عبر وزراء الخارجية الأوروبيون عن مخاوفهم من ان تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة و إيران قد يهدد بعودة داعش الى الساحة مجددا، وقد أكدو على تمسكهم باتفاقهم النووي مع إيران، على الرغم من دعوة الرئيس دونالد ترامب المتجددة للحلفاء للتخلي عنها.
وأكد الاتحاد الأوروبي إنه "لن يدخر جهداً " للحفاظ على اتفاق عام 2015 مع إيران ، على الرغم من أن طهران قالت إنها لن تكون ملزمةً بعد الآن بالقيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق حول أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم, عقب إقدام إدارة ترامب على إغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني .
في السياق قال وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لاجاك عن الصفقة لدى وصوله لحضور اجتماعٍ طارئ مع نظرائه في الكتلة الأوروبية المكونة من 28 عضواً في بروكسل يوم أأمس الجمعة : " لم ينفذ الوقت منا بعد، و نحن مصرين على الحفاظ على الإتفاق " .
و يقول المحللون أن أوروبا متمسكة بالصفقة بينما تفتقر إلى البدائل حيث كافح الزعماء الأوروبيون للتوصل إلى الإستجابةٍ الموحدة و الملتزمة التي تترتب عليهم بموجب الاتفاق نتيجة للضغوط الأمريكية.
ففي حين لم ينتقد المسؤولين الأوروبيين بشكلٍ مباشر قرار إدارة ترامب بقتل سليماني ، الذي أشاروا إلى أنه لم يتم إبلاغهم به سلفاً ، إلا أن قادة الاتحاد الأوروبي أثاروا مخاوفاً بشأن التداعيات الخطيرة التي قد يتسبب بها هذا القرار الطائش حيث كانت تصريحاتهم فاترة ، و في بعض الحالات كانت بطيئة ومتأخرة.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين تأخرت لمدة أربعة أيام للتعليق على الأزمة الأمريكية-الإيرانية .
كما و أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على شعور إدارة ترامب بالإحباط وخيبة الأمل من مواقف الزعماء الأوروبيين, إذ لم يكونوا ايجابيين كما كان يتمنى .
و قال جوزيف بوريل فونتيليس منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي : " إن الأزمة تهدد بتبديد سنواتٍ من الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في العراق " ، مشيراً إلى الآثار المترتبة على "العمل الحاسم" للتحالف الدولي الذي يقاتل متشددي الدولة الإسلامية في العراق والشرق الأوسط .
و قد سحبت بعض الدول الأوروبية قواتها من العراق، في حين أعادت دولٌ أخرى نقلها إلى ما قالت إنه سيكون لفترةٍ مؤقتة كما تمايقاف برنامج تدريب الناتو للقوات العراقية بسبب المخاوف الأمنية ، في الوقت الذي دعا فيه البرلمان العراقي القوات الأمريكية إلى الانسحاب من أراضيها حيث ردت الولايات المتحدة على هذا الطلب بالرفض .
وسط التوترات مع إيران ، اقترح الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس توسيع حلف الناتو ليشمل دول الشرق الأوسط حيث قال أنه على المنظمة أن تلعب دوراً أكبر في المنطقة في حين قال الأمين العام لحلف الناتو، جينس ستولتنبرغ ، يوم أمس الجمعة إنه تحدث إلى ترامب وأن منظمة الناتو تدرس ما يمكن أن تفعله لمحاربة الإرهاب الدولي .
وقد ناقش وزراء الخارجية الأوروبيون العواقب المحتملة على إيران أيضاً، إذا تقرر أن أحد صواريخها أسقطت طائرة ركاب أوكرانية تقل 176 شخصًا بالقرب من طهران يوم الأربعاء .
وفي وقتٍ مبكر من اليوم السبت، قالت إيران أن جيشها أسقط الطائرة الأوكرانية المدنية وألقى باللوم على "خطأ بشري" في الحادث ، مما يؤكد مزاعم وكالات الاستخبارات الغربية حول الحادثة المأساوية .
و قال ستيف بلوك ، وزير الشؤون الخارجية الهولندي أن هناك الكثير من الأمور التي ستعتمد على المضي قدماً في التعاون الإيراني، مضيفاً أن التحقيق يجب أن ينتهي أولاً في حادثة الطائرة و كما دعت الكتلة طهران إلى العودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة ، أو إتفاق JCPOA .
فقد قلصت طهران تدريجياً التزامها بالصفقة ، و التي تهدف إلى فرض قيودٍ على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة عليها ، علماً أن الولايات المتحدة عادت لفرض العقوبات على إيران بعد انسحابها من الاتفاقية عام 2018 مضيفةً المزيد من العقوبات اليوم السبت . و لكن في الآونة الأخيرة ، قالت طهران إنها مستعدةٌ للمفاوضات مع الأوروبيين بشأنها .
هناك دلائلٌ تشير إلى أن الصبر الأوروبي قد ينتهي في النهاية ، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية راينر بريول في حديثهٍ للصحفيين في برلين أن المناقشات جرت مع بريطانيا وفرنسا حول ما إذا كان يتعين على الدول الأوروبية إطلاق آلية فض نزاعٍ في إطار الصفقة التي قد تؤدي إلى فرض عقوباتٍ من الأمم المتحدة على إيران .



