من خبايا التاريخ, ماذا حدث قبالة بحر جدة, من مذكرات المناضل الراحل غالب هلسا.
أخبار وتقارير
من خبايا التاريخ, ماذا حدث قبالة بحر جدة, من مذكرات المناضل الراحل غالب هلسا.
رئيس التحرير
7 نيسان 2020 , 04:58 ص
عند ذكر المناضل غالب هلسا تعود الذاكرة بعارفيه لتاريخ مليئ بالتضحية والنضال, تاريخ  مجيد لمناضل صلب وأديب متميز انتصر للحق والحقيقة والانسان بآن معاً, فلقد عانى هلسا ما عاناه ايماناً منه بمبادئه والقي

عند ذكر المناضل غالب هلسا تعود الذاكرة بعارفيه لتاريخ مليئ بالتضحية والنضال, تاريخ  مجيد لمناضل صلب وأديب متميز انتصر للحق والحقيقة والانسان بآن معاً, فلقد عانى هلسا ما عاناه ايماناً منه بمبادئه والقيم والمثل التي آمن بها, سنضيئ بإضاءات بمقال منفرد عن سيرته وتاريخه وأدبه بوقت لاحق حيث أننا  نقتبس بعضاً من شهادته في حادثة هامة حصلت في العام 1982 أثناء رحيل الفلسطينيين من بيروت وتعرضهم لظرف صعب قبالة ميناء جدة.

 الرواية رواها المناضل الأردني غالب هلسا في مقدمته لكتاب "الانتفاضة الفلسطينية الكبرى" للكاتب عبد الهادي النشاش, ورد فيها:

"أذكر أننا غادرنا بيروت بعد الحصار على ظهر السفن اليونانية كنت على ظهر واحدة من السفن المتجهة الى عدن وعندما أصبحت السفينة قرب ميناء جدة تبين أن ما لدينا من الماء والطعام لا يكفي لأكثر من يوم واحد كان ما يزال أمامنا سفر خمسة أيام على الأقل اتصل قبطان السفينة بميناء جدة وطلب شراء كميات طعام وماء تكفي 537 راكبا وتوقع قبطان السفينة ردًا سريعًا ومرحبًا فهؤلاء المقاتلون الخمسمائة والسبعة والثلاثون مضى عليهم ثلاثة شهور وهم يقاتلون داخل بيروت في ظروف بالغة الصعوبة فقد قام الغزاة وحلفائهم الكتائبيون بقطع الماء والكهرباء وإمدادات الطعام عنهم فعاشوا ظروفا مفجعة لكن الرد من حاكم جدة أدهش القبطان قال حاكم جدة إنه لن يزودنا بقطرة ماء واحدة ماذا كان يعني ذلك كانوا المقاتلون مرهقين وهم بحاجة حقيقية الى الغذاء والراحة وكان انقطاع الماء فاجعا لأن درجة الحرارة كانت أربعة وأربعين مئوية لهذا كان اعتذار حاكم جدة عن تزويدنا بالماء يعني الموت للمقاتلين قام القبطان بالاتصال مع رئيس الوزراء اليوناني الذي اتصل بدوره مع الإدارة الأمريكية بعد ساعات قليلة رأينا إحدى سفن الأسطول السادس الأمريكي تقترب وتتصل بسفينتنا وتقول إن ما قام به حاكم جدة، منافٍ لقوانين أعالي البحار وأن الأسطول الأمريكي على استعداد لتزويدنا بالماء والطعام بدون مقابل رفض المقاتلون العرض الأمريكي بالطبع المفارقة التي تستحق التأمل أنه قبل شهور قليلة من هذا التاريخ اصطدم زورق إسرائيلي بالشاطئ السعودي وتبدى الكرم العربي واضحا عندما تم تزويد الزورق بالطعام والماء وعندما سمح للفنيين الإسرائيليين بإجراء الإصلاحات وسحب القارب إلى ميناء إيلات وهكذا نسي حاكم جدة قوانين أعالي البحار حين تعلقت بالمقاتلين الفلسطينيين ولكنه تذكرها جيدا عندما تعلقت المسألة بالزورق الإسرائيلي

غالب هلسا

المصدر: وكالات+إضاءات