تُظهر بيانات مؤسسة الدفاع الإسرائيلية عدداً أقل من الحوادث في الضفة الغربية ، و لكن زيادةً في حدة العنف و نطاقه في نفس الوقت . فقد كان المدنيون الإسرائيليون مسؤولين عن 256 حادثة أعمال عنفٍ في الضفة الغربية خلال هذا العام، و التي استهدفت الفلسطينيين أو جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ، وفقاً لأرقام مؤسسة الدفاع .
ففي حين أن هذا يمثل انخفاضاً كبيراً مقارنةً بعام 2018 ، الذي وقعت فيه 378 حادثة عنف ، إلا أن مسؤولي الدفاع يشعرون بالقلق إزاء زيادة حدة العنف و دموية المرتكبين لها . و هم يشعرون بالقلق بشكلٍ خاص من الزيادة المستمرة في ما يسمى بهجمات " دفع الثمن" ، و التي تكون غالباً عبارة عن تخريب الممتلكات و رش كتابات الكراهية على الجدران في الأحياء و القرى الفلسطينية . ففي هذا العام كان هناك 50 حادثة تخريب ضد الممتلكات الفلسطينية ، و هو ما يقرب من نفس الشيء في عام 2018 ، و الذي يمثل زيادةً لثلاثة أضعاف ما كان عليه العدد في عام 2017.
تقول مصادرٌ أمنية أن هذه الزيادة في الهجمات التي تتزايد حدة عنفها و رقعة تنفيذها ، إلى جانب وقاحة مرتكبيها ، تذكرنا بالأجواء التي كانت سائدةً قبل الجريمة الخطيرة بالزجاجات الحارقة في قرية دوما بالضفة الغربية في عام 2015 ، و التي قتل فيها ثلاثة أفراد من عائلة دوابشة الفلسطينية ، و الذين أحرقوا حتى الموت .
و من الأمثلة على أعمال التخريب الأكثر حدةً التي شوهدت مؤخراً ، هو أن 160 مركبةً تم ثقب إطاراتها في حي شعفاط بالقدس الشرقية هذا الشهر لوحده . و قال مصدرٌ أمني أن السيارات تعرضت للتخريب في خمس مناطق منفصلة ، مما يعني أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين ينخرطون في هذه الأعمال ، و أنه كان لديهم الكثير من الوقت لارتكاب مثل هذه الجرائم ، مقارنةً بالحالات السابقة التي استُهدفت فيها بضع سيارات فقط بشكلٍ عشوائي .
ففي الشهر الماضي ، تم إحراق السيارات و رشها بالرسومات في أربع قرى فلسطينية مختلفة و متباعدة . و تقول مصادرٌ أمنية أن قادة المستوطنين فشلوا في إدانة هذه الحالات الأخيرة ، و أن هذا الصمت يشجع على تصعيد مثل هذه الهجمات ضد الفلسطينيين مما يعني اختلال حالة الأمن المستقر نوعاً ما في هذه المرحلة .
و قد قال مصدرٌ أمني أن عدداً كبيراً من السيارات تعرض للتخريب في النصف الثاني من هذا العام ، بسبب سلسلة الحوادث في موقع مستوطنة كومي أوري بالقرب من مستوطنة يتسهار . حيث أصدر بحق نيرا زاروج ، أحد سكان مستوطنة كومي أوري ، و الناشط لما يسمى بـ"شباب التلال" ، و هي مجموعةٌ متطرفة من المستوطنين الشباب ، أمراً إدارياً يمنعه من دخول الضفة الغربية في أوائل أكتوبر .
و رداً على ذلك ، قام ما يقرب من 30 مستوطناً بإلقاء الحجارة على جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ، مما دفع الجيش لإعلان أن التل أصبح منطقةً عسكرية مغلقة ، مع منع أي شخص من الوصول إلى أي مكان خارج المنطقة . كما أمرت الإدارة المدنية لجيش الدفاع الإسرائيلي بتدمير عدة مبانٍ في تلك البؤرة الاستيطانية رداً على ذلك لردع المخربين و المتمردين في المستوطنة . و قد تم ذكر اسم مستوطنة كومي أوري في الكتابة على الجدران في هجمات التخريب اللاحقة .
تعتقد مصادرٌ أمنية أن بضع عشراتٍ من الأشخاص ، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 14 و 19 عاماً ، هم المسؤولين عن أعمال التخريب الأخيرة في الضفة الغربية . و أن هؤلاء الشباب يأتون من جميع أنحاء البلاد ، و أغلبهم متسربين من المدارس الثانوية ، و يقيم بعضهم في بؤرٍ استيطانية غير مصرح بها في الضفة الغربية ، دون أي توجيهٍ من الوالدين أو هيئات التعليم . كما تشير المصادر إلى وجود العديد من الصعوبات في مقاضاة هؤلاء الشباب لأن الكثير منهم قاصرين .
ففي عام 2019 ، حصلت 200 حادثة ، مقارنةً بـ 256 حادثة عنف في عام 2018 ، شملت اقتلاع الأشجار و غيرها من الهجمات غير القاتلة ، و يعتقد مسؤولون أمنيون أن ربع هذه الحوادث ارتكبها مستوطنون من مستوطنة يتسهار و المنطقة المجاورة . و وصفت مصادرٌ أمنية مستوطنة يتسهار بأنها "القلب النابض لليمين المتطرف" ، و قالت أن سكانها يشتبه في أنهم مسؤولون عن أعمال عنف في الضفة الغربية و إسرائيل أيضاً .
حيث قال مزارعٌ في قرية ياسوف لصحيفة هآرتس هذا الشهر أن 16 من أشجاره قد أصيبت بأضرارٍ في يوليو ، و منذ سبتمبر تم تدمير العشرات منها . و على الرغم من كل ذلك ، فلا يزال عدد حوادث العنف هذا العام أقل من عام 2018 على الاقل ، و لم يكن لدى المؤسسة الأمنية أي تفسيرٍ لهذا الانخفاض العددي و الارتفاع في الحدة و الرقعة الجغرافية .
و قد تم وصف ستة حوادثٍ وقعت في عام 2019 على أنها هجماتٌ إرهابيةٌ محتملة ، مما يعني أنها كان يمكن أن تسفر عن وقوع إصاباتٍ رغم عدم حدوث ذلك . و من بين هذه الحالات إشعال النار في خيمةٍ لشرطة الحدود و القاء الحجارة على سيارة أجرةٍ فلسطينية بالقرب من بلدة ترمسعية القريبة من رام الله . و قد كان هناك سبعة حوادثٍ صنفت على أنها هجمات إرهابية في عام 2018 و ستةٌ في عام 2017 .
تم إصدار ثلاثين أمراً إدارياً ضد اليهود في الضفة الغربية هذا العام ، بما في ذلك أوامر التقييد و حظر التجول المسائي و الأوامر التي تحظر الاجتماعات بين بعض الشباب . و في عام 2018 ، تم إصدار 50 أمراً إدارياً مماثلاً أيضاً و و لنفس السبب .