بعد أن اسقط حزب الله نظرية بن غوريون, الجيش الصهيوني يتدرب على منعه من احتلال الجليل
عين علی العدو
بعد أن اسقط حزب الله نظرية بن غوريون, الجيش الصهيوني يتدرب على منعه من احتلال الجليل
30 كانون الثاني 2020 , 19:34 م

من نظرية بن غوريون بنقل المعارك لأرض العدو لتدريبات عسكرية لمواجهة "احتلال" حزب الله للشمال الفلسطيني, هكذا انقلبت الموازين بعد أن تبددت نظرية بن غوريون التي مثلت استراتيجية الكيان لعقود, الراصد للعدو الصهيوني الكاتب الفلسطيني زهير أندراوس رصد ما يصرح به كبار قادة جيش الكيان ومحلليه, آملين على عدم الإكتراث للعبارات التهويلية التي يستخدمها العدو لتهدئة روع قطعانه من المستوطنين في فلسطين, وللأهمية تضع إضاءات نص ما مكتب الكاتب بين أياديكم.

إضاءات

يستعّد الجيش لاحتمال احتلال حزب الله مستوطناتٍ في شمال إسرائيل وجنرال: العدوّ ديناميكيّ ومُتغيِّر وهذا يفرض علينا أنْ نكون مرنين والردّ بسرعةٍ وسنُعيد لبنان للعصور الحجريّة

 

كتب زهير أندراوس:

 

بسبب الخشية من أنْ يُحاوِل حزب الله أثناء اندلاع مواجهةٍ في الشمال احتلال إحدى المستوطنات على طول الحدود، أجرى الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، مناورةً هدفها بالتحديد مواجهة هذا التهديد، كما كشف النقاب المُراسِل العسكريّ للقناة الـ12 في التلفزيون العبريّ، نير دفوري، في مقالٍ نشره على موقع القناة الالكترونيّ. وطبقًا لما نشره دفوري، والذي اعتمد على مصادر عسكريّةٍ رفيعةٍ في المنطقة الشماليّة بجيش الاحتلال، فقد شاركت في المناورة طائرات ومروحيات حربية، وطائرات غير مأهولة وقوات برية كبيرة، بالأخص من اللواء المناطقي 300 والفرقة 91.

وأشار الكاتب إلى أنّ أحد المواضيع الأساسية التي تُشغِل بال الجيش الإسرائيليّ في السنوات الأخيرة، والتي انعكست أيضًا في هذه المناورة، هي الدمج بين قوات البرّ وقوات الجوّ والقدرة على “إغلاق دائرة” على هدفٍ أوْ تهديدٍ، على حدّ قول المصادر في قيادة المنطقة الشماليّة بجيش الاحتلال.

وتابع المُحلِّل العسكريّ قائلاً إنّ ضابطًا في جيش الاحتلال الإسرائيليّ أوضح أنّ العدوّ ديناميكيّ، ومتغير وهذا ما يفرض علينا أنْ نكون مرنين ولينّين والردّ بسرعةٍ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ السيناريوهات مختلفة ومتنوعة وفي نهاية المطاف يوجد احتكاك جسدي بين الطرفين، وخلُص الضابط إلى القول إنّ المسألة هنا هي ترجمة الكلام بين القوات الجوية وقوات النار، على حدّ تعبيره.

من ناحيته، لخصّ المُراسل العسكريّ في هيئة البثّ الإسرائيليّة، روعي شارون، لخصّ السنة الفائتة بالقول إنّه في الشهر الأخير، وفي خُطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ، أجرى جيش الاحتلال، أربع مُناورات عسكريّة كبيرة لمُحاكاة الحرب القادِمة مع حزب الله، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ سلاح المظليين تدّرب على احتلال قرى لبنانيّة، لافتًا إلى أنّ الجيش أقام ستّ “قرى” لبنانيّة، في الجزء المُحتّل من هضبة الجولان العربيّة السوريّة.

علاوةً على ذلك، نقل المُراسِل عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بأنّها واسعة الاطلاع في تل أبيب، نقل عنها قولها إنّ ترسانة حزب الله الصاروخيّة تطورّت بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ، مُشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ كلّ بقعةٍ في إسرائيل، بما في ذلك المفاعل النوويّ في ديمونا، باتت في مرمى صواريخ المُقاومة، وأضافت المصادر أنّ الحزب يملك أكثر من مائة ألف صاروخ بمديّاتٍ مُختلفةٍ، لافتةً إلى أنّ قسمًا لا يُستهان به، هو من الصواريخ المُتطورّة والمُتقدّمة، ناهيك عن المفاجئات التي تعهّد الأمين العّام للحزب، السيّد حسن نصر الله، باستخدامها إذا “فُرضَت الحرب على لبنان”.

المصادر ذاتها، بحسب هيئة البثّ الإسرائيليّة، أقرّت للمرّة الأولى بأنّه في حال اندلاع الحرب الأولى في الشمال، سيقوم جيش الاحتلال بالتعاون مع الجبهة الداخليّة والسلطات المحليّة بعملية إخلاء 22 مُستوطنة من سُكّانها لسببين: الأوّل إبعاد السكّان قدر الإمكان عن الصواريخ التي سيُطلِقها حزب الله، أمّا السبب الثاني والأهّم فيكمن في أنّ الجيش الإسرائيليّ بات على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الوحدة المُختارة في حزب الله “وحدة الرضوان” ستقوم بـ”احتلال” مُستوطنةٍ أوْ أكثر في الشمال لتحقيق إنجازٍ في مجال الوعي والتأثير على الرأي العّام في الدولة العبريّة، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.

وتابع المُراسِل قائلاً إنّ الجيش الإسرائيليّ سيقوم بـ”تحرير” المُستوطنة أوْ أكثر من “احتلال” حزب الله، وسيقتل جميع مَنْ دخل إليها من حزب الله، ولكنّ الخشية والتوجّس لدى كبار الجنرالات في جيش الاحتلال يكمنان في المعركة على الوعي، ذلك أنّه حتى اليوم لم يتعافَ الإسرائيليون، قيادةً وشعبًا، من الصدمة النفسيّة والمعنويّة، التي كانت من نصيبهم في حرب لبنان الثانيّة، بصيف العام 2006.

ونقلت هيئة البثّ الإسرائيليّة، شبه الرسميّة، عن جنرالٍ كبيرٍ في الجيش قوله إنّ عدم توفّر قائمة أهدافٍ محتملةٍ وشاملةٍ تُعتبر أحد أكبر أخطاء حرب لبنان الثانية، وعليه، فإنّ الأولويّة في عمليات الجيش ستكون لأيّ شيءٍ يُستخدم كقاعدةٍ لإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيليّ وعلى السكان المدنيين وعلى الأهداف العسكريّة، وعليه، فإنّ الجيش سيُركّز اهتمامه على البنية التحتية لحزب الله، وبعدئذ على الجيش اللبنانيّ، على حد قوله.

وفي هذا السياق، من الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّ قادة من المُستويين السياسيّ والأمنيّ في نل أبيب توعّدوا بإعادة لبنان إلى العصور الحجريّة في الحرب القادمة.

المصدر: وكالات+إضاءات