يوسف شرقاوي
مقال الصحفي الأمريكي "توماس فريد مان" في صحيفة "نيويورك تايمز" والذي عنوانه "هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا" والموجه للرئيس الأمريكي ترامب، ملتبس في معظم فقراته، لكن الإلتباس الأكثر وضوحا في هذا المقال : "الإتفاق الأمريكي/الإسرائيلي، على حل الدولتين، علما أن سفير ترامب الجديد في تل أبيب شكك بوجود الشعب الفلسطيني، و قال بصريح العبارة : بأن الضفة أرض يهودية، والوجود الإسرائيلي في الضفة طبيعيا وليس احتلالا"
ماتردد عن أن أمريكا تنوي الإعتراف بدولة فلسطينة بدون غزة خلال جولة ترامب المزمعة في السعودية والخليج، هراء، وحتى لو اعترفت أمريكا جدلا بدولة فلسطين بدون تجسيد الدولة على الأرض، يبقى اعترافا افتراضيا في الهواء
نجاح جولة ترامب السعودية/الخليجية تتوقف على انهاء الحرب على غزة والإنسحاب الإسرائيلي الفوري من غزة، مقابل التطبيع السعودي/الإسرائيلي، واستثمار الترليونات السعودية/الخليجية في الإقتصاد الأمريكي، أفضل و أجدى من اعتراف امريكي بدولة فلسطينية لاقيمة حقيقية سياسية له
برغم ماجاء بمقال "فريدمان" والموجه في الأساس للرئيس الأمريكي ترامب، استثناءه إسرائيل من زيارته القريبة للمنطقة، والتفاوض بقنوات خاصة مع كل من حركة حماس والحوثيين ورسميا مع إيران، موضحا استقلال السياسة الأمريكية عن السياسة الإسرائيلية في هذا الشأن الذي أقلق نتنياهو وحكومته اليمينية
ما يهمنا نحن الفلسطينيون وتحت وطأة ماوعد به ترامب لغزة بعد انتخابه على رأس الأدارة الأمريكية، من فتح أبواب جهنم عليها وقتل وتجويع وتهجير أهلها واقتطاعها عنوة من أصحابها الحقيقيين "ريفيرا" لنفوذه، مايهمنا بالحاح الوقف الفوري لحرب الإبادة على غزة قبل كل شيء
عمليا، لا يهمنا وصف "فريدمان" لنتنياهو بانه خطرا على مصالح امريكا في المنطقة و "هيكلها الأمني" بل ما يهمنا توازن العلاقة الأمريكية/العربية في منطقتنا، علما أن منطقتنا تشكل شريانا هاما للإقتصاد الأمريكي، وموقعا جيوسياسيا، يعتبر من أهم ركائز ونفوذ أمريكا في العالم
وقف الحرب على غزة والإنسحاب الإسرائيلي الفوري أهم من الدعم النووي السلمي الأمريكي الموعود للسعودية
وأخيرا وليس آخرا، أخشى أن ينطلي مقال "فريدمان" في "نيويورك تايمز" على النظام الرسمي العربي، والنخب السياسية المؤيدة له، عملا بالمثل الشعبي القائل "بأن قليل العقل، بكلمتين بترضيه"

