لأول مرة منذ أكثر من عام، وتحديداً، منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في الجزائر الرافضة لترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، وما نجم عن تلك التظاهرات من تراجع بوتفليقة عن الترشح، وتدخل الجيش لفرض النظام، وإعلان شغور مقام الرئاسة، أحداث تكاد لا تحصى شهدتها الساحة الجزائرية، وجميعها كانت تتكامل مع وجود المحتجين والمنددين والمؤيدين في الشوارع، أما اليوم، فقد باتت خالية، والسبب كورونا، هو الفيروس المستجد كوفيد-19،الذي دفع روّاد الساحات الكبرى، من متظاهرين ومنظمين للحراك الجزائري، للإستجابة، لطلب رئاسي، بعدم التجمعات، بسبب سرعة تفشي الفيروس، والخوف من هكذا تجمعات قد تضخّم أعداد المصابين بالعدوى، "94 مصاب بفيروس كورونا في الجزائر حتى الآن"رغم أن الكثيرين ممن يتظاهرون، أسبوعياً، كانووا قد قرروا مسبقاً عدم التظاهر مؤقتاً، "لفترة لم يتم تحديداً، من المرجح أن تستمر لأسبوعين"، بسبب انتشار الفيروس في أكثر من 130 دولة حول العالم بسرعة قياسية، وهو ما وضع حداً مؤقتاً للشلالات البشرية المليونية، من الجزائريين، الذين يشاركون في المسيرات الشعبية الحاشدة، في كافة المدن والمناطق في البلاد، لا سيما في العاصمة، وهو ما أثبت أن الرئيس الجديد تبون، لا يمون، على الجزائريين كما هو حالة فيروس كورونا، والذي دفع المحتجين للبقاء في منازلهم مؤقتاَ، حرصاً منهم على صحة وسلامة جميع أبناء الوطن، ومو موقف جديد يسجل لصالح هذا الحراك السلمي، الذي يعتبر فريداً من نوعه في الوطن العربي، لجهة سلميته و وعيه وقدرته على تحقيق مطالب متظاهريه.