الذي تعد فيه السعودية والإمارات أمريكا حليفة لهما، فإن قطر هي أيضا حليفة لها، وتستقبل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن قلقهم من تأثير النزاع بين دول الخليج على السياسة الأمريكية في المنطقة
وينوه التقرير نقلا عن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، قوله إن "النزاع ترك تداعيات سلبية اقتصادية وعسكرية على الأطراف المشاركة فيه، وعلى الولايات المتحدة أيضا".
ويفيد الموقع بأنه بالنسبة لقطر، فإن الحصار ترك أثره على الطيران القطري بعد إغلاق المجال الجوي لدول الحصار أمامه، ما جعل الرحلات طويلة وأكثر كلفة، لافتا إلى أنه حتى الدول المشاركة في الحصار تأثرت، فالرحلة بين قطر والبحرين لا تتجاوز 80 ميلا، لكن الفرق المشاركة في "خليجي 24" اضطرت للسفر 532 ميلا، أي من البحرين إلى الكويت ثم قطر.
وبحسب التقرير، فإن الدوحة لم تعلن عن مشاركة أميرها في القمة، لكن التكهن بمشاركته يعد عبثا في ظل استمرار الحصار، مشيرا إلى أنه من المثير للسخرية تحدث قادة السعودية والإمارات عن التنمية الدولية والإقليمية في الوقت الذي يرفضون فيه حل المشكلات مع جارتهم.