بلغت الحرب السعودية التركية ذروتها غير العسكرية وعلى جميع الأصعدة، وشكل الإعلام، السلاح الأكثر فتكاً والذي تتقن كلتا الدولتين استخدامه جيداً لتسويق المشروع الذي تسعى لتحقيقه.
وقد لاقى قرار شبكة قنوات “إم بي سي” بخصوص وقف بث المسلسلات التركية، الكثير من الجدل والتساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا القرار المفاجئ، خصوصاً وان هذه الشبكة شكلت المهد الأساسي الذي روج لهذه المسلسلات والتي استطاعة الوصول إلى كل بيت عربي.
ورغم الضجيج الذي رافق القرار الاعلامي للشبكة السعودية الأشهر، لكن الباحث في تداعيات انتشار المسلسلات التركية والنتائج المبهرة التي حصدتها أنقرة، يمكن له بوضوح معرفة أو تبرير مثل هذا القرار.
ولعل السبب الأبرز لرفع سيف محاربة المسلسلات التركية، هو تمكن تركيا من استخدامها كوسيلة أو كقوة ناعمة تمكنت من السيطرة على العقول العربية ودفعهم للإعجاب بالنموذج التركي المتحضر والجميل، وتمرير الفكر العثماني المتناسب جيداً مع المشروع الأردوغاني الذي تحول إلى مشروع مسلح في العديد من المناطق العربية والمقال السوري هو خير دليل.
كما شكلت المسلسلات التركية وسيلة للترويج السياحي وأصبحت تركيا الوجهة السياحية الأولى لدول الخليج ما انعكس ازدهارا استثمره أروغان جيداً، هذا عدا عن أن القنوات التركية لم تكن بالمقابل تعرض مسلسلات العربية أو تروج لها لإدراكها جيداً نتائج مثل هذه الخطوة.
الحديث عن الأسباب التي دفعت شبكة قنوات “إم بي سي" m b c ، يطول لكن الاستعانة بالمسلسلات الهندية تبدو ناجحة حتى اللحظة فيما تبقى الساحة الاعلامية بانتظار المزيد من الخطوات من قبل كلا البلدين على طريق انتصار مشروع ضد آخر.