في إطار تطورات الموقف الميداني في بلدة يعبد الصامدة، اقتحم جيش الاحتلال بأكثر من 50 آلية البلدة، وانتشرت قوات الاحتلال بآليات كثيرة في شوارع البلدة في إطار الهجمة التي تنفذها عقب مقتل جندي من وحدة جولاني بحجر فجر الثلاثاء في البلدة. وحولت تلك القوات 30 ألف مواطن في البلدة الواقعة جنوب غربي محافظة جنين شمالي الضفة الغربية إلى رهائن لإرهابها الرسمي، وسياسة العقاب الجماعي التي تنفذها، وأكد تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال تستبيح البلدة منذ فجر الثلاثاء (13-5) وتقترف بها انتهاكات مركبة تندرج في إطار سياسة العقاب الجماعي بموجب قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وذكر المرصد الحقوقي الدولي -مقرّه جنيف- أنّ الاعتداءات الإسرائيلية جاءت تكريسًا لسياسة العقاب الجماعي بعد إعلانها مقتل أحد الجنود الإسرائيليين بعد استهدافه بحجر ألقي من سطح إحدى البنايات خلال حملة دهم واعتقال نفذتها القوات الإسرائيلية فجرًا في بلدة يعبد.
ويتحدث تقرير الأورومتوسطي عن 10 أنماط من الانتهاكات ارتكبتها قوات الاحتلال منها الاستخدام المفرط للقوة، وترويع المدنيين خلال عمليات الاقتحام، وتخريب محتويات المنازل، واحتجاز المدنيين بما في ذلك عائلات بأكملها، والحط من الكرامة الإنسانية، والتعذيب، والمعاملة غير الإنسانية، والاعتقال، وحصار البلدة فضلًا عن سياسة العقاب الجماعي.
ووفق حصيلة أولية غير نهائية اعتقلت قوات الإحتلال نحو 26 مدنيًا فلسطينيًا، منهم امرأتان، و6 أطفال، وأصابت 3 آخرين بجراح، أحدهم بالرصاص و2 بالأعيرة المعدنية، فضلًا عن إصابات العشرات بحالات اختنا. كما اعتقلت سكان منزل ادعت أنه استخدم لإلقاء الحجر تجاه الجندي. والمعتقلون من عائلة عصفور وهم 14 فردًا، عبارة عن 4 أسر، مع أبنائهم، وضمنهم امرأتان و6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 – 17 عامًا، وضمنهم فتاتان. ولم يبق في المنزل إلاّ الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات. كما عرف من الاسماء: أحمد دعمس قبها، وهيثم فريد أبو بكر، ومرسيل باسم لطفي أبو بكر، ونظمي أبو بكر وزوجته سهيلة، ونجلته إيمان، وحفيدهما علي، وأربعة أشقاء وهم: محمد، وثابت، وباسل، ورأفت عطية أبو بكر، وربحي محمد يونس أبو بكر وزوجته نجود، ونجليه محمد وخالد وأحمد، وأنس كامل أبو شملة وشقيقه يزن.
كما استجوبت قوات الاحتلال الصهيوني عددا كبيرا من المواطنين في حي السلمة في بلدة يعبد جنوب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما تواصل المداهمات عقب مقتل جندي في البلدة فجر اليوم. وقالت مصادر محلية لمراسلنا إن جنود الاحتلال حققوا ميدانيا مع عشرات المواطنين فيما يفتشون المنازل بيتا بيتا في الحي المذكور، ويحققون مع جميع المواطنين حول المهاجمين. وأضافت أن جنود الاحتلال يصادرون تسجيلات كاميرات المراقبة فيما ترافقهم كلاب بوليسية وسط انتشار أعداد كبيرة من جنود الاحتلال.
وانطلقت دعوات في يعبد تطالب المواطنين بالمبادرة لحذف تسجيلات كاميرات المراقبة قبل أن يصل إليها جيش الاحتلال، في حين تشهد البلدة حالة من منع التجول في المنطقة. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة لبلدة يعبد ومحيطها، ونشرت حواجزها بشكل واسع في المنطقة الممتدة من مدخل كفيرت لحاجز دوتان للمدخل الشرقي للبلدة.
ونفذت قوات الاحتلال ثلاثة اقتحامات كبيرة قبل أن تنفذ اقتحاما رابعا فجر اليوم الأربعاء نفذت خلالها عمليات دهم واسعة وشرعت بإغلاق الطرق لفرض حصار على البلدة.
وتقع بلدة يعبد على مسافة 18 كم إلى الغرب – الجنوب الغربي من جنين، وهي ذات موقع أثري يحتوي على أساسات ومدافن وصهاريج منقورة في الصخر وقطع معمارية قديمة. وتقع البلدة فوق ربوة متوسطة الارتفاع من جبال جنين ترتفع نحو 380م عن سطح البحر. وتنحدر أراضيها تدريجيا نحو الغرب.
وتجثم على أراضي البلدة 7 مستوطنات هي: "مابودوثان 1"، و"مابودوثان 2"، و"حرميش"، و"شاكيد"، و"حنانيت"، و"ريحان"، و"تل منشيه". كما يعزل جدار الضم والتوسع العنصري ما يزيد عن 20% من أراضيها، عدا عن الشوارع الالتفافية التي تعزل آلاف الدونمات".
ويبلغ عدد سكان بلدة يعبد وقراها أكثر من 30 ألف نسمة، وتضم 11 قرية، منها أربع قرى داخل الجدار وهي: برطعة، وخربة عبدا لله اليونس، وظهر المالح، وأم الريحان، وخربة الردعية، والتي تحتوي محمية "عمرة"، أكبر محمية طبيعية في الأراضي الفلسطينية
نواف الزرو
[email protected]