وسط صمت رسمي وشعبي عربي مطبق، تتسارع الخطى الاسرائيلية والأميركية لتثبيت أمر واقع " الصفقة" المزعومة، بغياب أي تحرك فاعل لصد العدوان الجديد.
وفيما فضلت الدول الخليجية ومعها ومصر وعدد من الدول العربية اللجوء لدارسة العرض الأميركي، وأخذ ما تستطيع من وقت في هذه الدراسة، ريثما تجد الوسائل المناسبة للضغط على الفلسطينيين ودفعهم للقبول ببيع أرضهم ومقدساتهم ولاجئيهم وكامل حقوقهم، بدأت إسرائيل بالتحرك سريعاً واستثمار وعد بلفور الجديد لها، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته ستصوت الأحد القادم على المرحلة الأولى من خطته لضم غور الأردن، وشمال البحر الميت والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
نتنياهو اعتبر أن " صفقة القرن" تنص على الاعتراف الفوري بسيادة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت، وجميع مستوطنات الضفة، ما سيتيح للدولة العبرية "إقامة حدودها الشرقية من الآن فصاعدا".
ولفت إلى أنه ينوي فرض سيادة إسرائيل على المستوطنات غير المرخص بها في الضفة، قائلا: "لن يُشرد أحد من منزله".
كما أشار نتنياهو إلى أن الولايات المتحدة وافقت على ضم إسرائيل لـ"مناطق إضافية" ملاصقة للمستوطنات، غير أن فرض سيادة الدولة العبرية عليها سيتم ضمن إطار المرحلة الثانية من عملية الضم، ولم يتم تحديد هذه المناطق بعد بشكل نهائي.
وذكر نتنياهو أن الاعتراف الأمريكي يسمح لبلاده بالتخلي عن أي قيود على أنشطتها الاستيطانية في المناطق المشمولة بموجب خطة ترامب، قائلا إن إسرائيل لن تعود تضطر إلى تنسيق خططها الاستيطانية مع الولايات المتحدة، لأن جميع المستوطنات ستكون تحت سيادتها.
وكشف نتنياهو أن "الضوء الأخضر" من قبل الإدارة الأمريكية يحمي إسرائيل من أي عقوبات سبق أن هدد المجتمع الدولي مرارا بفرضها عليها في حال مضيها قدما في خططها لضم أجزاء من الضفة، وذلك في إشارة إلى تمتع واشنطن بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
بموازاة التحرك الاسرائيلي الفوري لتثبيت احتلالها وتصفية القضية الفلسطينية، خرجت التصريحات الرسمية العربية الداعية لدراسة " الصفقة" في وقت جاء رد الجامعة العربية على مقاس قدراتها، وعمالتها، حيث اعتبر لأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القراءة الأولى لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة.
وأضاف أبو الغيط قائلا "إننا نعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل مدقق، ونحن منفتحون على أي جهد جاد يبذل من أجل تحقيق السلام".
وكانت فلسطين دعت جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ السبت المقبل بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث سبل مواجهة "صفقة القرن".
وقال سفير فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، دياب اللوح، إن الاجتماع "يأتي في وقت بالغ الأهمية، ويتطلب موقفا عربيا موحدا، لمواجهة كافة مخططات تغييب القضية الوطنية الفلسطينية، والقضاء على مبدأ حل الدولتين، وفرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على أرض دولة فلسطين التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، التي أقرتها الاتفاقيات والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية".



