هل سترحل امبراطورية الشر من المنطقة ؟ وكيف سيكون حال المنطقة بعد الرحيل ؟
ما هـو مصــير (القــاعدة اســرائيل ) و ( محمــيات الخــليج وممـالكه ) و ( العـملاء)
ما هي الاستدلالات من تسـارع التطـبيع ، و تسـويق صفـقة الـقرن ، وبيــع فلســطين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحيل أمريكا ( امبراطورية الشر ) العسكري ، بات أمراً مقرراً ، بل أصبح مؤكداً ، بعد اقدام ترامب على اغتيال القائدين ( قاسم سليماني ، وابو المهدي المهندس ) ، هذا الفعل الجبان ، استفز مشاعر كل مقاوم في المنطقة ، فتحول إلى عملية استنهاض لجميع الشرائح الوطنية المقاومة ، كما ازاح جميع الذرائع أمام الوجود الأمريكي ، وما خروج الشعب العربي في العراق بالملايين ، في يوم الجمعة ، الواقع في 24 / 1 / 2014 / ورفع شعار ( الموت لأمريكا ـــ الموت لإسرائيل ) ، إلا إيذاناً بأن أرض العراق باتت أرضاً حراماً على أي جندي أمريكي .
وليقول لأمريكا عليك الرحيل ، بالرضى ، أو ستكون قواعدك وبوارجك ، في العراق وغيره ، تحت رحمة صواريخ المقاومات وليست مقاومة واحدة ، بل ستولد مقاومات جديدة من رحم التحدي ، وتخرج لجنودك من بين أيديهم .
أما الرحيل المذل المهين ، فلن يقتصر على قواعدها في العراق وسورية ، بل سيشمل جميع المواقع التي تتواجد فيها ، وأهمها قواعدها المبثوثة في جميع ممالك الخليج واماراته ، أو على الأقل التخفيف منها .
لأن الاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين ، باتوا يثقون أن هذه القواعد أصبحت بدون فاعلية تُذكر ، بل باتت في خطر حال ، بعد أن فضحت الصواريخ اليمنية البسيطة التي دمرت أرامكو ، أهم محطة في الشرق الأوسط وقد تكون في العالم ، فضحت صواريخ ( البتريوت ) الحامية لسماء السعودية .
كما أن هذه القواعد باتت رهينة أمام الصواريخ الإيرانية ، وغير الإيرانية الدقيقة ، وأكبر مثال على ذلك ( قاعدة عين الأسد) التي عُطل رادارها الأهم والأكبر في المنطقة ، ومن ثم دكت القاعدة دكاً ب/ 13 / صاروخاً ايرانياً ، فكيف سيكون واقع القواعد الأخرى ؟؟ ، نعم ستصبح عبئاً مالياً وعسكرياً ، في حسابات ( ترامب التاجر ) .
وأعتقد بل أثق أن ملوك محميات الخليج ، قد بدأوا يتشككون بقدرة أمريكا على حمايتهم ، كما بدأ الشك يتسلل ايضاً إلى أفكارهم أن الوحش الأمريكي لم يعد كما كان مخيفاً ، هذا من جهة الممالك .
أما من الجهة الأمريكية التي يحكمها تاجر ، بدأت تشعر أن ممالك الخليج أصبحت عبئاً عليها ، بعد استنفاذ هذه الممالك لأدوارها في المنطقة ، وبعد انكشاف كل أوراقها ، لدى شعوبها وشعوب المنطقة ، التي كانت تستخدمها أمريكا وشركائها الغربيين عبر عقود ، في تفتيت مجتمعات المنطقة ، على أسس مذهبية ,
وبخاصة بعد فشلها الأخير المريع في حروب ( الربيع العربي ) ، التي كانت أمريكا تعول عليها وعلى أدواتها الظلامية السوداء ، وعلى مالها ، في انفاذ كل مهماتها في المنطقة ، بل ارتدت وبالآ عليها وعلى أمريكا .
واستناداً على قول ( الرئيس التاجر ترامب ) الذي صرح علانية وعلى رؤوس الأشهاد [ لولانا لانهارت السعودية بأسبوعين ، ولولا السعودية ( لغادرت اسرائيل ) ] ، هذا القول الواضح يحدد أبعاد الترابط المصيري بين السعودية واسرائيل ، وبينهما وبين الحماية الأمريكية ، ويؤكد أن تخلخل أي من العناصر الثلاثة ، سيخلخل العلاقات الوجودية بين الحلفاء الثلاثة .
استناداً على المنطق الذي سقناه ، نطل على تسارع حالات التطبيع بين الممالك واسرائيل ، وعلينا أن لا نعتبر وكأن التطبيع بات حقيقة راهنة ، انها مجرد محاولات وحرتقات ، ومساعٍ لا تزيد عن كونها محاولات شكلية ، ارتجالية ، ومتسرعة ، استدراكاً لما فات من تهشيم للطاقات المشتركة ، التي قام بها التحالف لتركيع المنطقة ، والتي باءت بخسران مريع .
وهذا الرأي يمكن سحبه على ما يسمى ( صفقة القرن ) لا صفقة ولا يحزنون ، [ فالتحالف الخاسر لا يستطيع انجاز ما لم يتمكن من انجازه في حرب عالمية غير مسبوقة ] ، بل وعلى العكس حققت رعونة ، وارتجال وتسرع ، ترامب أموراً عكسية ، فوقاحته في بيع القدس إلى نتن ياهو، جعلت اللحمة الفلسطينية تزداد تماسكاً ، لأن الأمر أصبح تهديداً وجودياً .
هذا من جهة ومن جهة ثانية : حرب السنوات العشر ، عمدت اللحمة بين قوى محور المقاومة بالدم ، وعززت قدراته ، وخبراته ، من خلال الميادين العسكرية التي خاضها جنباً إلى جنب ، هذه الخبرات والطاقات . والنجاحات المذهلة التي حققها في جميع ميادين القتال ، والتي قضت مضاجع الحلفاء والعملاء ، باتت تقض مضاجع معسكر الأعداء في صحوهم والنوم .
ولما كان ترامب قد ربط وجود اسرائيل بوجود السعودية ، ووجود السعودية بات مضعضعاً ، يمكن أن نسحب هذه الحالة على الحماية لإسرائيل ، نعم ستتخلى أمريكا عن اسرائيل وغيرها ، كما فعلت مع الأكراد وغيرهم ، عندما تصبح الحماية مكلفة عسكرياً ومالياً ، وهذا ما حذر منه محور المقاومة ،



