منارات مضيئة في تاريخ المقاومة ضد العدو الصهيونيّ, بطلاها لبنانيان آمنا بالحق والعدالة فانتصرنا لفلسطين, الانتصار لفلسطين هو انتصار للحق والعدالة والإنسانية, هو انتصار لوطن واحد قسمه الاستعمار, فلبنان وفلسطين هما بضع منه ولا انفكاك بين فلسطين وسوريا ولبنان والاردن, فالبلد واحد, أما جنرالات الإستعمار فمصيرهم الى مزبلة التاريخ.
في عام 1982اغتالت البطلة جاكلين أسبر ضابطا في الموساد الصهيوني في وسط باريس, وفشل الموساد في الوصول اليها وحكمت عليها المحكمة الفرنسية غيابيا بالسجن المؤبد ولكنها تمكنت من العودة الى لبنان, حيث تنقلت وبحذر في المخيمات الفلسطينية .
وُلدت المناضلة جاكلين اسبر في العام 1959 ببلدة “جبرايل عكار”، وتُعتبر واحدة من مؤسسي الفصائل المسلحّة الثوريّة اللبنانيّة التي شاركت بعملياتٍ نوعيّةٍ ضدّ أهدافٍ صهيونية وأمريكيّةٍ في العالم إلى جانب رفقاء لها في الفصائل، خاصّةً عميد الأسرى في العالم جورج إبراهيم عبد الله الذي ما زال يقبع في سجنٍ فرنسيٍّ حتى اليوم، وكانت مقربة جدا من البطل فؤاد الشمالي والشهيد كمال خير بك .
انطلقت جاكلين من بلدتها لتنضّم فيما بعد إلى صفوف الثوريين، وخصوصًا أنّها آمنت بقضية فلسطين كقضيّةٍ مركزيّةٍ لا يُمكن أنْ تتحرر إلّا بالقوة، إذْ لا يفل الحديد إلّا الحديد ومواجهة النار بالنار.
اليوم، وبعد مرور أكثر من 38 عامًا على عمليتها البطولية، يُمكن القول والفصل والجزم أيضًا إنّ الفدائيّة التي قامت بتنفيذ عملية الاغتيال في قلب عاصمة الأضواء، رحلت من هذه الدنيا الفانية، دون أنْ تتمكّن المخابرات 'الإسرائيليّة" والغربيّة النيل منها. ماتت بعيدةً عن الضوضاء والأضواء، رحلت جاكلين أسبربصمتٍ وهدوءٍ.وهي التي عُرفت عالميًا باسمها الحركيّ “ريما”.
رحلت جاكلين، ولكنّ رفيقها جورج عبد الله ما زال يقبع في السجون الفرنسيّة. وكانت الإدارة القضائيّة الفرنسيّة المتخصصة في تنفيذ الأحكام قد أصدرت قرارًا بالموافقة على إطلاق سراحه، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003، إلّا أنّ وزارة العدل الفرنسية عطّلت ذلك حتى الآن.
تحية لشجاعتها ولبطولتها ولروحها السلام وتحية للبطل جورج عبد الله صاحب الارادة الفولاذية والمبادئ السامية ...