إيران…. مرة أخرى
مقالات
إيران…. مرة أخرى
احمد ابوعلي
2 كانون الأول 2021 , 10:50 ص


لا يمر يوما الا ونسمع من معسكر الخيانة و العمالة الصهيورجعية و بعض الغيورين العرب بسمفونية " التوسع الفارسي، و التشييع و احتلال الايرانيين لعواصم عربية "…. الخ من تُرَّهات لا تصب الا في الاستراتيجية الصهيوامريكي في حرف بوصلة من العدو الرئيسي من تل ابيب-واشنطن الى طهران ثم طهران ثم طهران!

لا يمر يوما الا و تُصَوَّب تلك البوصلة المهتزة على "خطر" طهران و الدولة السورية و حزب الله ، متناسيين الخطر الصهيوامريكي - رجعي في الوطن العربي من خلال الاعلام الغربي ( ٩٥٪؜ منه مملوكا للرجعية العربية المتحالفة عضويا مع العدو الرئيس ؛ الصهيوأمريكي) حتى وصل الامر في البعض من تخيل نسج تحالف وهمي ، تحت الطاولة و سري، بين الايرانيين و العدو الصهيوامريكي، وكان قضيتنا الاساسية هي النظام السوري او "زعل " الئوات اللبنينية و حلفائها من سلاح المقاومة الموجه ضد الكيان!!؟

بعد ان تهاوت مصر و جميع الدول العربية ( ما عدا الحزائر و سورية) و دخلت طواعية ، كالخراف، الى الحظيرة الصهيوامريكية، و لم يبقى احد يرفع راية المشروع العربي ، ليحدث فيما بعد فراغ جيوسياسي في مقابلة المشروع العدو ، لتتقدم ايران ومعها الاسلام السياسي الممانع و المعادي لعدونا الاول كي تملا الفراغ الذي حصل ، قد يكون ليس حبا فينا ( ولماذا تحبنا ايران اصلا عندما تكالبنا عليها في حرب ال٨ سنوات ) بل هو لمصلحتها وامنها القومي الايراني ( انتبهوا!!؟ ايران ليست دولة عربية ) كدولة اساسية في المنطقة العربية ذات استقلال سياسي و اقتصادي و ثقافي متناقض مع الامبريالية الغربية و ادواتها المحلية كال سعود و نهيان و ثاني و ملك المغرب و السلطة الفلسطينية و عصابات ١٤ اذار اللبنانية و مجاميع "الثورة" السورية!

مع زيادة وجود الخطر الصهيوني المتمدد على الارض العربية من الامارات الى المغرب وما بينهما وخطره الداهم في فلسطين ، ومع هيمنة العدو الغربي بقيادة امريكا على عقولنا و ثقافتنا و ثرواتنا ، يكون "خطر " ايران لايذكر ، ان كان هنالك خطرا من الاساس ، بالمقابل، وعليه ، فهنالك الكثير ما يجمع بيننا و بين ايران اكثر مما يفرقنا ، فايران هي الداعم الاساسي للقوى التي تقف امام تحالف الشر الذي دمر و سرق البلاد و العباد على مدى ١٠٤ سنوات من حياتنا، ومهما فعلت او تفعله ايران لايساوي جناح بعوضة مقابل الخطر الصهيوامريكي - العرباني الساقط

لست اسلامي التوجه في السياسة، و لا اتفق ان الحل ياتي من قبل الاسلام السياسي المقاوم، لكنه يبقى مقاوم رغم كل الملاحظات التي نبديها ونحن جالسون على أرائك مريحة في بيت دافيء ندعي فيه العروبة و اليسار، فالى ذلك اليوم الذي يكون فيه مشروعنا جاهز و له مؤيدين ومقاومين حقاً في الوطن العربي، سنبقى بتحالف الضرورة مع ايران وحلفها الاسلامي ، وما علينا الا ان نبقي بوصلتنا نحو فلسطين لا غير .

شكرا ايران على تحرير جنوب لبنان و على قصف تل ابيب في 'سيف القدس'، بينما سيف العرب بيد امريكا يرقصون فيه 'العَرضة' اليدوية على انغام اطفال اليمن المذبوحين و تريليونات الدولارات التي تسرقها امريكا من ثرواتها

شوية خجل ، 'منشان الله'!!

المصدر: موقع إضاءات الإخباري