على الرغم من أن سطح المريخ الجاف و المترب مكانٌ باردٌ و قاحل ، لكنه لم يكن الأمر كذلك في السابق . فقد كشفت الأدلة التي تم جمعها من المدارات و الممرات الموجودة على سطح الكوكب صورةً رائعةً عن كوكبٍ المريخ في السابق .
فمنذ أكثر من مليار عام ، كان سطح المريخ مغطى بالمياه السائلة ، و في الحقيقة ، فهي مغطاة بطبقاتٍ جليدية شديدة البرودة في الوقت الراهن . حيث كشفت رواسب ملح الكبريت الموجودة بالقرب من منطقة تكوين موراي العليا عن فترةٍ في تاريخ المريخ عندما حدث التبخر السريع للمياه في قديم الأزل .
و يحاول العلماء الآن فهم كيف تبخرت كل تلك الكميات المهولة من المياه و متى حدث هذا بالضبط ، و قد يبدأ بحثٌ جديدٌ في تقديم بعض الإجابات على تساؤلاتهم .
حيث وجد فريق دولي من الباحثين كميةً أكبر من المتوقع من بخار الماء في الغلاف الجوي العلوي للمريخ . كما و يعتقد العلماء أن التغيرات الموسمية مسؤولةُ إلى حدٍ كبير عن اختفاء المياه عن سطح الكوكب ، مما جعل الغلاف الجوي للمريخ مشبعاً ببخار الماء خلال الأشهر العاصفة على الكوكب ، لتصل درجة تشبع الغلاف ببخار الماء من 10 إلى 100 مرة أكثر مما تسمح به ظروفه .
و قد كان الباحثون مفتونين بالأدلة التي اكتشفوها ، لذا لجأوا إلى وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس و وكالة الفضاء الأوروبية للحصول على إجاباتٍ أكثر وضوحاً . كما وكان من المفترض أن تكون درجات الحرارة المتجمدة على سطح الكوكب قد أجبرت بخار الماء الزائد على التكثيف في السحب ، لكن لم يكن هناك دليلٌ على حدوث ذلك ، وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة Science.
و يمكن أن تساعد هذه الأدلة الباحثين على فهم الظروف الجيولوجية و الغلاف الجوي السابقة و الحالية للمريخ بشكلٍ أفضل مما مضى ، و التي يمكن أن تساعد في تقييد مواقع الهبوط المستقبلية التي ستوفر معظم المعلومات حول الكوكب .