حرب النفط تستعر والسعودية تواصل ضخ النفط فهل تطلق الرصاصة على رأسها؟
أخبار وتقارير
حرب النفط تستعر والسعودية تواصل ضخ النفط فهل تطلق الرصاصة على رأسها؟
11 آذار 2020 , 16:13 م
اشتعلت حرب أسعار النفط على حين غرة بين السعودية وروسيا، متأثرة بمفرزات كورونا وحاجة المملكة لمزيد من الموال لتمويل خطط ومشاريع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يعد العدة لاستلام زمام المملكة بشكل كامل.

اشتعلت حرب أسعار النفط على حين غرة بين السعودية وروسيا، متأثرة بمفرزات كورونا وحاجة المملكة لمزيد من الأموال لتمويل خطط ومشاريع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يعد العدة لاستلام زمام المملكة بشكل كامل، محاولاً إرضاء واشنطن بكل السبل المتاحة.

وفي محاولة للضغط على روسيا قررت الرياض أمس زيادة إنتاج النفط بالطاقة القصوى، الأمر الذي خفض أسعاره على نحو غير مسبوق ودفع بخبراء الاقتصاد إلى توصيف ما يجري بحرب النفط.

شركة "أرامكو" النفطية السعودية قالت إنها تعتزم تزويد عملائها بـ12.3 مليون برميل من النفط يومياً في أبريل/نيسان المقبل، بزيادة 300 ألف برميل عن الطاقة القصوى المستدامة لديها يوميًا.

هذه الخطوات السعودية جاءت ضمن محاولة لتأمين حصّة كبيرة في السوق العالمية، وذلك بعد إخفاق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشريكتها الرئيسية روسيا ضمن تحالف "أوبك+"، في التوصل إلى تفاهم بشأن خفض إضافي لإنتاج الخام، بعد رفض روسيا الاقتراح، وذلك لوضع حدٍّ لتراجع أسعار النفط على خلفية انتشار فيروس "كورونا المستجد".

صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت في مقال نشرته اليوم أن السعودية شرعت في وضع خطة طوارئ شاملة للتعامل مع انخفاضات حادة وغير مسبوقة لأسعار النفط، وقالت في تقريرلها إن الرياض كلفت مسؤولين في وزارة المالية بإعداد تصور للميزانية يتعامل مع سيناريو انخفاض أسعار خام برنت في نطاق يتراوح بين 12 و 20 دولارا للبرميل.

كما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن جهات عليا طلبت من جميع الوزارات السعودية خفض نفقاتها بشكل كبير، استعدادا لهذا الأمر.

السعودية لم تكتفي بهذه الخطوات بل أقدمت على حجز مجموعة من ناقلات النفط الكبيرة لنقل الخام السعودي إلى عملائها في الولايات المتحدة، في خطوة وصفتها شركات الوساطة البحرية بأنها غير معتادة بدرجة كبيرة.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر قولها إن شركة "بحري" حجزت 5 ناقلات نفط عملاقة لحمل النفط من الموانئ الرئيسية السعودية خلال الشهر الحالي إلى موانئ خليج المكسيك في الولايات المتحدة، وتحمل الناقلة الواحدة من هذه الناقلات حوالي مليوني برميل من الخام.

"بلومبيرغ" قالت في تقرير لها إن ارتفاع العرض الجديد من شركة "أرامكو" التي تعهّدت بتوفير 12.3 مليون برميل يوميا خلال الشهر المقبل، وهي زيادة هائلة لإغراق السوق، يضعها فوق طاقتها القصوى المستدامة، مما يشير إلى أن المملكة تستعمل حتى مخزوناتها الإستراتيجية لإغراق السوق بأكبر قدر ممكن من الخام وبأسرع ما يمكن.

لكن روسيا لم تطل الانتظار وردت على ذلك في غضون دقائق، حيث قال وزير الطاقة ألكسندر نوفاك إن بلاده لديها القدرة على زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل في اليوم. وهذا من شأنه أن يضع إنتاج البلاد المحتمل عند 11.8 مليون برميل في اليوم، وهو رقم قياسي أيضا.

وبحسب خبراء فإن روسيا، تستهدف برفضها خفض الإنتاج، قطاع إنتاج النفط الصخري الأميركي، ولا سيما أن خفض الإنتاج من قبل "أوبك+"، والذي حصل خلال السنوات الأخيرة، جعل الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول المنتجة للنفط عالمياً خلال العام المنصرم.

وبذلك، تكون روسيا قد وجّهت صفعة لشركات قطاع النفط الصخري الأميركية، بما أن تلك الشركات ستكون عاجزة عن الإنتاج في ظلِّ الأسعار المنخفضة، نظراً إلى كلفة إنتاج النفط الصخري العالية، والتي تحتاج إلى أسعارٍ للنفط لا تقل عن 40 دولاراً.

المصدر: وكالات+إضاءات