جوهر ما يسمى بصفقة القرن يقوم على دويلة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء , تكون هذه الدويلة مرتبطة بمصر اداريا وامنيا , اما الضفة فتضم للكيان مع حكم ذاتي اداري للمدن الكبرى وارتباط هذه المدن اداريا وامنيا بالاردن , واغراءات كلامية بالازدهار الاقتصادي ( وللتذكير فقط معظم اتفاقيات السلام المزعوم كانت تتحدث عن ازدهار اقتصادي يعقب تلك الاتفاقيات , ولم يتحقق من ذلك الازدهار شيء ) ... بعد حرب الطوفان ومع عودة ترامب للحكم في امريكا , يبدو انه قد طرات بعض التغيرات على خطة ترامب القديمة والمعروفة بصفقة القرن , خصوصا ما يتعلق بموضوع الدويلة في غزة وجزء من سيناء فبدلا من الدويلة ها هو ترامب يطرح موضوع التهجير لسكان القطاع ويطالب الاردن ومصر باستقبال هؤلاء المهجرين , بالطبع الموقف الرسمي المعلن للاردن ومصر هو الرفض لهذا المشروع , والسؤال هنا هل سيصمد هذا الرفض امام الضغوط الاقتصادية التى ستمارس ضد هاتين الدولتين ( سياسة العصا والجزرة ) .. في البداية لا بد من التاكيد ان لا حليف للادارة الامريكية في المنطقة العربية يوازي في اهميته الكيان الصهيوني , من هنا على النظام العربي ان يخرج من اوهام العلاقات التاريخية مع الادارات الامريكية, ومن هنا فان رهاننا على فشل مشروع التهجير لا يقوم على الرفض الرسمي العربي وانما على الرفض الشعبي الفلسطيني لهذا المشروع وغيره من المشاريع التصفوية لقضيتنا الوطنية , لكن هذا الرفض الشعبي الفلسطينيى يحتاج وقبل اي شيء اخر لتوفير مقومات الصمود , وهنا على النظام الرسمي العربي اذ كان صادقا في رفض مشروع التهجير والمشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية , العمل وبجدية لتوفير مقومات الصمود للشعب الفلسطيني ,,, في غزة دمرت كل مقومات الحياة , ومشروع ترامب يقوم في جوهرة على هذه الحقيقة ( ارض مدمرة تفتقد لكل مقومات الحياة , مما يجعلها ارض طاردة للسكان ) , ومواجهة مشروع التهجير يكون باعادة بناء المدمر , اعادة بناء مقومات الحياة , فهل سنرى العرب يقفون موقف عز ولو لمرة واحدة في تاريخهم



