"قُدْسِي حَيَاتِي كِتَابِي دَفْتَرِي قَلَمِي"
يا قُدْسُ عَيْشِي عَذَابٌ بَعْدَ غُرْبَتِنَا
وَلَازَمَ الْقَلْبَ دَاءٌ حَسْرَةٌ أَلَمُ
سَاكَنْتِ نَفْسِي وَأَنْفَاسِي حَبِيبَتَنَا
كُحْلُ الْعُيُونِ وَعِنْدَ النُّطْقِ أَنْتِ فَمُ
يَا قِبْلَتِي فِي صَلَاتِي أَنْتِ كَعْبَتُنَا
وَزَمْزَمِي إِنْ أَرِدْ أَمْوَاهَهُ نَهِمُ
زَيْتُونُ قُدْسِيَ بَدْرٌ دَائِمٌ أَبَدًا
فَلَا هِلَالٌ وَلَا عَتْمٌ وَلَا ظُلَمُ
مَنْ ذَاقَ كَعْكَكِ لَا جُوعٌ وَلَا ظَمَأٌ
شَبْعَانُ رَيَّانُ لَا عِيٌّ وَلَا هَرِمٌ
نَبْعُ الْحَنَانِ وَجَنَّاتٌ تُرَاوِدُنِي
وَعَرْضُهَا وَبُحُورَ الشِّعْرِ تَنْسَجِمُ
يَنْدَاحُ صّدْرُكِ لِلْجَوْعَى فَيُشْبِعُهُم
وَحُبُّ قُدْسِي بِهِ بِاللهِ نَعْتَصِمُ
خُوَّانُ يُوسُفَ أَعْرَابٌ وَنَفْطُهُمُ
مِثْلُ الدَّوَاعِشِ أَمْرِيكَا لَهُمْ صَنَمُ
مَهْدُ الرِّسَالَاتِ ذَاتُ الْحُسْنِ عَاصِمَتِي
مَهْدُ النَّبِيِّينَ مَا زَلَّتْ لَهُمْ قَدَمُ
قُلْ لِلْصَّهَايِنَةِ الْأَنْجَاسِ مَوْعِدُكُمْ
صُبْحٌ أَغَرُّ تُرَى آثَارُكُمْ عَدَمُ
وَحِينَ أَجْمَعُ طُلّابِي أُعَلِّمُهُمْ
فَأَنْتِ بَوْصَلَتِي كُوفِيَّتِي عَلَمُ
وَبِي عُبُوسٌ وَحُزْنٌ لَا يُفَارِقُنِي
كَأَنَّهُ آيَةٌ فِي الْوَجْهِ تَرْتَسِمُ
يَا قُدْسُ أُقْسِمُ أَنِّي مَا ابْتَسَمْتُ وَلَا
نَظَرْتُ حَتَّى إِلَى مَنْ كَانَ يَبْتَسِمُ
وَإِنْ فَعَلْتُ وَقُدْسِي عَيْشُهَا ضَنَكٌ
فَقَدْ تَبَرَّأَ مِنِّي السَّيْفُ وَالْقَلَمُ
لَيْلَايَ يَا قُدْسُ يَا عِشْقِي وَبَوْصَلَتِي
إِذَا عَقَقْتُكِ عَقَّتْ سَاقِيَ الْقَدَمُ
وَعَانَدَ الشِّعْرُ مُوسِيقَا وَقَافِيَةٌ
قَصَائِدِي وَقَلَانِي الْعُرْبُ وَالْعَجَمُ
أَصِيرُ عِلْجًا مِنَ الْأَعْرَابِ يُنْكِرَنِي
جَدُّ الْحُسَيْنَيْنِ وَالْأَخْلَاقُ وَالْكَرَمُ
وَارْتَجَّ قَبْرُ أَبِي ثَارَتْ حِجَارَتُهُ
مُحْمَرَّةٌ وَجْنَتَاهَا نَارُهَا حِمَمُ
عَلَى الْمُطَبِّعِ وَالْأَعْرَابِ غَاضِبَةٌ
نِيَاقُكُمْ رَمْلُكُمْ عِمْلَاقُكُمْ قَزَمُ
وَفِي صَلَاتِي إِلَى الْأَقْصَى وَكَعْبَتِنَا
وَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى الْحَرَمَيْنِ لَا حَرَمُ
يَا مَرْيَمِي أُمَّ عِيسَى الرَّبُ بَارَكَهَا
أُمُّ الْأَئِمَّةِ بِنْتُ الْمُصْطَفَى فُطَمُ
يًا قُدْسُ يَا طُهْرُ يَا شَمْسِي وَيَا قَمَرِي
إِذَا شَكَوْتِ تَنَادَى فِي الْعُرُوقِ دَمُ
أَغُضُّ طَرْفِي إِذَا الزَّيْتُونُ عَاتَبَنِي
وَالتِّينُ وَالْلَّوْزُ وَالدَّحْنُونُ وَالرُّضُمُ
لَمَّا سِلَاحِي خَلَا مِنْ لَثْمِ أُنْمُلَتِي
جَافَى بَيَانِي بَدِيعُ الشِّعْرِ وَالْكَلِمُ
يًا قُدْسُ أَنْتِ عَبَاءَاتٌ تُلَازِمُنِي
إِذَا شَكَوْتُ فَكَلْمِي بَيْنَنَا حَكَمُ
وَكَيْفَ أَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ أَجْهَلُنِي
لَا يَوْمَ لَا أمْسَ لَا آتٍ وَلَا قِدَمُ
حَتَّى جَوَادِي شَكَانِي ثُمَّ أَنْكَرَنِي
وَقَدْ تَدَاعَى عَلَيَّ الْهَمُّ وَالْهَرَمُ
فَالْقُدْسُ أُمِّي أَبِي عَيْنَايَ عَاصِمَتِي
قَلْبِي وَفِكْرِي نَشِيدِي رَايَةٌ عَلَمُ
الْقُدْسُ قِبْلَتُنَا الْأُولَى وَدَارَتُنَا
وَأُخْتُ مَكَّةَ لَكِنْ مَا بِهَا صَنَمُ
وَيَوْمَ نَرْجِعُ لِلْأَقْصَى نَسُودُ بِهِ
يَحِقُّ لِي مِثْلُ بَاقِي النَّاسِ أَبْتَسِمُ
شِعرُ: أَبُو الْفَواطِمْ