الانقسام الفلسطيني سواء على مستوى المنظمة او على مستوى السلطة وسبل الحل , للاسف جميع الحوارات والاتفاقات التى جرت وتجرى في سبيل انهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية هي حوارات واتفاقات عبثية بكل معنى الكلمة , والسبب انها تنطلق من مبدأ ان الخلاف في الساحة الفلسطينية هو الانقسام الحاصل على مستوى السلطة في غزة والضفة , وهذا خطأ وخطء كبير , فالانقسام على مستوى السلطة هو نتيجة وليس سبب , والسبب الحقيقي هو الخلاف السياسي حول الثوابت والاهداف والبرامج السياسية , وبهذا لا يمكن الحديث عن انهاء الانقسام دون تحديد ماهية هذا الانقسام وجوهر هذا الانقسام . ان ماهية وجوهر الانقسام في الساحة الفلسطينية هو الخلاف السياسي بكل معنى الكلمة وقبل اي شيء اخر , وما لم يتم التوافق على البرامج والاهداف السياسية , لا يمكن الحديث عن انهاء الانقسام , واذا اقرينا بهذه الحقيقة يمكننا البناء , قلنا ان جوهر الخلاف هو الخلاف السياسي , وهذا يعني ان العنوان لحل هذا الخلاف هو منظمة التحرير الفلسطينية , وذلك باعادة بناء ( واقول بناء وليس تفعيل ) منظمة التحرير الفلسطينية , على اساس الميثاق القومي التاسيسي لعام 64 , والثوابت الوطنية والشراكة الحقيقية في القرار عبر القيادة الجماعية القائمة على الاسس الجبهاوية , اما موضوع وحدة السلطة فهذه من سابع المستحيلات دون حل الاساس , والمقصود هنا هو حل الخلاف السياسي على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية . من المعروف ان الدور الوظيفي للسلطة حسب ما جاء في قرار تاسيس السلطة , هو ادارة الامور الحياتية للسكان , وهذا يعني ان لا دور او وظيفة سياسية للسلطة , فالدور والوظيفة السياسية هي لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني , ولطبيعة الفارق الجوهري بين الضفة والقطاع ( الضفة ارض محتلة بشكل كامل , اما القطاع فهو ارض شبه محررة ) يصبح من الغباء الحديث عن وحدة على مستوى السلطة , فالدور الوظيفي للسلطة في الارض المحتلة بشكل كامل يختلف عن الدور الوظيفي المطلوب من السلطة في الارض الشبه محررة , وهذا يعني ان الحل الوحيد لهذه الاشكالية هو بقاء السلطتين كاجهزة وظيفية لادارة الامور الحياتية للسكان مع تبعية السلطتين للجهاز السياسي الممثل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني , وهذا بدوره يعيدنا الى ما سبق وقلناه في البداية من ان حل الخلاف وعنوان حل الخلاف هو منظمة التحرير الفلسطينية , واي حديث اخر هو هرطقة سياسية , واضاعة للوقت في الوقت الذي لا نملك فيه ترف اضاعة الوقت