حالة من السخط تركها إصرار قناة mbc على عرض المسلسل الكويتي التطبيعي "أم هارون"، حيث لقي المسلسل هجوماً منقطع النظير من المتابعين الذين طالبوا بملاحقة ومحاسبة من أنتج، ومن أخرج، ومن بث ومن مثل فيه، ولم يجرؤ أحد على مدح او الدفاع عن المسلسل، ليأتي الدعم فقط من "إسرائيل" التي وصف المتحدث باسم جيشها المهاجمين للمسلسل بـ"المفسدين".
ومسلسل "أم هارون"، الذي تعرضه شاشة "إم بي سي" في رمضان يروي قصة سيدة يهودية ذات أصول تركية، تنقلت بين إيران والعراق قبل أن تستقر في البحرين عام 1937، حيث عملت في عام 1940 في مستشفى النعيم في مجال التمريض، وخاصة في توليد النساء، وكانت هذه السيدة تلقّب "أم جان" أو "أم هارون".، ويصور المسلسل العلاقات بين المسلمين والمسيحيين والجالية اليهودية في الخليج في الأربعينات، وما قيل الظلم والتمييز الذي عاناه المجتمع اليهودي خلال ذروة الحركة الصهيونية والنكبة، والعنصرية والتمييز المنهجي الذي واجهوه في إسرائيل بعد طردهم من وطنهم.
المسلسل وحتى قبيل عرض الحلقة الأولى منه قوبل بجدل على مواقع التواصل الاجتماعي واتهامات بالتمهيد للتطبيع، وخرجت حملات مناهضة لعرضة وتدعو لمقاطعة العمل، الذي يمثل ستاراً لرغبات "التطبيع مع إسرائيل".
القيادي في حركة حماس باسم نعيم رئيس حملة المقاطعة الفلسطينية اعتبر أن مسلسل "أم هارون" ليس فناً تطبيعياً، "بل هو جريمة تاريخية، وغسيل أفكار وقيم يحاول الإسرائيليون تمريرها منذ عقود"، واصفاً المسلسل بالعدوان الثقافي.
وتساءل أحد المغردين عن "الأهداف المستفادة من مسلسل يحكي قصة يهودية تعاني في الخليج؟ هل تبث إسرائيل مسلسلات عن قصة مسلم في سجونها، أو بيت هدمته على أصحابه لمستوطنيها، أو قصة آلاف الأسر الفلسطينية التي مزقت أجسادهم طائراتها؟ هل تتفاخر شاشاتها بمنظر محمد الدرّة وهي تُمطره بالرصاص؟".
حالة الرفض التي قوبلت من القبل المشاهدين للمسلسل سمعت أصداءها سريعاً في إسرائيل ليدخل الناطق بلسان جيشها افيخاي ادرعي على خط الدفاع عن عرض المسلسل وأشاد بتصريحات الممثلة الكويتية حياة الفهد التي أكدت فيها على "أن اليهود كانوا موجودين في كل مكان وأن الكويت فيها ديانات كثيرة".
ودافع أدرعي عن الممثلة الفهد معتبرا أنها تتعرض لحملة انتقادات جديدة ممن وصفهم بـ"المفسدين"، وأضاف "كالعادة تعرضت الفنانة القديرة حياة الفهد لانتقادات أصحاب نظرية المؤامرة، الذين ينظرون إلى كلمة تطبيع كشتيمة، ويفضلون المسلسلات العنصرية التي تروج الأكاذيب المعادية للسامية التي عادة تعرض في شهر رمضان".
