مع اعلان البيت الأبيض، عن قرب توقيع اتفاق بين ميليشيا قسد الإرهابية المنتشرة شمال شرق سوريا، و الجيش التركي، لابد أن تسعى القيادات السياسية في قسد للإستفادة من هذا الإعلان عبر الإستثمار السياسي، في العديد من المناورات المعتادة للميليشيا الإرهابية، حيث تلاشت "مؤقتاً" من وجهة نظر قسد، فكرة التقرّب السياسي مع دمشق، لكون الإتفاق الجديد المزمع عقده مع تركيا سينهي الخلافات الدامية المستمرة منذ أشهر طويلة، بين القوات التركية والفصائل الكردية، فضلاً عن كونه سيكون برعاية البيت الأبيض، على غرار الاتفاق الطالباني مع حكومة أفغانستان الموقع مؤخراً في قطر، وهو بحد ذاته أي "التوقيع" يعتبر جزءاً أساسياً من خطة تدويل القضية الكردية في سوريا، وهو ما تطمح إليه الفصائل الكردية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة و"اسرائيل".
ومن الأوراق الأخرى التي ستعمل قسد على إحيائها، هي ورقة أسرى تنظيم داعش الإرهابي، المسجونين في سجون محافظة الحسكة السورية، والواقعة تحت السيطرة الكردية المسلحة، حيث أعلن متحدث باسم قوات قسد أن سجناء من داعش قد سيطروا على الطابق الأرضي في سجن غويران الكبير في الحسكة، وبعدها قاموا بتنظيم عمليه هروب كبيرة منه، المتحدث الكردي، وعلى الطريقة الـ" ترامبية" غرّد عبر تويتر قائلاً: "إن قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف تتصدره وحدات حماية الشعب الكردية، بدأت عملية للقبض على الهاربين بينما أرسلت قوات الأمن تعزيزت لاستعادة السيطرة على الطابق الأرضي في سجن الحسكة"، في وقت تؤكد فيه منظمة هيومن رايتس ووتش، أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تحتجز نحو 12 ألف رجل وفتى، ينتمون لتنظيم داعش، بينهم 4000 أجنبي من حوالي 50 دولة.