سيد التحرير والحماية والدفء\ غالب قنديل
مقالات
سيد التحرير والحماية والدفء\ غالب قنديل
غالب قنديل
27 تشرين الثاني 2021 , 20:34 م


كلمة سماحة السيد نصرالله هي كالعادة في قلب الحدث تواكب هموم الشعب والوطن وترسم اتجاه الخلاص بمبادرات هجومية بناءة بعيدا عن الاستعراض بل بالتواضع والحكمة اللذين يسمان سلوك ومنهج هذا القائد الشجاع المضحي والقدوة لشعبه وامته في حمل المسؤوليات ورعاية الشأن العام وملاقاة النبض والوجدان الشعبي وهو منارة مشعة وملهمة وعقل ابتكار وابداع في السياسة والاقتصاد وفي الإدارة الاستراتيجية العليا لمعارك المصير التي يخوضها بكل الحزم والبأس مع رفاقه الشجعان والمضحين في سبيل بلدهم وأمتهم من قادة وكوادر ومجاهدي حزب الله وأنصاره.

حول السيد نصر الله رصيد المقاومة وشهدائها إلى رافد إنقاذ وإسعاف في زمن كارثي خانق وشديد الصعوبة وينبري كعادته طلائعيا مصمما على كسر الحواجز وسحق العقبات التي تعترض طريق إنقاذ البلد بعد انهيار خطير هو حصاد نهج سياسي واقتصادي ومالي كان السيد المجاهد ورفاقه في مقدمة ناقديه ومعارضيه ولم يقعدوا عن الواجب مع حلول الكارثة واقتحموا بمنطقهم العلمي وبترفعهم الأخلاقي مجالات لم يسبق لهم أن تعاطوا بها من قبل والكل يعلم انه عندما تحركت احزاب كبرى لتؤسس شركات محروقات خاصة بها وتحاصت السوق كان حزب الله خارج الحسبة كلها عازفا عن دخول بازار التقاسم في النظام وهوامشه وحواشيه .

بعد الانهيار وظهور بوادر الاختناق والضيق وتفاقم معاناة الناس أعلن السيد النفير وتحرك مع رفاقه محولا رصيد حزبه المعنوي لدى الجمهورية الإسلامية وسورية إلى رافعة للحل فطلب من طهران بواخر النفط ومن دمشق تسهيل انتقال الحمولة من موانئها وهذا ما كان بفضل هيبة المقاومة ورصيد قائدها لدى شركاء المصير في محور المقاومة والتحرر ليكتشف كل ذي عقل منطقي ينأى عن الأحقاد والمواقف المسبقة أن حزب الله وامينه العام وجيش من كوادره ومناضليه الشرفاء باتوا في جاهزية النفير الوطني لإسعاف البلد والناس بعد الكارثة الخطيرة كما كانوا دائما في الريادة خلال ملاحم الدفاع والتحرير وبكل التواضع والإيثار بعيدا عن الاستعراض.

المرحلة الجديدة التي ستنطلق قريبا كما رسم ملامحها القائد نصرالله ستكون أهم وأوسع وأشمل وستطال جميع المناطق اللبنانية في الشمال والبقاع والجنوب والجبل وكل بقعة لبنانية معرضة لبرد الشتاء بحكم ارتفاعها عن سطح البحر وبالمعيار العلمي النزيه سينفذ حزب الله هه العملية من خلال البلديات مباشرة وستطال كل مكان يواجه فيه لبنانيون لسعة البرد بسبب منسوب ارتفاع بلداتهم من خمسمئة مترا فما فوق عن سطح البحر في ظل اشتداد ضيق الحصول على وقود التدفئة وحدد السيد آليات بسيطة ومباشرة سيتولى مجاهدو الحزب الإشراف عليها والتيقن من وصول المحروقات إلى المناطق التي يلفها برد الموسم القارس بمساعدة البلديات التي ستكون المشرفة في المطارح على التوزيع المحلي بعد تسلم المحروقات وإيصالها على نفقة حزب الله المباشرة وهذه نزاهة وعلامة ترفع اخلاقي.

في زمن كارثي يتحرك حزب الله ويبادر قائده فيقتحم المصاعب ويطوع الظروف والإمكانات لإغاثة شعبه ونجدته بلا تمييز طائفي أو مناطقي أو سياسي وهو يقدم من قدراته وعلاقاته رصيدا لإشعال المدافئ وانارة البيوت في الليالي والأيام الباردة للعموم دون تمييز أو تفرقة بين اللبنانيين فالسيد نصرالله هو سيد النور المشع والدفء العميم في شتاء بارد سيجعله الانهيار المالي والاقتصادي أشد قسوة على الفقراء ومتوسطي الحال الذين سحقتهم الأزمات والتهمت مدخراتهم وقلصت مداخيلهم وسيحمل الحزب كما اعلن السيد جزءا من الكلفة كما سيقدم من ماليته هبات للمستشفيات والمؤسسات الإنسانية والصحية والإغاثية عدا عن ان العملية بكليتها ستكون اداة ضبط منهجية لسوق المحروقات وستمنع التحكم بأسعار المشتقات ورفع كلفة التدفئة.

إن هذا الحزب هو المثال والنموذج في التضحية وفي تسخير كل الإمكانات لمصلحة الناس ويتخطى عمليا نماذج التجارب الحزبية كلها في الملف المعيشي بمبادرة تكسر الخطوط الوهمية بين اللبنانيين ولا تتوخى صرف نفوذ او ربح بل هو رسالي وطني كأبطاله وشهدائه الأبرار والأرقام التي عرضها السيد الصادق هي البرهان الساطع.