ثقافة
"إِلَى سِيرِيسَ" .. شِعْرُ: الْأَدِيبُ بْنُ السَّالِمَيْن.
6 نيسان 2020 , 07:56 ص
                                    "إِلَى سِيرِيسَ" سَلَامِي إِلَى أُمِّي أَبِي ثُمَّ إِخْوَتِي   وَأَشْجَارِ بَلُوطٍ هَوَاهَا نَمَا بِيَا

                                    "إِلَى سِيرِيسَ"

سَلَامِي إِلَى أُمِّي أَبِي ثُمَّ إِخْوَتِي

 

وَأَشْجَارِ بَلُوطٍ هَوَاهَا نَمَا بِيَا

سَلَامِي إِلَى جَدِّي وَعَمِّي وَعَمَّتِي

 

سَلَامِي إِلَى خَالِي أَخُصُّ سَلَامِيَا

وَيَا خَالُ إِنْ مَرَّتْ شَنَانِيرُ قَرْيَتِي

 

عَلَيْكَ تَذَكَّرْ أَنَّ حَقًّا بِهَا لِيَا

وَسَلِّمْ عَلَى (الرَّأْسِ) الْحَزِينِ وَ(مِكْسَرِي)

 

دَبِيبُ هَوَاهَا ظَلَّ يَحْبُو مُنَاغِيَا

فَيَا (خَلَّةَ الرُّمَانِ) (وَالْوَردِ) هَلْ نَمَا

 

بِأَحْضَانِكُمْ زَهْرُ الرَّبِيعِ وَرَائِيَا

وَيَا (خِرْبَةَ الْآثَارِ) يَا مَلْعَبَ الْصِّبَا

 

وَيَا شَجَرَ الزَّعْرُورِ حُبِّي وَعِشْقِيَا

وَيَا (خَلَّةَ الشِّرْكِ) الَّتِي فِيكِ مَجْلِسِي

 

إِذَا مَا عَطِشْتِ الْيَوْمَ هَاكِ دِمَائِيَا

وَيَا أَيُّهَا (الْوَادُ) الَّذِي جَفَّ مَاؤُهُ

 

إِلَيْكَ عُيُونِي الْنَّبْعَ وَالْمَاءُ دَمْعِيَا

وَيَا (خَلَّةَ الْخِنْزِيرِ) هَلْ فِيكِ غَرَّدَتْ

 

طُيُورٌ أَمِ الْطَّيْرُ الْيَتِيمُ شَكَى لِيَا

أَلَا لَيْتَ فَدَّانِي أَمَامِي مُهَرْوِلا

 

وَيُبْصِرُ قُرْصُ الشَّمْسِ شَدْوِي غِنَائِيَا

وَلَمَّا وَصَلْتُ الْقَبْوَ أَوْثَقْتُ أَسْمَرًا

 

وَشَقْرَاءَ طَارَتْ يَا خَلِيلِي أَمَامِيَا

لَحِقْتُ بِمِصْرَارٍ وَشَوْكٍ أُرِيدُهَا

 

وَقَدْ نَزَفَتْ مِنْ دُونِ عِلْمِي دِمَائِيَا

وَدَاعَبْتُ شَقْرَائِي فَعَادَتْ مُطِيعَةً

 

وَسَارَتْ كَمَا أَهْوَى وَتَهْوَى إِزَائِيَا

رَجَعْتُ بِهَا لِلنِّيرِ أَرْبِطُهَا بِهِ

 

وَقُلْتُ عَلَى الرَّحْمنِ كُلُّ اتِّكَالِيَا

بَدَأْتُ أَشُقُّ الْأَرْضَ فِي كُلِّ لَهْفَةٍ

 

تُغَازِلُ أَثْلَامُ الْحِرَاثِ الدَّوَالِيَا

وَيَا لَيْتَنِي رَاعٍ أَفِيقُ مُبَكِّرًا

 

أَهُشُّ عَلَى الْأَغْنَامِ لِلْعُشْبِ سَاعِيَا

وَشِبَّابَتِي الصَّفْرَا تُرَاقِصُ صَبْوَتِي

 

يُدَغْدِغُ قَلْبِي عَزْفُهَا مُتَوَالِيَا

وَكَلْبَايَ وَالْمِرْيَاعُ صَاحِبَتِي الْعَصَا

 

رِفَاقِي وَكَانُوا عُدَّتِي وَعَتَادِيَا

أُشَبِّبُ لِلْأَغْنَامِ والطَّيْرِ والثَّرَى

 

وَلِلشَّجَرِ الْمَحْزُونِ يَبْكِي فِرَاقِيَا

وَأَحْتَضِنُ الْأَغْصَانَ مِنْ بَعْدِ غَيْبَةٍ

 

أَنَامُ عَلَى (الرُّجْمِ الطَّوِيلِ) لَيَالِيَا

وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ كُنْتُ فِي السَّهْلِ سَارِحًا

 

وَإِذْ بِغَزَالٍ مَرَّ كَالْبَرْقِ جَارِيا

فَهَمَّتْ كِلَابِي أَنْ تَقُومَ بِإِثْرِهِ

 

فَقُلْتُ دَعُوهُ يَنْطَلِقْ يَا كِلَابِيَا

وَبَعْدَ قَلِيلٍ عَادَ ظَمْآنَ لَاهِثًا

 

لَقَدْ كَسَّرُوا ضِلْعِي وَلَوْحِي وَسَاقِيَا

وَأَجْلَسْتُهُ جَنْبِي وَإِذْ بِثَلَاثَةٍ

 

وَكُلٌّ بِهِمْ قَدْ صَاحَ صَيْدِي غَزَالِيَا

فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا الْقَطِيعُ تَخَيَّرُوا

 

وَلَا تَأْمَلُوا أَنْ تَسْتَبِيحُوا جِوَارِيَا

وَعَالَجْتُهُ فِي كُلِّ حِرْصٍ وَرَأْفَةٍ

 

وَأَطْلُبُ مِنْ رَبِّي جَزَائِي ثَوَابِيَا

وَصَارَ مَعَ الْأَغْنَامَ يَرْعَى مُنَعَّمًا

 

أَمِينًا وَلَا يَخْشَى الْوُحُوشَ الضَّوَارِيَا

وَإِنِّي لَتَوَّاقٌ لِقَوْلِكَ سَيِّدِي

 

قُبَيْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فِينَا مُنَادِيَا

كَرِيمٌ مُجِيبُ السَّائِلِينَ إِلَاهُنَا

 

أَظَلُّ مِنَ الرَّحْمَنِ لِلْعَفْوِ رَاجِيَا

فَأَذِّن وَقُلْ: اللهُ أَكْبَرُ سَيِّدِي

 

بِصَوتٍ حَنُونٍ خَاشِعٍ ظَلَّ عَالِيَا

وَبِالْمَسْجِدِ الْمَعْمُورِ قَلْبِي مُعَلَّقٌ

 

أُصَلِّي مَعَ الشِّيخَانِ أُحْيِي الَّليَالِيَا

وَأَبْكِي صَغِيرًا لِلشُّيُوخِ مُقَلِّدٌ

 

وَتَجْرِي عَلَى خَدِّي الدُّمُوعُ سَوَاقِيَا

وَكَانَ أَبِي و(الشَّيْخُ حِلْمِي) شَوَاهِدٌ

 

وَهَلْ يُدْرِكُ الطِّفْلُ الصَّغِيرُ الْمَعَانِيَا

وَيَا مَسْجِدِي الذِّكْرى إِلَيْكَ تَشُّدُّنِي

 

زَمَانٌ مَضَى قَدْ كُنْتُ فِيكَ مُصَلِّيَا

لَقَدْ رَاقَنِي طَيْرٌ فَبَارَكْتُ سَيْرَهُ

 

يُرِيدُ بِلَادِي مُسْرِعًا وَدِيَارِيَا

فَأَوْقَفْتُهُ بِاسْمِ الذِّي هُوَ بَيْنَنَا

 

وَمِلْتُ إِلَيهِ يَا أُخَيُّ مُنَاجِيَا

تَمَهَّل أَيَا طَيْرِي لَدَيَّ وَصِيَّةٌ

 

لِتَحْمِلَهَا مَا دُمْتَ لِلدَّارِ سَارِيَا

عَلَى دَارِنَا يَا طَيْرُ قِفْ وَابْكِ دَمْعَةً

 

جَعَلْتُ لَهَا قَلْبِي وَحُبِّي وَنَفْسِيَا

وَهَلْ غُرْفَتِي مَازَالَ فِيهَا ضُيُوفُهَا

 

أَمِ الطَّابِقُ الْعُلْوِيُّ أَصْبَحَ خَالِيَا

وَنَمْ بَيْنَ أَهْلِي أَيُّهَا الطَّيْرُ لَا تَخَفْ

 

لَقَدْ حَرَّمُوا أَكْلَ الْلُّحُومِ وَرَائِيَا

وَحَلِّقْ عَلَى الْوِدْيَانِ والسَّهْلِ والرُّبَى

 

وَهَاكَ عُيُونِي فَهِيَ تَهْوَى التَّلَاقِيَا

وَسَلِّم عَلَى سِيرِيسَ يَا طَيْرُ كُلِّهَا

 

وَلَا سِيَّمَا الْجِيرَانَ صَحْبِي وَأَهْلِيَا

وَخُصَّ أَبَا سُفْيَانَ وَالْعَمَّ فَارِعًا

 

فَإِنَّ لَهُ فِي النَّاسِ قَوْلًا مُدَوِّيَا

عَنِ الْبِئْرِ وَالْأَفْعَى وَذِيبٍ وَخَلَّةٍ

 

وَسَيْفٍ صَقِيلٍ مَا نَبَا ظَلَّ مَاضِيَا

     

 

شِعْرُ: الْأَدِيبُ بْنُ السَّالِمَيْن.

المصدر: وكالات+إضاءات