في مفاجئة للكثيرين ، من المراقبين الإعلاميين والسياسيين في أوروبا ، فاز حزب يميني إسباني متطرف ومعادٍ للعرب والمسلمين والمهاجرين ولعضوية اسبانيا في الاتحاد الاوروبي واسمه حزب صوت الشعب ( Vox ) ، فاز هذا الحزب باربعة وعشرين ( ٢٤ ) مقعدا في البرلمان الإسباني الجديد ، اَي ما نسبته ١٠،٢٦٪ من أصوات الناخبين ، وذلك بتاريخ ٢٨/٤/٢٠١٩.
وكان هذا الحزب قد تأسس بتاريخ ١٧/١٢/٢٠١٣ ، من قبل احد أعضاء حزب الشعب الإسباني المحافظ انذاك وهو الييخو فيدال قادراس Alyejo Vidal Qadras والذي كان عضوا في البرلمان الاوروبي ونائبا لرئيسه في ذلك الوقت .
كما كان هذا البرلماني الاوروبي ، الإسباني الجنسية ، صديقا لمنظمة مجاهدي خلق الايرانيه ويلتقي زعماؤها باستمرار ويشارك في معظم نشاطاتها . وقد قامت هذه المنظمه باطلاق حملة جمع تبرعات لهذا الحزب الجديد يوم تم تسجيله رسميا ، كحزب سياسي ، في مدريد وذلك بتاريخ ١٧/١٢/٢٠١٣ ، حيث بدأ أنصار هذه المنظمه في أوروبا والولايات المتحدة بتحويل تبرعات بشكل فردي ، تراوحت قيمة التحويل الواحد منها بين ستين دولارا وخمسة وثلاثين الف دولار ٦٠- ٣٥٠٠٠$ .وقد وصل اجمالي ما تم تحويلها الى حسابات هذا الحزب انذاك ( ٩٧٢،٠٠٠ يورو ) تسعمائة واثنين وسبعين الف يورو .
وهذا ما اعترف به مؤسس الحزب ، الييخو فيدال قادراس ، لصحيفة إلباييس ( Elpais ) الإسبانية والذي تم نشره فيها قبل ايّام .
كما ان منسق شؤون مكافحة الاٍرهاب في الخارجيه الاميركيه ، السفير دانييل بنجامين ، قد كتب مقالا في مجلة بوليتيكو ماغازين الاميركيه Politico Magazine ، بتاريخ ٢٣/١١/٢٠١٦ ، قال فيه ان مجاهدي خلق قد استقطبت العديدين من الساسة والنواب الاميركيين لصالحها ، مثل جون بولتون مستشار الرئيس ترامب حاليا لشؤون الامن القومي ، ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني ، ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي السابق لويس فريه Louis Freeh وقائمة طويلة غيرهم ، حيث كانت تدفع لكل منهم عشرين الف دولار مكافأة لكل مشاركة لاي منهم في نشاطات المنظمه المختلفه .
وهو بكلامه هذا يشير بكل وضوح الى ان منظمة مجاهدي خلق لا تملك كل هذه الامكانيات الماديه لتمويل كل هذه النشاطات .
الامر الذي اكدته مجلة فورين بوليسي الاميركيه ، على موقعها الالكتروني بتاريخ ٢٧/٤/٢٠١٩، عندما نقلت عن المنشق عن منظمة مجاهدي خلق ، والمسؤول الامني السابق فيها ، مسعود خوداباندي ، قوله انه ذهب الى الرياض ، أوائل تسعينيات القرن الماضي ، واستلم من ضباط مخابرات سعوديين ، عندما كان تركي الفيصل رئيسا لجهاز المخابرات السعودي ، ثلاثة شاحنات مليئة بسبائك الذهب والتي قمت بنقلها الى الاْردن وبيع الذهب هناك لصالح منظمة مجاهدي خلق .
وهو ما أكده للمجلس المنشق الايراني الاخر عن منظمة مجاهدي خلق ، عضو القياده حسن حيراني ، الذي أعلن انشقاقه عام ٢٠١٨ ، حيث قال لفورين بوليس ، في معرض رده على سؤال لها حول مصادر الاموال التي تبرعت بها مجاهدي خلق للحزب اليميني الإسباني مؤخرا ، ولغيره من الأحزاب والمنظمات اليمينية الاوروبيه ، التي يشرف على تشغيلها وتحريكها ضابط البحريه الاميركيه السابق ، ستيف بانون Steve Bannon ، والذي عينه ترامب كبير مستشاريه الاستراتيجيين سنة ٢٠١٧ ، قال حسن حيراني مجيبا :
انها بلا ادنى شك السعوديه . فمنظمة مجاهدي خلق ليست الا أداة تنفيذيه بينما الممول الحقيقي لكل هذه الأحزاب
والتنظيمات هو السعوديه .
بينما قال مدير مكافحة الارهاب السابق في الخارجيه الاميركيه ، السفير دانييل بنجامين ، مجيبا على نفس السؤال : البعض يقول ان دول الخليج هي من يقف خلف الدعم الذي يقدم باسم منظمة مجاهدي خلق .
علما ان ستيف بانون هذا كان قد التقى مسؤولي حزب صوت الشعب اليميني الإسباني المتطرف ، المسمى صوت الشعب ( Vox ) ، عدة مرات في واشنطن وفي عواصم أوروبيه عده .اضافة على انه كان يعمل على مساعدة هذا الحزب لتحقيق انتصاره في الانتخابات الإسبانية ، التي جرت قبل ايّام وحصل فيها هذا الحزب على ٢٤ مقعدا في البرلمان الإسباني ، وذلك حسب ما جاء في مقال للكاتب بابلو باردو Pablo Pardo نشر يوم ٢٧/٤/٢٠١٩ على موقع مجلة فورين بوليسي الاميركيه .
العلامة الفارقة في كل ما تقدم هو ان السعودية مستعدة لصرف مالها في اي ساحة تريدها واشنطن وعلى ايد اقذر التنظيمات الارهابية ، المهم انها ترضي ترامب وتناكف طهران ..!
وبعد ذلك فليكن الطوفان...!
لكن السحر سينقلب على الساحر مهما طال الزمان..!
بعدنا طيبين قولوا الله